كتير من قراراتك يا سيادة الرئيس قرارات جيدة، وإحنا معاها وطالبنا بيها. لكن طالبنا بيها لكى تكون خطوة فى بناء دولة ديمقراطية حقيقية، مش طالبنا بيها علشان تبقى خطوة لإحكام سيطرة جماعتك على البلد. وخلينا نبتدى من جماعتك علشان نشرح للناس قصدنا إيه. جماعتك بعتت ميليشيات شعبية تعتدى على مظاهرة سلمية معلن عنها من أكتر من أسبوعين.. لو انت عايز فعلا دولة قانون زى ما بتقول يبقى لازم تحاسب الجماعة دى. تحاسب عصام العريان ومحمد البلتاجى، ومحمد بديع. غير كده تبقى انت مش عايز دولة قانون ولا يحزنون، وتبقى إجراءاتك غرضها تطهير القضاء من أعدائك والتمكين فيه لجماعتك. بين التطهير والتمكين بعد المشرقين. الأول بالقانون والثانى بلىِّ ذراع القانون.. فاهمنى!! أظن الكلام واضحا ولا التباس فيه. خلينا مع جماعتك. فى مجال الكسب غير المشروع. كل رئيس جديد جه عليك يا مصر عمل قضايا فساد لناس من النظام السابق ليه. بس دا لا يعنى إنه بدأ حياة خالية من الفساد. ليه؟ لأنه مابناش قواعد شفافية مالية فى الدولة. رئيس هيئة الرقابة الإدارية فى الدولة يجب أن لا يسمح لنفسه بأن يبيت ليلة فى مكتبه، بينما الجماعة التى تدير شؤون البلد تمويلها غير معروف المصدر، ولا المصب. دا يبقى بيهرج. ماينفعش ديمقراطية وشفافية مع جماعة فوق القانون فى نفس الوقت.. دا مش هيحصل. يبقى من دلوقتى، علشان ماحدش يلومنا، لو قضايا الكسب غير المشروع لم تلاحق إلا خصومك السياسيين فقط فدى كمان هتكون «قرارات حق يُراد بها باطل». لأن الباقيين هيبقوا فاهمين إن دا مش قانون، وإن كان بالقانون، دا هيبقى استقصاد بالقانون. طول ما جماعة الإخوان المسلمين، وقياداتها، فوق القانون. يبقى ما تتكلمش لو سمحت عن القانون. إوعوا تفتكروا يا جماعة الإخوان، ويا جماهير الأطراف الثالثة اللى حواليها، أنكم أتيتم من التدليس والتذاكى السياسى ما لم يأته أحد. أبدا. كل حركاتكم دى معروفة ومحفوظة وموجودة فى كتب النظم الاستبدادية قديما وحديثا. وما تفعلونه الآن يسمونه «العدالة الانتقائية». عايزينها بلغة تفهمونها، عدالة بنى إسرائيل المذمومة: «إن سرق فيهم القوى أعفوه، وإن سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد». يا من تدعون أنكم تحملون للبشرية رسالة طال انتظارها. الضعيف والشريف أمور نسبية، تختلف من وقت لآخر. فى زمان سيطرة جماعة الإخوان على الحكم، وميليشياتها على الشارع، ونوابها على البرلمان، فإن الضعيف هو الخصم السياسى، والقوى هو الحليف السياسى. أنا رجعت لكم لمقولة تعرفونها جيدا، ويعرفها جمهور السمع والطاعة التابع لكم، ويعرفها الأطراف الثالثة التى تدلس وتروج لكم تحت مسميات مختلفة. «المحللون الاستراتيجيون»، وما أكثر من يحمل اللقب من خلاياكم النائمة إعلاميا، يقدروا يرجعوا لكتب العلوم السياسية ويراجعوا بشوية ضمير. وأنت يا سيادة الرئيس المسؤول عن ذلك، من اللحظة التى دخلت فيها قصر الرئاسة. أنت الرئيس الشرعى -وأنا أعنى ما أقول- المسؤول. لأننا لم ننتخب محمد بديع، بل الأغلبية انتخبتك أنت. كما أننا كمواطنين لا نملك مساءلة بديع ولا غيره، إنما يملك مساءلته النائب العام والجهاز القضائى. إن كنت تعتقد يا سيادة الرئيس أن من الممكن تطبيق نموذج حزب الله اللبنانى فى مصر، إن كنت تعتقد أن من الممكن استنساخ نموذج حسن نصر الله فى شخص محمد بديع، فأبشرك بأن هذا مستحيل. هذه عبقرية مصر التى جعلتها تبقى -على تخلفها- دولة واحدة طوال قرون. عَوْدٌ على بدء: السلطة الحقيقية فى مصر الآن هى جماعة الإخوان المسلمين. هى محمد بديع وخيرت الشاطر وحسن مالك وعصام العريان ومحمد البلتاجى ومحمود غزلان. ويبدو لنا أن هذه السلطة متضررة من «بقايا السلطات» الموجودة فى الدولة. فى ضوء هذه الجملة سنفسر كل قراراتك القادمة.. ولأ. إحنا مش عايزين تروماى، مش هنشترى!!