وسط معابد مدينة هابو الفرعونية الشهيرة غرب الأقصر وبحضور نخبة من فناني مصر وإفريقيا وعدد من المسئولين المصريين يتقدمهم الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر، اختتمت مساء أمس الأحد فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بحفل لتوزيع الجوائز وسط آثار مصر القديمة التي تسجل نقوشها تفاصيل أقدم علاقات دبلوماسية في التاريخ بين مصر الفرعونية وشعوب القارة السمراء قبل أكثر من 3500 عام . و شهد الختام التاريخي للمهرجان وسط معابد مدينة هابو الفرعونية حوارا مفتوحا حول مستقبل السينما في القارة السمراء ومستقبل الدورة الثالثة للمهرجان في ظل تراجع الدعم المقدم للجنة المنظمة والعجز المالي الذي أدى لإلغاء القيمة المالية للجوائز . وسبل استمرارية المهرجان دون الوقوع في عباءة التوجهات الرسمية للدولة . وقد أهدى المهرجان دورته الثانية لروح المخرج المصري الراحل عاطف الطيب والطاهر شريعة الملقب بالأب الروحي للسينما التونسية والأفريقية ، وكرم المهرجان عميد النقاد السينمائيين سمير فريد والفنانة يسرا والنيجيري مصطفى الحسن رائد أفلام التحريك في جنوب الصحراء ، والمخرج المالي سليمان سيسيه شويكار خليفة أحد رواد الرسوم المتحركة بمصر وأفريقيا . وقد أعلنت نتيجة مسابقات المهرجان في احتفال أقيم عصر اليوم الأحد بقاعة الأقصر للمؤتمرات الدولية ، حيث فاز الفيلم الروائي الطويل "ما نموتش" للتونسي نوري بوزيد بجائزة أفضل فيلم ونال الفيلم الكيني " نيروبي نصف حياة " إخراج توش جيتونجا جائزة لجنة التحكيم الخاصة أما جائزة التميز الفني ففاز بها الفيلم السنغالي " القارب " لموسى توريه. وأعلنت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة أيضا منح شهادة تقدير خاصة للفيلمين.. المصري " الخروج للنهار" إخراج هالة لطفي والإثيوبي " مدينة العدائين" إخراج جيري روثويل. فيما ذهبت الجائزة التي تحمل اسم الصحفي المصري الحسيني ابوضيف الذي كان قد استشهد في أحداث قصر الاتحادية . للفيلم المصري " عيون الحرية.. شارع الموت" إخراج الأخوين أحمد ورمضان صلاح سوني. وفي مسابقة الرسوم المتحركة فاز الفيلم التونسي " المرايات" إخراج نادية الريس بجائزة أفضل عمل ومنحت لجنة التحكيم شهادة تقدير للفيلمين المصري " الغابة" إخراج عادل البدراوي والإثيوبي " حساب " إخراج عزرا وبي . وفاز الفيلم الناميبي " كابوسي الجميل " إخراج بريفي كاتجافيفي بجائزة مؤسسة شباب الفنانين المستقلين والتي تحمل اسم المخرج المصري الراحل رضوان الكاشف. وفي مسابقة الأفلام القصيرة فاز الفيلم الجزائري "حابسين" إخراج صوفيا داجاما بجائزة أفضل فيلم أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فذهبت إلى الفيلم السوداني " ستوديو" إخراج أمجد أبو العلا وفاز بجائزة التميز الفني التونسيان توفيق الباغي وإبراهيم زروق وهما المشرفان على ديكور وملابس فيلم "9 أبريل" كما سيد فؤاد رئيس المهرجان درع المهرجان للدكتور عزت سعد محافظ الأقصر تقديرا لدوره في دعم المهرجان وحرصه على إبراز الدور الحضاري للأقصر . وكانت فعاليات المهرجان قد انطلقت في احتفالية فنية حاشدة وعلى صفحات النيل الخالد ووسط معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة وذلك بمشاركة 37 دولة شاركت بعدد 151 فيلما مابين روائي وطويل وكرتون بينها 16 فيلما مصريا ، حيث شارك في احتفالية افتتاح المهرجان عدد من الفنانين والسينمائيين بمصر وأفريقيا بينهم الهام شاهين وليلى علوي ويسرا وجيهان فاضل ودرة ومحمود عبد العزيز ومحمود حميدة وخالد صالح وفتحي عبد الوهاب وخالد يوسف ومحمد الغيطى والاثيوبى هايلى جريما بجانب عدد من الكتاب والمفكرين والشخصيات العامة بينهم الدكاترة على السمان وحسن راتب حيث كان في استقبال ضيوف المهرجان الدكتور عزت سعد محافظ الأقصر وسيد فؤاد رئيس المهرجان وعزة الحسيني . وبدأ المهرجان باحتفال كرنفالي يوم الأحد الماضي باستقلال ضيوف المهرجان للدهبيات النيلية التي طافت بهم فوق صفحات نهر النيل الخالد ثم رست بهم أمام معابد الكرنك الشهيرة حيث كان في استقبالهم فرق الفنون الشعبية وحملة عرائس لعظماء من القارة السوداء بينهم الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر وأم كلثوم ونجيب محفوظ ونيلسون مانديلا وهيلا سيلاسي ومريم ماكيبا وغيرهم ستطوف في شوارع الأقصر بمرافقة فرق موسيقية للإعلان عن انطلاق المهرجان . كما شارك في حفل الافتتاح 12 سفيرا أفريقيا وعدد من الشخصيات العامة بمصر. وقال سيد فؤاد رئيس المهرجان إن رسالة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية هي دعم وتشجيع إنتاج الأفلام الأفريقية وإتاحة الفرصة أمام تحقيق شراكة مستدامة بين دول القارة من خلال تقوية الروابط الإنسانية والسياسية بين المشاركين في المهرجان بوجه عام والفنانين الأفارقة بوجه خاص. بجانب دعم الأفلام الأفريقية في دول القارة والمساهمة في بناء قدرة ما لا يقل عن 45 من صانعي الأفلام الشباب وإنتاج ما لا يقل عن 15 فيلما مابين قصير وطويل ، وفي الوقت نفسه خلق بيئة صحية لبناء العلاقات بين الفنانين، وصانعي الأفلام، والنقاد، والجمهور في القارة الأفريقية . والمساهمة في بناء جمهور ونقاد للأفلام الأفريقية في مصر مما لا يقل عن 30% من الجمهور الذي يرتاد السينما.وزيادة نسبة السياحة المحلية والأفريقية في مصر بما لا يقل عن 10% من إجمالي حركة السياحة. وتضمنت عروض المهرجان الذي استمر لسبعة أيام الأفلام الطويلة والقصيرة من إنتاج دول إفريقيا أو لمخرجين أفارقة أو ترتبط بالشأن الإفريقي من إنتاج العام السابق .وهناك مسابقتان بالمهرجان : مسابقة للأفلام الروائية الطويلة من دول أفريقيا ومسابقة للأفلام القصيرة - روائي، تسجيلي، تحريك – وكان لكل مسابقة لجنة التحكيم الخاصة بها، كما أقيم على هامش المهرجان ثلاث ورش، في الإخراج والتصوير والسيناريو. كما يقام على هامش المهرجان احتفال بمرور 50 عاما على السينما الجزائرية ، وملتقى دارسي السينما بالقارة الأفريقية . وقد جرت فعاليات المهرجان هذا العام بمشاركة 37 دولة هي : انجولا – الجزائر – بوركينا فاسو – الكونغو – إثيوبيا – كينيا – تونس – المغرب – موريتانيا – ليبيا – مدغشقر – مالي – السنغال – ناميبيا – نيجريا – النيجر – توجو – الكونغو الديمقراطية – السودان – جنوب السودان – رواندا – جنوب أفريقيا – تنزانيا – زيمبابوي – بنين – جزر القمر – موريشيوس- الكاميرون – كوت ديفوار – تشاد – غانا – غينيا – موزمبيق – زامبيا – ليبيريا ، بجانب مصر . حيث شاركت تلك الدول بعدد 151 فيلما مابين طويل وقصير وكرتون .