2 مليار جنيه تكلفة إنشاء متحف الحضارة حتى الآن.. و2 مليون دولار قيمة مساهمة «اليونسكو» فى المشروع 1600 قطعة أثرية معروضة داخل القاعة المركزية.. ونرفض تصوير المومياوات بسبب قدسية الموت المتحف يحتاج إلى دعم.. ونعمل على توفير الراحة وعوامل الجذب السياحى للزائرين وقعنا عقدًا مع مستثمر مصرى لإدارة وتشغيل الخدمات.. وسيتم افتتاح 5 مطاعم وكافتيريات قال مدير المتحف القومى للحضارة، الدكتور أحمد غنيم، إن المتحف يستقبل من 70 إلى 80 ألف شخص شهريا منذ افتتاحه للجمهور فى إبريل الماضى، لافتا إلى أنه من المقرر افتتاح القاعة الثالثة بالمتحف أواخر العام الحالى وسيتم عرض مقتنيات متحف النسيج داخلها. وكشف غنيم، فى حواره ل«الشروق»، عن أنه تم توقيع عقد مع أحد المستثمرين المصريين لإدارة وتشغيل الخدمات بمتحف الحضارة، ستكون مهامه تشغيل وإدارة الخدمات فقط، وليس له علاقة بكل ما هو أثرى، وإلى نص الحوار: بداية، ما الخطة التى وضعتها لتطوير المتحف منذ توليك مسئولية إدارته؟ نعم هناك رؤية نحاول بكل جهدنا تنفيذها للارتقاء بالمتحف فى ظل الموارد المتاحة، وأحيانا تواجهنا بعض القيود، منها على سبيل المثال القيود مالية؛ لذلك نبحث عن تمويل لتنشيط الجزء التعليمى والبحثى؛ حيث يعتبر المتحف هيئة اقتصادية ثقافية وحضارية أيضا. أريد أن أوضح للجمهور أن التطوير مستمر على جميع المستويات، ونستهدف خلال هذه الفترة زيادة تسويق المتحف على الإنترنت، بالإضافة إلى تفعيل «أبلكيشن» فى غضون شهر، سيكون مثل الخريطة داخل المتحف؛ للتعريف بأماكن القطع الأثرية؛ نظرا لكبر مساحة المكان. الجمهور لا يعرف الكثير عن صاحب فكرة إنشاء المتحف القومى للحضارة. تعود فكرة إنشاء المتحف القومى للحضارة المصرية إلى عام 1982، عندما أعلنت اليونسكو عن حملة دولية لإنشاء المتحف القومى للحضارة، ومتحف النوبة بأسوان، وفى عام 1999، تم اختيار الموقع الحالى للمتحف فى الفسطاط بدلا من مكانه السابق بالجزيرة، وتم تحديدها سابقا وتعرف حاليا باسم «دار الأوبرا المصرية»، وتم عمل الحفائر الأثرية بموقع المتحف فى الفترة من عام 2000 وحتى 2005، ووضع حجر الأساس لمبنى المتحف عام 2002. هل تعرض المشروع لأى تعثرات بسبب الأحداث التى شهدتها مصر عقب ثورة 25 يناير؟ بالتأكيد مر المتحف مثل غيره من المشروعات الكبرى بأزمات مالية ترتبط بالأحداث السياسية من عام 2011 وحتى 2013، لكن فيما بعد لم تتأخر القيادة السياسية عن تقديم التمويل اللازم للمشروع، خصوصا أنه احتاج إلى تمويل ضخم، وقامت الحكومة المصرية بتمويله بالكامل، واليونسكو ساهم بجزء قليل مقارنة بالحكومة المصرية. المتحف بدأ افتتاحه جزئيا عام 2016، وهى قاعة العرض المؤقت، ثم تم إغلاقه بعد ذلك نتيجة أزمة كورونا، ثم افتتاح القاعة الرئيسية، وهى قاعة المومياوات فى أبريل 2021. كم بلغت تكلفة إنشاء المتحف القومى للحضارة المصرية؟ حتى الآن، تم صرف نحو 2 مليار جنيه بتمويل من الحكومة المصرية، ما عدا ما يقرب من 2 أو 3 ملايين دولار بتمويل من منظمة اليونسكو، وما زال المتحف يحتاج إلى بعض التمويل لاستكمال أعمال تجهيز قاعات أخرى بداخله. هل زاد الإقبال على المتحف عقب موكب المومياوات الملكية؟ أعداد الزائرين فى تزايد مستمر، حيث يستقبل المتحف من 70 إلى 80 ألف شخص شهريا، وتزايد الإقبال بشكل كبير فى شهر أكتوبر الماضى؛ ليحقق أعلى معدلات فى الزيارة، بخلاف سبتمبر الماضى، الذى انخفضت فيه أعداد الزوار مقارنة مع أغسطس السابق له. هل هناك فئات مستثناة من دفع قيمة رسوم دخول المتحف القومى للحضارة؟ الفئات المستثناة يصل عددهم إلى نحو 20 ألف شخص لا يدفعون قيمة التذكرة، وهم: كبار السن فوق 60 عاما، وأصحاب الهمم المصريون والمرافقين لهم، والأطباء، وأسر الشهداء، والعاملون بوزارة السياحة والآثار، والأطفال تحت سن 6 سنوات، والمحاربون القدماء، وخريجو كليات (الآثار، والسياحة، والآداب «قسمى تاريخ وحضارة»، والهندسة، وفنون جميلة «قسم عمارة»، وفنون تطبيقية)، ونقابة الفنانين التشكيليين. ما مدى رضاكم عن إيرادات المتحف بعد افتتاحه؟ فى ظل أزمة فيروس كورونا التى نمر بها، فالإيرادات التى يحققها المتحف «جيدة جدا»، وأطمح لتحقيق أكثر من ذلك، ليس عن طريق بيع التذاكر فقط، ولكن بتقديم خدمات أخرى، كأنشطة ترفيهية؛ حيث ووقعنا عقدا مع مستثمر مصرى، لم نبدأ العمل به بعد، من المقرر أنه سيزيد من الإيرادات فور تنفيذه، إضافة إلى خدمات أخرى نحاول استكمالها. نسعى لتصوير الزائين مع تماثيل المتحف من خلال جهاز حديث، إضافة إلى الحفلات التى ستقام بالمتحف، والأنشطة الثقافية، التى لم نكن نحصل منها على مقابل، وكانت تُقدم فى الوقت الحالى بهدف الترويج فقط. من المسئول عن تشغيل وإدارة الخدمات بالمتحف القومى للحضارة؟ تم توقيع عقد مع أحد المستثمرين المصريين لإدارة وتشغيل الخدمات بمتحف الحضارة، فالمستثمر ستكون مهامه تشغيل وإدارة الخدمات فقط، وليس له علاقة بكل ما هو أثرى، فالمتحف له الحق فى الموافقة على أى نشاط أو رفضه وفقا لسياسة المتحف الذى يعد مؤسسة ثقافية اقتصادية حيث نهتم بالبعد الثقافى مثلما نهتم بالجانب الاقتصادى؛ لذلك هناك توازن ويتحقق ذلك من خلال بنود العقد. ومن المقرر افتتاح 5 مطاعم وكافيتيريات داخل المتحف من قبل المستثمر، الذى سيبدأ العمل فى المشروعات قريبا. البعض قد يستغرب تواجدك فى منصبك الأثرى رغم أنك اقتصادى فى الأساس؟ أنا أستاذ اقتصاد وعلوم سياسية بجامعة القاهرة، وكنت المستشار الثقافى المصرى فى ألمانيا والنمسا لمدة 4 سنوات، كما أن هذا المكان تحول إلى هيئة اقتصادية، فعرض الوزير على المنصب، وكان فكره أن المرممين والأثريين والفنيين سيؤدون أفضل فى مجالهم، كما يوجد لدى نائبان للتشغيل وآخر للشؤون الأثرية، وبالتالى كان الاحتياج إلى شخص آخر ينظر إلى «البُعد الاقتصادى والمالى وليس فقط الثقافى»، وأحاول التوفيق بين الاثنين. • بعد الافتتاح والاتفاق مع مستثمرين.. هل المتحف القومى ما زال بحاجة إلى دعم مالى؟ أكيد نحتاج إلى دعم، فالظاهر هو جزء بسيط من مصروفات المتحف، لكن هناك الأجور وتكاليف التشغيل، وخاصة التكييف المركزى فى أرجاء المتحف عامة، وصيانة الآثار، إضافة إلى مصاريف التشغيل العادية التى تكون فى نظر الزائر بسيطة، لكنها مكلفة بشكل كبير، وبالتالى فالمتحف يحتاج إلى الدعم، وفى الوقت الحالى يستمر تقدم المتحف من خلال الإيرادات وبعض المساهمات من وزارة السياحة والآثار. ونعمل على توفير الراحة وعوامل الجذب السياحى للزائرين من خلال ورش عمل فى الحرف التقليدية والتراثية، بجانب تطوير بحيرة عين الصيرة. كم عدد قاعات المتحف المفتوحة للزوار حاليا؟ قاعتان، وهما «الرئيسية المركزية»، التى تضم قطع أثرية مميزة من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، ويبلغ عدد القطع الأثرية المعروضة بها 1600 قطعة، بينما الثانية هى قاعة «المومياوات الملكية»، التى تم افتتاحها فى أبريل الماضى. وقاعتان، لم يتم افتتاحهما بعد، حيث سيتم افتتاح واحدة خلال أشهر، والأخرى على مدى عام. متى سيتم افتتاح القاعة الثالثة والرابعة للمتحف؟ وماذا سيُعرَض بهما؟ القاعة الثالثة «المؤقتة» من المقرر افتتاحها أواخر العام الحالى، وسيتم عرض مقتنيات متحف النسيج داخلها، حيث انتقلت مقتنيات متحف النسيج بالكامل إلى متحف الحضارة، وجار البحث عن تمويل لتجهيز «قاعة العاصمة»، التى بها الهرم الزجاجى، وهى القاعة الرابعة والأخيرة للمتحف، حيث نسعى إلى تدبير التمويل المالى أولا، خاصة أن هناك العديد من المقترحات لسيناريو العرض بالقاعة، وفى حال تنفيذها، ستحتاج إلى تكلفة مالية كبرى، مثل استخدام تقنية «الهولوجرام» والمؤثرات الصوتية وأفلام فيديو. ما الأنشطة التى تجذب طلاب المدارس لزيارة المتحف؟ موكب المومياوات هو ما يساعد على قدوم جميع الزائرين وطلاب المدارس، ونحاول أن نوفر أنشطة تناسبهم يومى الجمعة والسبت، كما ننظم ورش عمل متعلقة بحرف معينة مثل الخط الهيروغليفى، والخط العربى، واستخدام القوس، وأنشطة تتعلق بالأطفال، بالتعاون مع وزارة الثقافة، كما اهتممنا بذوى الهمم والصم والبكم، ونحاول استقطاب المدارس الدولية والحكومية من جميع الفئات الموجودة فى المجتمع المصرى، وقريبا سننظم «رحلة الزمن الجميل». ما الهدف من تحويل المتحف إلى هيئة اقتصادية؟ القانون صدر فى 2020، لكن تم تفعيله عقب افتتاح المتحف، وكان يجب تحويل وتنفيذ فكرة التحول لهيئة اقتصادية، لكى تدر عائدا ماليا، ليس بالضرورة أن نحقق أرباحا، وإنما على الأقل نقلل الخسائر، وعند زيارتى للمتحف لأول مرة رأيت أنه مشروع قومى يستحق أن يبذل الجميع جهدا ليخرج إلى النور بصورة تليق بالقيمة العظيمة التى يمثلها. لماذا يتم منع التصوير داخل قاعة المومياوات الملكية حتى الآن؟ هناك قدسية ورهبة للموت، وعمل فوتوشوب للمومياء لا يرتقى لمكانة ملوك وملكات مصر؛ لذلك كان قرار المنع، كما أن الأمن يقف على رأس كل مومياء، ويتم التعامل بمنتهى الصرامة فى قاعة المومياوات، والتشديد باتباع الإجراءات والتنبيه على منع الشرح بجانب المومياء، وهذه الإجراءات تسرى على الجميع، سواء زائرين أو عاملين بالمتحف.