خبراء: الطروحات الكبيرة تجذب المؤسسات المالية العالمية توالت عروض الشراء والاستحواذ مؤخراً على الشركات المصرية...وأصبحت «محط أنظار» للمستثمرين الأجانب والعرب.. اتجهت الكيانات العربية خاصة الإماراتية إلى السوق المحلى الوطنى بقوة، والتوسع فى استثماراتها عبر عمليات استحواذ على الشركات المصرية الكبرى العاملة فى مختلف القطاعات. بالأمس القريب كان تحالف شركة الدار العقارية الإماراتية و«إيه دى كيو» القابضة بالاستحواذ على نحو 85.52% من رأس المال القائم لشركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار «سوديك».. واليوم عرض شراء مبدئى غير ملزم من بنك أبوظبى الأول الإماراتى للاستحواذ على حصة أغلبية لا تقل عن 51% من أسهم رأس مال المجموعة المالية «هيرميس»، بسعر شراء تقديرى 19 جنيهاً للسهم. تباينت آراء مجتمع سوق المال حول عرض بنك أبوظبى الأول الإماراتى للاستحواذ على حصة فى «هيرميس» والسعر المبدئى للعرض، حيث اعتبره البعض أن سعر العرض متدن للغاية، ولا يتلاءم مع أصول الشركة وكيانها الكبير فى العديد من الأسواق الخارجية، فيما يرى الآخر أن تراجع نسبة الأجانب فى السوق المحلى تسببت فى ضعف تقييم أصول الشركات المصرية. أكدت رضوى السويفى، رئيسة قطاع البحوث فى الأهلى «فاروس» لتداول الأوراق المالية، أن اهتمام المؤسسات الخليجية الكبرى لدخول السوق المصرى بسبب فرص النمو المتوافرة والمتنوعة. قالت إن القيمة العادلة التى تقدر لسهم «هيرميس» تتراوح من 20 إلى 23 جنيهاً، وبالتالى سعر العرض المقدم من أبوظبى الأول بمقدار 19 جنيهاً للسهم يعتبر أقل ب15% من القيمة العادلة للسهم، وأن البورصة المصرية تعانى انخفاض الأسعار ويتم تداول الأسهم بعيداً عن القيمة العادلة لهذه الأسهم، وكذلك مضاعفات الربحية أقل بكثير من الأسواق الناشئة بشكل عام، رغم التعافى الاقتصاد من الجائحة وتجاوز التحديات التى حدثت فى عام 2020. أضافت أن «هيرميس» تعد من المؤسسات المالية المتكاملة فى مصر، ولديها دور قائد فى بنوك الاستثمار والسمسرة سواء فى مصر والخليج، كذلك تقدم خدمات مالية غير مصرفية متكاملة مثل التأجير التمويلى وتمويل منتهى الصغر وتمويل استهلاكى، بالإضافة إلى قطاعات التأمين والتمويل العقارى والمدفوعات الرقمية. قال محمد فاروق مسعود، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب «جلوبال انفيست» لتداول الأوراق المالية وعضو مجلس إدارة شركة مصر للمقاصة إن سعر عروض الشراء للاستحواذ على الشركات المصرية الكبرى فى السوق المحلية تعد أسعاراً متدنية ولا تتناسب مع قيم أصول هذه الشركات. أضاف «فاروق» أن هذه الأسعار اقل من قيمتها بكثير، وذلك لضعف حجم السوق المصرى وعدم وجود أجانب بالشكل الكافى لتسعير الشركات قرب قيمها العادلة. أشار إلى أنه كان فى عروض الاستحواذ السابقة كان يضاف إلى التقييم علاوة استحواذ، وهذا لم يحدث فى عرض بنك ابوظبى الأول ل«هيرميس». كما أضاف أن الطروحات الكبيرة الجديدة سوف تجذب المؤسسات الأجنبية التى بدورها كانت تسعر الأسهم بقيمها العادلة. وتساءل «فاروق» قائلا: هل يعقل أن أكبر بنك استثمارى فى المنطقة ومستحوذ على بنك بالقطاع المصرفى يكون هذا هو تقيميها، خاصة أنها شركة لها اذرع فى أفريقيا والخليج وآسيا واوروبا وأمريكا، وتتولى الطروحات المرتقبة. قالت حنان رمسيس خبير أسواق المال: أن بنك أبوظبى يعد من كبرى البنوك الممولة فى دولة الإمارات العربية، وهو أمر سيكون إيجابيا على السوق فى حال استكمال الصفقة، حيث سوف يسهم فى قيام العديد من المؤسسات المالية الأجنبية والعربية بمزيد من عمليات الاستحواذ على قطاعات فى السوق المحلية. أضافت أن الصفقة تعد إيجابية للمجموعة المالية «هيرميس»، كونها محط اهتمام أصحاب رؤوس الأموال والراغبين فى الاستثمار فى السوق المصرى بقوة من خلال فروع الشركة وأنشطتها المتنوعة، خاصة السوق المحلى جاذب لاستثمار. أشارت إلى أن الصفقة بمثابة إعادة تقييم وتسعير سهم «هيرميس» فى البورصة والذى اثرت علية انخفاضات التداول والمؤشرات وسعر فى البورصة بأقل من قيمته، موضحة أن السعر المعلن للصفقة والذى يدور حول 19 جنيهاً ليس سعراً عادلاً للسهم، بل إن قيم أصول الشركة واسمها التجارى له سعر مختلفا. قال محمد حسن العضو المنتدب لشركة بلوم لإدارة الأصول أن صفقة عرض شراء بنك أبوظبى للاستحواذ على المجموعة المالية «هيرميس» مؤشر إيجابى للسوق المصرى، والفرص المتاحة للاقتناص. أضاف أن عملية الاستحواذ حال تنفيذها يكون لها تداعياتها الإيجابية على قطاع الخدمات المالية غير المصرفية، وكذلك القطاع المصرفى. كما أشار إلى أن الصفقة تعمل على إعادة تقييم أسهم قطاع الخدمات المالية غير المصرفية، والقطاع البنكى.