يبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الثلاثاء زيارة رسمية الكويت ، في أول زيارة رسمية منذ تولي الشيخ نواف الأحمد الصباح، أميرًا لدولة الكويت. وتأتى زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، فى إطار التعاون الثنائى بين البلدين الشقيقين، وبحث سبل الارتقاء بها إلى آفاق أرحب ، كما سيعقدان لقاء قمة. كما ستبحث القمة بين الزعيمين، الاستعدادات والترتيبات للقمة العربية القادمة المقرر عقدها في الجزائر في الربع الأخير من العام الجاري 2022، وتنسيق المواقف المشتركة بين البلدين تجاه قضايا المنطقة. وتتزامن زيارة الرئيس السيسي لدولة الكويت مع مرور 60 عاما على العلاقات المصرية الكويتية، التي تتسم بالتعاون المتبادل وتنسيق المواقف فيما يخص القضايا الإقليمية والدولية. وتأتي الزيارة أيضا تزامناً مع احتفال الكويت بالأعياد الوطنية. وأشارت مصادر سياسية الى أن الزيارة تأتي أيضا وسط حراك عربي لافت بادرت إليه الكويت، التي تتولى الرئاسة الدورية للجامعة العربية. وكان نائب الأمير ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد استقبل وزراء الخارجية العرب في نهاية يناير الماضي، بعد مشاركتهم في اجتماع تشاوري «للمصارحة والمكاشفة» دعا إليه وزير الخارجية الشيخ د. أحمد الناصر. وشدد في كلمة وجهها إلى الوزراء العرب على أهمية العمل العربي المشترك وضرورة وحدة الصف في ظل الظروف الدقيقة الإقليمية والدولية، داعياً الوزراء إلى تحقيق التقارب والتواصل وإنهاء أي تباعد أو قطيعة. وكان رئيس غرفة التجارة والصناعة محمد جاسم الصقر زار القاهرة مطلع الشهر الجاري والتقى الرئيس السيسي ونقل إليه تحيات شقيقيه أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، ونائب الأمير ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، مؤكداً قوة وخصوصية العلاقات التي تربط البلدين. وثمن الصقر دور مصر المحوري بالمنطقة، وما تمثله من دعامة رئيسية للأمن والاستقرار بالوطن العربي، فضلاً عن النهضة التنموية الشاملة التي تشهدها خلال السنوات الماضية وتوفير مناخ جاذب للاستثمار وتعزيز بيئة الأعمال، إلى جانب المشروعات الكبرى الجاري تنفيذها، وما توفره من فرص استثمارية متنوعة وواعدة في جميع القطاعات، وهو ما انعكس على حرص رجال الأعمال الكويتيين على زيادة استثماراتهم في ضوء ما يلمسونه من تطور كبير وجاد بمناخ الاستثمار هناك. وكان المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، صرح بأن الرئيس السيسي طلب، خلال اللقاء، نقل تحياته إلى شقيقيه صاحب السمو، وسمو ولي العهد، مؤكداً ما يجمع بين مصر والكويت من علاقات تاريخية راسخة على جميع الصعد، وموقف بلاده الثابت من دعم أمن واستقرار الكويت وكل منطقة الخليج، والذي يعتبر جزءاً من أمن مصر القومي. ومن المقرر ان يزور الكويت أيضا بالتزامن مع زيارة الرئيس السيسي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي تستضيف بلاده القمة العربية المقررة في الجزائر، ومن المتوقع أن يحدد الوزراء العرب في مارس المقبل موعد انعقاد. وفي اطار الترحيب بزيارة الرئيس السيسي للكويت أشارت صحيفة الانباء في افتتاحيتها الى أن العلاقات التاريخية المتجذرة بين الكويت وشقيقتيها مصر والجزائر تزداد رسوخا وتماسكا وتآزرا بمرور الزمن، ما يعطي للزيارتين مذاقا مختلفا تتمازج فيه المحبة بالتآخي والتآزر. وأكدت أن زيارة الزعيمين الكبيرين تأتي في ظل متغيرات متسارعة تمر بها المنطقة وتحتاج في التعامل معها إلى كثير من الحكمة التي يتمتع بها، والحمد لله، صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد، وضيفاهما الكبيران. وأضافت الافتتاحية أن لمصر والجزائر وشعبيهما في قلب الكويتيين مكانة كبيرة ودورا مميزا وعلاقات ضاربة في جذور التاريخ أصقلتها الكثير من المواقف الإيجابية المتبادلة بين الأشقاء في الأفراح والأتراح، فالشقيقة الكبرى مصر لم تتخل يوما عن الكويت عبر التاريخ الحديث والمعاصر، كما ان الكويت وضعت مصر دائما في قلب المحبة ولم تتأخر لحظة في مساندتها ودعمها بكل الطرق، سواء بامتزاج دماء الشعبين الشقيقين في حرب السادس من أكتوبر المجيدة، أو في ملحمة تحرير الكويت من براثن العدوان العراقي الغاشم. وأشارت الى أنه كما كان موقف مصر من الكويت داعما ومؤيدا ومعاضدا دائما، فإن الموقف الكويتي تجاه مصر إبان التغييرات عام 2011 كان داعما وصلبا وصريحا، ووقفت دائما في موقف الأخ والسند، ولم تتوان في دعم مصر أبدا. ووصف راعي الكنيسة القبطية المصرية في الكويت القمص بيجول الأنبا بيشوي، زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لدولة الكويت بأنها تحمل تأكيداً جديداً لمتانة العلاقات الثنائية، التي خطّها حكام البلدين على مر العصور. وتوقّع بيجول، في تصريح له، أن تسهم الزيارة في دعم جهود تنمية وتطوير العلاقات الثنائية من جهة، وفي لمّ الشمل العربي من جهة أخرى، خصوصاً مع تولي الكويت في الوقت الحالي الرئاسة الدورية للجامعة العربية. وأضاف أن تزامن الزيارة مع احتفالات الكويت بالعيد الوطني ال 61 وعيد التحرير ال 31 يحمل معنى مهما يتمثل في اهتمام مصري- على كل الصعد- بكل ما يسعد الكويت وشعبها، وتقديرها الكبير لما تمثله مناسباتها الوطنية التي تعتمد على معان سامية من جهة البذل والعطاء والانتماء والبناء والاستقلال والحرية. وأوضح أن الجالية المصرية في الكويت تحظى برعاية كريمة من قيادات الدولة وبثقة مؤسساتها وأبناء الكويت جميعاً، وهي تعد ثاني أكبر جالية في البلاد وتساهم في عملية الإنتاج والتنمية الوطنية بجهد مخلص وأمين، كما أن مصر تعتز كثيراً بأبناء الكويت الدارسين فيها، وبحركة الاستثمار الكويتية هناك، فضلاً عن الوجود الكويتي العميق في الوجدان المصري، والذي يمتد لعقود طويلة، وقد خلق حالة من الانسجام والمحبة بين الشعبين الشقيقين. ووصف اللقاء المرتقب للرئيس السيسي بصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد بأنه لقاء الأشقاء، والتنمية والسلام، ولقاء المصير المشترك، خصوصاً أن قيادتي البلدين يسكنهما اهتمام بالغ بالتنمية والنهضة وتطوير الحياة لدى شعوبهما.