سيادة الرئيس.. نحترمك ونقدرك فأنت رئيس مصر المنتخب بنسبة «51٪»، الأيام تمر، منذ توليك المسئولية يوم «30 يونيه» الماضى، وأقسمت اليمين الدستورية بأن تحافظ مخلصاً على النظام الجمهورى، وأن تحترم الدستور والقانون، وأن ترعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن تحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه، وأتذكر أن سيادتك أديت هذا القسم ثلاث مرات، فى التحرير، وفى جامعة القاهرة، وأمام المحكمة الدستورية العليا، وقلنا هذه سنة حميدة من أول رئيس مدنى تؤكد سلامة القصد وصدق النوايا فى نهضة الوطن، وكم أعجبنا بثقتك فى نفسك وأنت تخلع الجاكيت فى ميدان التحرير لتؤكد أنك آمن على حياتك وكنت وسط فصيل من أهلك وعشيرتك. يا سيادة الرئيس ليس كل ما يتمناه المرء يدركه لكن الرؤساء المفروض أن ينفذوا كل ما يعدون به شعوبهم.. أنت لم تطلب شيئاً لنفسك ولا لأسرتك، أولاد سيادتك مزودينها شوية لكن نستحملهم على الأقل أفضل من غيرهم، كنت تريد الخير لجميع المواطنين فى دولة مدنية ديمقراطية، ووعدتنا بحل «5» مشاكل خلال المائة يوم الأولى من حكمك وهى الأمن، والمرور، والوقود، والخبز، والنظافة، كنا نشعر معك بأن المهمة ثقيلة فعلاً، وقلنا ياريت الرئيس يشيل على قده، لكن فى نفس الوقت كان بداخلنا الأمل بأنك ستفعلها، ومرت المائة يوم، ولم يتحقق الوعد، وقلت فى بيانك إن طفرة كبيرة حدثت فى معالجة هذه المشاكل، إذا كنت الطبيب فنحن المرضى لم نشعر بأى تحسن وصبرنا، وصبرنا طال ووصلنا معك إلى الشهر التاسع من حكمك، وواجب علينا أن نصارحك.. الأمن ياسيادة الرئيس لا يحتاج إلى حديث، إنما يحتاج إلى ربابة، نعيط ونحن نسمع تقاسيمها، الشرطة انهارت، لا نعرف إذا كانت بفعل فاعل، أم أنها تواجه مشاكل تحتاج إلى حل، ومحدش عاوز يحلها، اتلخبطنا، مش فاهمين حاجة، البعض استغل انهيار الأمن وكوّن ميليشيات مسلحة، والبعض شكلّ لجاناً شعبية، لفرض الأمن الشعبى، وظهرت الميليشيات واللجان فى عدة مدن وأقاليم، ونجوع، أحد الأحزاب الدينية وجه نداء للمواطنين بالقبض على البلطجية، وتسليمهم للشرطة، وإذا تأخرت الشرطة يربطونهم فى شجرة حتى تحضر! والبعض قال سنلقى بهم من فوق الكبارى وفى بعض المدن تجوب موتوسيكلات الشوارع يقودها شباب شداد غلاظ، يرفعون علم الجماعة الإسلامية، ويزعمون حماية الناس والمنشآت وردت بعض القوى الثورية عليهم بحملة «إمسك إخوانى»، ونخشى ياسيادة الرئيس أن يتهم كل مواطن المواطن الآخر بأنه بلطجى، ويلقى المواطنون القبض على بعضهم، ويرفعون السلاح فى وجه بعض ويحدث ما لا تحمد عقباه. اقتربنا ياسيادة الرئيس من دولة الميليشيات أو لبنان أخرى، استمرار هذا الوضع يقضى على فكرة الدولة المدنية، دولة القانون، الديمقراطية، ويؤدى إلى تقسيم مصر إلى إمارات مستقلة بعد جر البلاد إلى معارك دامية، النيابة العامة بعد تفسيرها للمادة «37» من قانون الإجراءات الجنائية التى أثارت الجدل واعتبرتها التيارات الدينية غطاء قانونياً لتشكيل الميليشيات قالت النيابة إن اللجان الشعبية غير قانونية، ويتعرض مشكلوها للمساءلة، ووجهت الرئاسة الشكر إلى سعى اللجان لحفظ الأمن، وقالت إن من يقوم بحفظ الأمن فى البلاد هو وزارة الداخلية، ولكن هذه الميليشيات واللجان مستمرة، وفى حالة تزايد هذه الميليشيات واللجان ياسيادة الرئيس ستؤدى إلى تدهور الروح المعنوية لرجال الشرطة بعد زعم قيادات الميليشيات بأن الضباط يستنجدون بهم لحماية الأمن، وهذا زعم لتبرير وجود العصابات المسلحة، وممارسة أفعالها فى ترويع المواطنين والقبض عليهم. أما عن الوقود ياسيادة الرئيس فأضل وأشقى، انت قلت إنه يتعرض للسرقة، فأين الحرامى؟ الوقود مش بس تموين سيارات، وقتال فى محطات البنزين، وتوقف المركبات، وغياب الموظفين عن أعمالهم، وإضراب السائقين، ورفع تعريفة الركوب، بل أكثر من ذلك، الفلاحون هجروا الأرض، وتفرغوا للعب السيجة، بعد اختفاء السولار، المصانع مهددة بالتوقف، الظلام نهاية أزمة البترول والكهرباء، المخابز تصرخ وتحذر، وتهدد بوقف إنتاج الخبز لنقض المازوت، ومشاكل أخرى مع الوزير الباسم، الوزير الضاحك جعل الخبز على «البطايق» لكل مواطن ثلاثة أرغفة فى اليوم، عيش الشوارع، هكذا يقول عنه الغلابة، أسعاره غالية، الرغيف يبدأ من «25» قرشاً إلى «50» قرشاً، واللى مش عاجبه يتطلع فى طابور العيش الرخيص ليفوز بخمسة أرغفة أو خمس غرز فى وجهه أو طعنة فى قلبه ويلحق الغداء فى الجنة لأنه سيكون شهيداً، الحياة بقى لونها أسود فى عيون الناس، غالبية المواطنين يكلمون أنفسهم فى الشوارع، محدش طايق نفسه، المواصلات تتوقف بالساعات من الإضرابات، المترو تحول إلى منتدى سياسى، ينتهى بمعارك وضرب مطاوى، الحوارات فى المترو تدور حول الثورة والحلم الذى تبدد، والمقلب اللى شربوه، والنهضة التى تحولت إلى وكسة، الفقراء يموتون على أبواب المستشفيات، الغنى يتعالج بفلوسه، والفقير يشوف له تروماى يدوسه، ينتحر يعنى، مش عارف ليه دار القضاء العالى تحولت إلى بيت الشنق بدلاً من دار العدل، الناس بتنتحر من فوقها هل لإحساسهم بالظلم! سيادة الرئيس أقترح عليك تشكيل فريق من بعض مستشاريك لركوب المواصلات العامة.. أتوبيسات ومترو.. لمدة لفة واحدة وسيعودون إليك برأى الناس فى حكمك، وانت صاحب القرار بعد ذلك، الناس بتسأل ياريس: من يحكم مصر؟ تحب تقول لهم إيه؟!