الإيمان بالله والملائكة والكتب والرسول من صفات المؤمنين وقال أهل العلم فقد وردَ في الأثر أيضًا أنَّ الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال لكعب الأحبار: "حدِّثنا عن الموت، فقال كعب: نعم يا أمير المؤمنين، هو كغصنٍ كثيرِ الشَّوك، أُدخِل في جوف رجل، فأخذتْ كلُّ شوكة بعِرْق، ثم جذَبه رجلٌ شديدُ الجذب، فأخذ ما أخذ، وأبقى ما أبقى". وقال شداد بن أوس -رضي الله عنه- عن سكرات: "الموت أفظع هول في الدنيا والآخرة على المؤمن، وهو أشد من نشرٍ بالمناشير وقرْض بالمقاريض، وغَلْي في القدور، ولو أن الميت نُشِرَ -أيْ بُعِث من قبره-، فأخبر أهل الدنيا بألم الموت، ما انتفعوا بعيش ولا تلذَّذوا بنوم". لكن هذا لا يثبت أن الانسان ممكن أن يرى شيئا يدل على الموت إلا عند حصوله, ولم يرد شيء في القرآن والسنة يدل على شيء من هذا العلم, لأن الميت قد انتقل إلى عالم آخر غير الحياة الدنيا. ورد عن بعض التابعين والصالحين والعلماء أنهم قالوا عبارات أو رأوا أشياء عن سكرات الموت عند حضوره إليهم, ولكن هذا قد يكون نابعًا من معرفتهم بالموت مما علموه من القرآن والسنة أو قد يكونوا رأوا أشياء عند احتضاره, ولكن لا يوجد دليل على ما رأوا أو شاهدوا، ولكنَّ هذه الأشياء التي لا يراها الأحياء يراها الميت قبل موته بلحظات، فقد يرى الإنسان ملائكة الموت أو يرى مقعده من النار أو من الجنة، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: {لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ. فالميت يرى ما لم يكن يراه في حياته لكن ليس هناك دليل على طبيعة ما يرى. إن الميت عند بدء سكرات الموت ينتقل إلى عالم آخر من عوالم الغيب التي ليس لنا علم فيها, ولم يرد دليل يوضح ماذا يرى الميت, أو من يرى بتحديد فئات من الناس, كأقاربه أو أحبابه أو معارفه لذلك لا يمكن إثبات رؤية الميت لأحد من أقاربه أو معارفه عند الموت, وإن حصلت مع بعض الناس بشكل فردي فكيف يمكننا معرفة ذلك وقد انتقل إلى عالم الغيب بالتأكيد لا يمكن معرفته.