رغم أن موجات هجوم الجراد معروفة مسبقاً، وفي كل عام. وهي لا تخلف الميعاد.. إلا أن مسئولي النظام الحالي لم يستعدوا.. بل ربما يقولون إن الجرادة.. حياة.. وحرام أن نسلب الحياة من واحدة منها.. ولكن ماذا إذا كان هجوم الجراد يمكن أن يحرم البشر مما يأكلون!! ** والجراد الذي يهاجمنا الآن لا يأتي فرادي.. بل بالملايين.. والسرب الصغير يمكن أن يضم عدة ملايين من الجراد.. والكيلو متر المربع الواحد يضم ما يصل إلي 10 ملايين جرادة.. فماذا نفعل مع سرب يتراوح طوله بين 12 و15كم.. تخيلوا، ولكنها الحقيقة فالسرب القادم من السودان ويتجه إلي أوزان «جنوب شرق بحيرة السد العالي»، يقدر بحوالي 80 مليون جرادة، وسرعة طيرانه تصل إلي 15كم في الساعة!! وهذا السرب يهاجم الآن غير ادندان: قسطل وأبو سمبل والعلاقي وتوشكي ودرب الأربعين ويصل إلي وادي النقرة في أسوان بل ووصل إلي قنا!! ** وإذا كان هذا السرب من الجراد الصحراوي.. فإن مصر يهاجمها الآن سرب من نوع جديد هو الجراد الأفريقي الذي يهاجم المناطق المستصلحة الجديدة وبالذات في شرق العوينات وتوشكي بعد أن تحولت إلي مناطق مروية.. وهي مناطق نري فيها مناطق واعدة يمكن زراعتها بالقمح والذرة والخضراوات ودوار الشمس، المسمي خطأ عباد الشمس، وهو من النباتات الزيتية. والكارثة أن مصر أصبحت من دول تكاثر الجراد الصحراوي، وإذا عرفنا أن الجرادة الواحدة تضع 100 بيضة 3 مرات في حياتها.. وإذا لم تتم مقاومته.. فإنه يغير سلوكه من انفرادي إلي سلوك جماعي، ولم يعد هذا الجراد يكتفي بمهاجمة المناطق الساحلية علي ساحل البحر الأحمر عند أبو رماد والشلاتين وحماطة ومرسي علم وسفاجة وغيرها بل يتوغل إلي الداخل ليلتهم كل ما هو أخضر، وبالذات بعد موسم الأمطار الذي هطلت فيه كمية كافية لإنبات الخضرة. ** أي يمكن أن يدمر هذا الجراد الحلم المصري في زراعة الصحراء وإقامة تجمعات بشرية فيها.. كما نحلم في شرق العوينات وتوشكي التي أنفقنا عليها عشرات المليارات من الجنيهات. وللأسف وصل هذا الجراد إلي سيناء.. وبالذات في بير العبد ومطار العريش ومناطق بغداد.. بل إلي جبل الحلال علي حدودنا الشرقية.. وذلك بعد أن عبر الجراد مناطق كسفريت وفايد وجنيفة وغيرها من منطقة قناة السويس، والتل الكبير والقنطرة. ** وإذا كان شعبنا في منطقة القناة يعاني من جبروت حكم الإخوان الذي لا يطرف له عين وهو يري سقوط الشهداء كل يوم.. فها هو الجراد الحشري يهاجمهم.. كما هاجمهم جراد الإخوان.. ولايزال!! بل الخوف كله من أن تلتهم أسراب الجراد أشجار وثمار المانجو وهي الآن في مرحلة التزهير فماذا يبقي للمصريين ليأكلوه.. في عصر الإخوان!! ** وكما يلجأ الآن شعب مصر إلي القوات المسلحة طالباً النجدة والغوث، بعد أن عجز الإخوان عن حماية الشعب.. فإن وزارة الزراعة تلجأ الآن إلي القوات المسلحة لكي تنقذها من غزو الجراد.. ولا فرق بين الجراد الصحراوي الأفريقي.. والجراد الإخواني.. بعد أن أصبح هناك جرادة لكل مواطن مصري، من هذا السرب الواحد - وليس الوحيد - الذي يزيد عدد جراده علي 80 مليون جرادة.. ** وبالمناسبة تلجأ الشعوب المقهورة إلي قواتها المسلحة تطلب النجدة من المخاطر.. وهل بعد مخاطر الإخوان ومخاطر الجراد ما يهدد مصر.. مصر تستنجد بقواتها المسلحة.. فهل تحتاج قواتنا إلي التوكيلات التي يجمعها الآن شعب مصر لكي تتدخل قواتنا المسلحة لإنقاذ الوطن.. أم نحتاج أيضاً إلي توكيلات نفوض فيها قواتنا المسلحة لإنقاذنا من الجراد.. كما نفوضها اليوم لإنقاذ الوطن كله؟! ** مصر الآن تتزايد عليها المخاطر.. وأخطرها تصاعد المشاكل التي تتفاقم حتي أن «النظام» كله الآن يعجز عن مواجهة جرادة.. اللهم انقذنا من هجمات الإخوان.. كما سوف تنقذنا من هجمات الجراد.. آمين يا رب العالمين.