لا نسعى للربح التجارى.. ونستهدف نشر الوعى الأثرى نحاول تقليل مصروفات التشغيل من خلال استثمارات غير أثرية الإقبال يفوق التوقعات.. ولا نعتزم رفع سعر التذاكر نجح متحف الحضارة أن يجذب أنظار العالم بعد قيام الرئيس عبدالفتاح السيسى بنقل المومياوات الملكية، فى موكب عالمى مهيب أشاد به العالم، من حيث القيمة والشكل والمضمون، ومنذ ذلك الوقت وتحول المتحف لمنارة أثرية وثقافية وسياحية جذبت الأنظار، كما قام بزيارته جميع الشخصيات من داخل وخارج مصر. استطاع موكب نقل المومياوات الذى شاهده العالم أجمع للمرة الأولى أن يكون فى جدول الزيارات الرسمية لمعظم المدارس فى مصر، فالمتحف تحول لهيئة اقتصادية مستقلة وحقق نجاحًا مبهرًا. كيف كان وكيف سيكون هذا الصرح الكبير فى هذا الحوار مع الدكتور أحمد غنيم، رئيس هيئة المتحف القومى للحضارة، حيث يكشف عن الكثير من الطموحات المستقبلية لاستمرار مسيرة نجاح المتحف ونوعية المشكلات الخاصة فى التعامل مع الزوار أو المشكلات المتعلقة بالهيكل الإدارى. بعد مرور عام على افتتاح متحف الحضارة، كيف ترى المسيرة وهل حقق المتحف الهدف المرجو منه؟ نعم لقد حقق المتحف الهدف المرجو منه خاصة بعد افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى للمتحف وإذاعة موكب نقل الموميات الذى شاهده العالم بأكمله حيث تسبب ذلك فى رفع سقف التوقعات وهذا وضع على عاتقنا حملًا كبيرًا وبعد الوصول لهذا المستوى كان لابد من تحقيق كل ما كان ينتظره المواطنون، الأمر الذى تسبب فى ضغط كبير على أكثر من صعيد. أولًا: على مستوى التشغيل، راعينا النظافة والصيانة المستمرة والمظهر اللائق للعاملين بالمتحف فضلًا عن أنه لابد أن تكون على الاستعداد التام لمواجهة أى مشكلات تواجهنا وبعد أن أصبحنا مكانًا عالميًّا وليس محليًا أصبح هناك ضغط كبيرعلى جميع العاملين بالمتحف حيث يستقبل المكان جميع الهئيات فى مصر. كما أن هناك ظاهرة جديدة على المتحف وهى الإقبال الشديد من قبل أطفال المدارس وهذا على المستوى الوطنى شىء نفتخر به، أما على مستوى التشغيل فتسبب فى ضغط شديد على جميع العاملين حيث يستقبل المتحف أطفال المدارس من جميع محافظات مصر، وبعد هذا الإقبال كان لابد من وضع قواعد لكيفية التعامل مع الطلاب، حيث قمنا بتقسيمهم لمجموعات كل مشرف يتولى مجموعة تضم 15 طالبا، ونحاول بقدر الإمكان أن نكون على قدر المسئولية. ثانيا: على مستوى المتحف، فقد نجحنا فى تحقيق الهدف الأساسى من الزيارة وهى استمتاع الزائرين خلال التجول بالمكان، كما نسعى لدمج الثقافة بأكثر من طريقة من ضمنها إقامة فاعليات مختلفة مرتبطة بالثقافة ولكن أصولها حضارية وترتقى بالذوق العام سواء كانت فى شكل محاضرات أو أفلام أو حفلات موسيقية أو افلام تسجيلية متصلة بالحضارة فضلا عن محاولة المزج بين الروح الخاصة بالحضارة لكى تكون بها نوع من التراث وهذا يجعلنا نركز على التوعية. كما أن المتحف ينظم حفلات للأطفال مثل الحفل الأخير الذى استضاف خلالها بعض الأطفال من ذوى الهمم، ولكن يعاب علينا فى بعض الأحيان أن القاعات مغلقة أمام جمهور الزوار، والسبب فى ذلك هو اننا لا نبيع تذاكر وإلا سيصبح الأمر عملية تجارية بحتة وهذا ليس اختصاصى كمدير للمتحف ولكنها من ضمن اختصاصات المشغل. ما الهدف من تلك الحفلات، وما النشاطات التى يقوم بها المتحف؟ هدفنا إرسال رسالة للجمهور وهى أن هناك منارة ثقافية موجودة، وفى الوقت ذاته ينظم المتحف ورش عمل أسبوعيًا خاصة بالتراث والنشاطات المختلفة والتى تهتم بالحضارة المصرية سواء بالحلى أو الملابس أو تلك التى تهتم بالأطفال، ولكن لا يتم الإعلان عنها من خلال مواقع الأخبار الإلكترونية كمسرحية الليلة الكبيرة للأطفال لأن ذلك يتسبب فى ضغط على المكان مثلما حدث فى حفل الموسيقار نادر عباسى الذى أعلن عنها عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى، مضيفًا أن إدارة المتحف تحاول تلبية رغبات جمهور الزوار. يضاف إلى ذلك أن المتحف قام بتنظيم معرضين للفن مفتوحين أمام الجمهور، أما من الناحية البحثية فقمنا بتشغيل المعامل والعلميين الذين يقومون بدور مهم جدا وهناك أخبار سعيدة فى القريب العاجل وهى أن بعض المرممين يقومون بهيئات خارج المتحف للعمل على رفع القدرات، فضلا عن ترميم أشياء تتعدى حدود متحف الحضارة وذلك لخدمة البلد، كما أنه يتم استغلال العاملين من ذوى الخبرة والكفاءة خارج المتحف، بالإضافة لعقد دورات لرفع قدرات العاملين وهذا يتم بشكل دورى ومتكرر وذلك فى جميع التخصصات «الترميم، الآثار، وتوعية المهارات». ما هى المشكلات التى تواجه العاملين بالمتحف؟ هناك نوعية من المهارات مطلوبة، على سبيل المثال العمل وسط مجموعة من خلال التشغيل حيث تم اكتشاف بعض المشكلات المتعلقة بالتعامل مع الأمن«ضبط الأعصاب» هناك أيام يصل فيها عدد الزائرين ل4 آلاف ما قد يؤثر فى بعض الأحيان على العاملين، لذلك يتم عقد دورات تدريبية لمعرفة كيفية التعامل مع الأعداد الكبيرة من الزائرين، أما من الناحية الإدارية فقد تم الموافقة على الهيكل من قبل مجلس الإدارة وجهاز التنظيم والإدارة ونحن فى انتظار الخطوة القادمة وهى التفعيل الكامل. هل الفراغ الإدارى يهدد مسيرة النجاح؟ لا يوجد فراغ إدارى ولكن هناك ما يسمى بالمرحلة الانتقالية حيث إنه تم الموافقة على الهيكل الإدارى ولكن نحن كهيئة اقتصادية لم يتم تفعيل العمل بها بالكامل، أى مازلنا نتبع ماليًا صندوق إنقاذ الآثار وبالتالى كيف سيتم تسكين « تشغيل» العاملين فى كيان لم يكتمل حتى الآن!، وسيتم تعيين العاملين بعد تفعيل المتحف كهيئة اقتصادية ومناقشة الميزانية فى مجلسى الوزراء والنواب، ويتم إقرارها. كما أن قرارى يختلف عن قرار النائبين عنى لانه يصدر عن مجلس الوزارء، ولكن باقى الهيكل الإدارى كاملًا لم يكتمل بعد، ولكنها الخطوة القادمة وهذا يعتبر تحديًا بالنسبة لنا لأن مصروفات هذا المكان للمحافظة على مكانته مرتفعة للغاية والإيرادات لا تسد المصروفات، ولابد من المحافظة على المكان حيث إن الآثار تحتاج لضغط هواء معين وكل ذلك يحتاج لميزانية مرتفعة، ومن ناحية أخرى لا يمكن رفع سعر التذكرة وذلك لأبعاد سياسية واجتماعية. والهيكل الإدارى له شكل عام أو نمط معين للهيئات الاقتصادية، حيث تم عقد اجتماع مع العاملين لعرض الأفكار والمقترحات لمعرفة ما إذا كان لابد من العمل كإدارة عامة أم لا وهذا على الجانب الثقافى والأثرى وتم ذلك بالتنسيق مع جهاز التنظيم والإدارة، فهناك بعض الإدارات قد تبدو غير مهمة ولكن هذا يحدده مجلس الوزراء، وبعد ذلك تم عرض كل هذه المقترحات على وزير السياحة والآثار ومجلس الإدارة، كما أن هناك ملحوظات تم أخذها فى الحسبان ومن ثم تم الموافقة عليها من قبل المجلس. هل هناك نية لرفع سعر التذكرة؟ لا توجد نية لرفع سعر التذكرة وهنا يظهر الدور الوطنى، وهو أنك كيف تجعل الجمهور يقبل على المتاحف لأننا إذا قمنا برفع سعر التذكرة بهذا سنكون خسرنا شريحة مهمة من المواطنين، وليس بالضرورى أن يكون من محدودى الدخل لأن الشخص يصطحب أسرته وأقاربه لزيارة المتحف وإذا كان سعر التذكرة مرتفعًا فسوف يعزف عن زيارتها. ما المواد التى يمكن استخدامها لزيادة الإيرادات؟ لكى نعمل على زيادة الإيرادات علينا الاستعانة بكل ما هو ليس أثريًّا بمعنى أنه يمكن استغلال الموارد المتاحة مثل الأشياء المتعلقة بالترفيه كافتتاح مطاعم وكافيهات أو التقاط الصور التذكارية، أما بالنسبة لرفع التذكرة فسوف يقلل من عدد الزائرين، وأنا دورى كدكتور اقتصاد ليس تجاريًا بحتًا، أى أن المتحف ليس عملًا خاصًا سوف أستغله لجنى الأموال وسد العجز، ولكن رسالتى هى لغرض ثقافى واجتماعى وهدفنا هو الموازنة بين هذين الغرضين وبالتالى كان هناك تفكير فى أشياء أخرى يمكن من خلالها زيادة الإيرادات. بعد مرور عام من افتتاح المتحف، هل أنت راضٍ عن الأداء؟ نعم راضٍ تمامًا عن أداء المتحف، وفقا لمعيارين الأول وهو أين كنت والى أين وصلت، أما المعيار الثانى فهو أين أنا الآن وإلى أين سأصل ونحن نحاول بقدر الإمكان الارتقاء بمستوى الخدمات والالتزام بالإجراءات الاحترازية فضلًا عن معاملة أفراد الأمن مع الزوار، والاهتمام بنظافة المكان حتى يليق بمكانة مصر بين العالم، كما أننا نقوم بالتعامل مع بعض المشكلات التى تواجهنا على الفور ما جعلنا نرتقى بالمكان، كما أتمنى افتتاح القاعة المؤقتة وقاعة العاصمة وسوف يتم إطلاق اسم متحف العاصمة على تلك القاعة. متى يستقر الهيكل الوظيفى أو الإدارى وما هى خطتك القادمة فى الارتقاء بالمتحف؟ حاليًا يتم مناقشة صندوق السياحة والآثار فى مجلس النواب، وجزء من الخطة القادمة أن صندوق إنقاذ الآثار سيدخل من ضمن موازنة السياحة والآثار ونحن فى انتظار إقراره، بعد الموافقة على تفعيل الهيكل من قبل جهاز التنظيم والإدارة، ونحن كمتحف قمنا بعمل مسودة لجميع اللوائح، وكل هذا جاهز للتنفيذ ولكن لم يعرض حتى الآن على مجلس الإدارة ليكون هناك توازن بين لائحة متحف الحضارة بين المجلس الأعلى للآثار والمتحف الكبير. أما بالنسبة لعدم وجود نائب لمدير المتحف، ليس من صلاحياتى تعيين نائب بالمكان ولكن هذا يصدر عن مجلس الوزراء، وقد تم اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتعيين نائب بالمتحف فى القريب العاجل، كما أن الترميم والآثار تتبع رئيسًا واحدًا، والنائب القادم سيكون مرممًا أو أثريًا. كيف توظف خبرتك فى تنمية موارد المتحف وما الذى سيتم استغلاله الفترة القادمة لتنمية موارد المتحف للحفاظ على هذا الكيان؟ أنا كرجل اقتصاد أرى أنه ليس من الضرورى تحقيق الربح، ولكن من الممكن تقليل الخسارة، فليس هناك متحف على مستوى العالم يحقق ربحًا، ولكن لنا دور اجتماعى آخر وهو البحث عن موارد خارج الصندوق وبعيد عن تذكرة الدخول لذلك قمنا بإتاحة مراكز الترميم للزيارة، كما تم التعاقد مع المشغل من القطاع الخاص وذلك لاستغلال كل ما هو غير أثرى والقيام بأعمال تجارية، ولكن وفقا للتعاقد لابد من موافقة إدارة المتحف حتى لا يتم الإخلال بالمستوى المطلوب، فضلا عن استخدام أساليب الترشيد للتقليل من التكلفة وزيادة الإيرادات، كما أن هناك مشروعين سنعمل عليهم الفترة القادمة هما قاعة العرض المؤقتة ومتحف العاصمة فقط لأن تكلفة تجهيز القاعات الأخرى مرتفعة جدا خاصة أن الهدف ليس قضاء وقت ممتع بالمتحف فقط ولكن الهدف هو المزج بين زيارة الآثار بأشياء أخرى مثل الاهتمام بالتكنولوجيا والتراث. هل منح الشركات الخاصة حق استغلال كل ما هو غير أثرى بالمتحف يحقق المرجو منها؟ لا لم تحقق الشركات المرجو منها، فقد تم التعاقد بالفعل مع إحدى الشركات وكان هناك بعض التأخيرات ولكن تم التغلب عليها ونأمل خلال الأشهر القليلة القادمة أن يكون هناك فرق واضح. وهل افتتاح البحيرة والمطاعم والكافيهات الموجودة بالمكان سيضيف للمتحف؟ نعم سيضيف كثيرًا وسيزيد من أعداد الزوار، وبالفعل هناك عقد مبرم بين المتحف والمشغل. كم تصل أعداد الزوار شهريًا؟ يستقبل المتحف ما يقرب من 5 آلاف زائر شهريًا، وفى ديسمبر الماضى استقبل المتحف أكثر من 100 ألف زائر على مدار الشهر، كا أنه يزداد أعداد الزائرين يومى الجمعة والسبت.