تعرضت مصر لأسراب من الجراد قادمة من جنوب البلاد ووصلت بعض هذه الأسراب للقاهرة بمنطقة القاهرةالجديدة والمقطم أمس الأول بل وصلت مطار القاهرة صباح أمس وتم الإبلاغ عنها وتم تخصيص فرقتين لمكافحتها وهذا يعتبر تحولا في مسيرة الحشرة التي تحملها وتحدد مسارها الرياح ونحمد الله أنه الطور غير المكتمل وفقا لقول مسئول وزارة الزراعة الذي لايهاجم المزروعات وتحمله الرياح حتي يصل للسعودية ليتمم مرحلة النضوج, وسبب وصوله للقاهرة تغيير اتجاه الرياح وحرق المواطنين للكاوتشوك لطرده وتشتيته مما يصعب مكافحته ويري خبراء الأرصاد الجوية أن عدم التعاون بين الزراعة وهيئة الأرصاد الجوية منذ السنوات الأخيرة من تسعينات القرن الماضي رغم نجاح التعاون علي مدي4 عقود متصلة, ولذلك يجب أن يكون هناك اتصال مباشر بين وزارة الزراعة والأرصاد الجوية لايخضع لهوي الأشخاص فمصر معرضة دائما لهجمات أسراب الجراد القادمة من الجنوب والغرب والشرق وتظهر في صور الأقمار الصناعية قبل وصولها للحدود, ويتوقع الخبراء أن أسراب الجراد الكثيرة هذا العام نتيجة ضعف المكافحة في الأراضي السودانية حيث تنسق الفاو بين الدول وتبلغ مصر بحركة اسراب الجراد, وتعرض جنوب مصر هذا العام منذ نوفمبر الماضي لعدد كبير من أسراب الجراد وتظل المكافحة مستمرة من خلال55 محطة وفريق عمل علي أراضي الجمهورية وحتي الآن لم تتأثر المحاصيل والمزروعات... وعن مشكلة الجراد وتعرض مصر لهجماته عبر الحدود يقول الدكتور حسين زهدي رئيس هيئة الأرصاد الجوية سابقا وخبير الأممالمتحدة في الأقمار الصناعية والأرصاد إن مصر معرضة لأسراب الجراد طوال العام حيث تحمله الرياح التي تنشط نهارا وتوجهه ويجب مقاومة الجراد الصحراوي قبل عبور الحدود أو علي الحدود حتي لايصل لداخل البلاد وتتعرض المزروعات للتدمير, والجراد أصلا موجود في أماكن معروفة في العالم لأنه يوجد علاقة له بدرجات الحرارة التي تكون من مابين20 و25 درجة مئوية وأماكن تتعرض لمتوسط الأمطار من50 100مليمتر شهريا ويتجمع في السهول ومناطق السافانا متفرقة الأشجار ويتغذي علي الحشائش ويمكنه إحداث خسائر كبيرة في زراعات الحبوب مثل الأرز والقمح في فترات الغزو, وينتشر الجراد المهاجر بشكل واسع في العالم, فهو متواجد جنوب الصحراء في أفريقيا وشبه الجزيرة العربية والهند وباكستان والمناطق الساحلية للبحر لمتوسط وشرق أسيا واستراليا لكنه غير معروف في الأمريكتين. ويقول خبراء الحشرات أنه ينقسم لطورين مختلفين, الطور الأول هو فردي ولا يشكل خطرا علي المحاصيل والمزروعات لأنه يكون في حالة سكون ويكون منتظرا لطور التجمع باعداد مهولة تتجاوز2000 حشرة بالفدان وتبدأ أسرابه في عمليات الغزو حيث تحدث ضررا جسيما في عدة بلدان في وقت واحد, وتعتمد المكافحة الاستراتيجية كما يؤكد الدكتور زهدي للجراد علي النواحي الوقائية التي تستهدف منع تكوين تجمعات وتتم المكافحة بمراقبة مناطق التكاثر بالتحديد في شمال السودان ودلتا نهر النيجر والجزيرة العربية وجنوب الصحراء الأفريقية في مالي وغيرها, ولايستطيع الانتقال أو الطيران باستخدام أجنحته لمسافات طويلة بل يعتمد بشكل أساسي علي حركة الرياح التي تحمله في مسارها إلي أماكن بعيدة جدا عن أماكن تكاثره ونموه ولمسافات تصل لآلاف الكيلومترات, ويتم التحول الطوري في بؤر مناسبة تتوافر فيها الظروف الملائمة لتكاثر جماعات الجراد وتنحصر في المناطق الرطبة لنهر النيجر وسواحل بحيرة تشاد ومناطق النيل الأزرق وفي جنوب غرب جزيرة مدغشقر. ويمتد الجراد الصحراوي المهاجر في أسراب بلونه الأحمر خلال فترة النمو حتي يصل للأحمر القاتم أو البني ثم يتحول للأصفر في فترة البلوغ ويكون لونه مائل للأخضر ويبلغ طول الذكر نحو7 سم وتزيد الأنثي لتصل لنحو9 سم, وتحملها الرياح التي تكون شديدة نهارا مع وجود التيارات الهوائية الصاعدة التي تساعدها علي عبور الحواجز الجبلية, ومع وجود مناطق لتجمع الجراد وهي معروفة وبمتابعة الحشرة في فترات الغزو والسكون يمكن مكافحتها بشكل فعال ووقف هجمات الجراد الصحراوي الرحال بمنع رحلات الغزو في فترات السكون عند الطور الانفرادي. ويحدد الدكتور حسين زهدي الذي عاصر المتابعة والتعاون بين الأرصاد والزراعة منذ الستينات إستراتيجية المكافحة الوقائية بثلاث مراحل, الأولي هي مراقبة مناطق التكاثر والتجمع المحتملة عن طريق بيانات الأرصاد الجوية والاستشعار عن بعد من الأقمار الصناعية, الثانية تنظيم عمليات المسح الجوي والأرضي في المناطق التي أصبحت مناسبة لنمو وتكاثر الجراد عقب هطول الأمطار الغزيرة, والمرحلة الثالثة مكافحة جميع تجمعات الجراد الرحال الذي يتجاوز عددها الحد الحرج من500 2000 جرادة في الفدان وبصورة أساسية في المناطق الجغرافية المعروفة التي تشكل بؤر تجمع للجراد ومصر ليست منها لكن يغزوها من الحدود. ويتحدث عن العصر الذهبي للتعاون في مكافحة الجراد بين هيئة الأرصاد ووزارة الزراعة حيث بدأ في الستينات طوال40 سنة وبنجاح وكان له الأثر الأكبر في عدم تعرض البلاد لأي غزو من الجراد الصحراوي حيث كنا نمد وزارة الزراعة بالبيانات الجوية للأرصاد وتحركات الرياح قبل وصوله للحدود المصرية سواء كان قادما من الغرب من ليبيا أو الجنوب من السودان أو من الشرق من السعودية ونحن معرضون لأسراب الجراد الذي تحمله الرياح في أي وقت من العام وفقا لنوع واتجاه الريح وشدته لكن في نهاية القرن العشرين منذ نحو15 سنة تراجع التعاون لأنه يعتمد علي أشخاص وليست سياسة دولة ومؤسسات وهذه كانت مشكلة مصر بسبب فساد نظام مبارك. والجراد الذي وصل لبعض مناطق القاهرة قادم من السودان مارا بالصعيد وسواحل البحر الأحمر وهو ليس علي مستوي خطير لأنه يسعي للمناطق الزراعية, ولايجب عمل حرائق ودخان لتشتيته فتصعب مقاومته ويجب ابلاغ الزراعة لمكافحته بشكل علمي وسليم. أما عن موقف وزارة الزراعة وكلمتها يوضح المهندس صلاح معوض رئيس قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة أن فترة التكاثر الشتوي للجراد بالسودان وارتريا وتكون الحشرة غير ناضجة جنسيا وتكون قد تغذت في المنطقة التي نشأت فيها وكونت مخزون من الدهن بجسمها لتتغذي عليه طوال رحلتها ويحملها الهواء لمصر وتعبر البحر الأحمر لتصل للسعودية ثم يخرج الجيل الثاني هناك علي سواحل البحر الأحمر, وتؤكد أن وزارة الزراعة تنسق مع منظمة الأغذية والزراعة العالمية فاو التي ترصد حركة الجراد في العالم وتعطي التنبؤ لمصر والدول المحيطة لتفعيل مكافحة أسراب الجراد في جنوب مصر للقادم من السودان وأول منطقة بمصر وتمت المكافحة بها أدندان وقسطل وتحركت الحشرة لبعض مناطق الجنوب بالصعيد وتم مكافحتها. ومن ناحية التجهيزات يوجد لدينا في مصر55 قاعدة لمكافحة أسراب الجراد المهاجر وتتضمن السيارات المجهزة والمعدات والمبيدات اللازمة ويشرف عليها متخصصون ومهندسون وفنيون مدربون ويستمر العمل طوال السنة وتقوم بالرصد والاستكشاف لتحديد مسار الأسراب التي يحركها الريح وعندما يحل الغروب تبدأ عمليات المكافحة عندما يحط الجراد علي الأرض والنباتات وأسطح المنازل وفي الصحراء يقصد النباتات البرية أو العقول وهو نوع من الشوك, وهو غير ناضج جنسيا ولا يأكل وهو لم يدمر فدانا واحدا في مصر, لكن يتم التخوف من الأسراب ومكافحتها بشدة حتي لاتتسرب وتختفي في الجبال والشقوق والوديان والكهوف وتدخل في النضج الجنسي وتتكاثر بوضع الإناث البيض بكثرة ويفقس وساعتها تكون المشكلة مضاعفة, وبالتالي نعمل علي منع هذه الحالة الخطيرة, مع منع دخوله المناطق التي بها محاصيل تقليدية شتوية وصيفية وأصعب الأوقات والهجمات تكون في هذه الفترة من العام التي تبدأ من نوفمبر حتي ابريل. ولماذا فلت الزمام ووصل للقاهرة؟! يقول المهندس صلاح معوض الأسراب لها خطوط سير حسب الريح التي تتغير سرعتها وتتغير درجات الحرارة والعوامل البيئية مع حدوث دومات هوائية نقلته للداخل ليصل للمدن, كما قامت بعض القري السياحية بالبحر الأحمر بإشعال الإطارات الكاوتشوك كما حدث بالقاهرةالجديدة والمقطم فتسبب الدخان في تشتيت الجراد فتصعب المكافحة وينتقل لأماكن أخري, ويجب عند ظهور الجراد الإبلاغ عنه في وزارة الزراعة التي لديها الخبرة في التعامل السليم مع تجمعات الجراد ودرء مخاطرها عن طريق أقرب قاعدة مجهزة لها, ويضع الرجل النقط علي الحروف مؤكدا أن رجال المكافحة بذلوا جهد مضاعف هذا العام لهجمات الجراد الرحال منذ نوفمبر الماضي وحتي الآن بسبب عدم المكافحة الجيدة بالسودان ومنذ أعمال المكافحة بدأت الفرق في مكافحة17400 هكتار والهكتار نحو2.4 فدان إلي جانب17500 حورية التي ستكبر وتكون حشرة كاملة ومكافحتها تتم علي الأرض, والسرب القادم من السودان يكون الكيلومتر المربع الواحد به أكثر من20 مليون حشرة, وهاجمنا هذا العام أسراب متوسطها أعلي وهي50 مليون جرادة في الكيلومتر وبعضها يتعدي هذا الرقم, وإذا كافحة السودان بفاعلية لن تصل أسراب بهذه الكثافة الكبيرة لمصر فعند تراخي المكافحة في السودان يتضاعف العبء علي مصر والحمد لله لم تتعرض المحاصيل الشتوية لأي تلف, وعند نزوله ليلا بالمقطم أول أمس تم مكافحته باستدعاء فريق من الجيزة ومحطة برج العرب وتمت المواجهة ليلا ولم تظهر الأسراب نهارا, لكن ظهر الجراد في مطار القاهرة صباح أمس وتقوم فرقتان بمكافحته وبوجه عام هو لايؤذي الإنسان بل يتغذي عليه العرب والخوف وصوله للزراعات, ولذلك كانت المكافحة مكثفة بالجنوب في المناطق الصحراوية قبل دخوله بكثافة في الزراعات, حيث تجري المكافحة بمبيدات متخصصة للجراد وتعمل علي الجهاز العصبي للحشرة فتشل حركتها, وفي الصحراء نستعين بحرس الحدود والبدو. وماذا عن التعاون مع الأرصاد الجوية؟ يؤكد المهندس صلاح أنه سيقوم بالاتصال بالمسئولين بالهيئة لإعادة التعاون لأنه في مصلحة مصر ويفيد عمليات المكافحة التي نكثفها لمنع خطر الجراد. ويشير خبير الأرصاد إيهاب عبد الرازق وكيل مركز التحاليل الجوية إلي أنه كان يوجد اتفاق مع وزارة الزراعة لعمل النبوءات اليومية أربع مرات وانقطع الاتصال تماما منذ عام ومنذ التسعينات لم يعد هناك اهتمام ولم نعد نقدم لهم تنبؤات, رغم ان العلاقات كانت قوية ويستعينوا بمحاضرين من الأرصاد لمن يعملون في مجال المقاومة, فاتجاه الرياح يحدد وجهة أسراب الجراد وسرعتها تحدد المواعيد فقد تكون هناك رياح أثناء وجود منخفض جوي مثل الخماسين فتصل سرعة الرياح لنحو70 كم في الساعة وقد تقل إلي5 كم في الساعة في حالة وجود مرتفع جوي وقت الضباب والشبورة. مكافحة الجراد فوق قرية البضائع كتب حسين الزناتي: شهد ت قرية البضائع بمطار القاهرة أمس أسرابا من الجراد التي تحركت من منطقة التجمع الخامس إلي هناك, حيث تواجدت أمام شركة ميناء القاهرة الجوي منذ صباح اليوم سياراتان من فرق مكافحة الجراد التابعة لوزارة الزراعة, ولم يكن لهذا العدد المحدود من الجراد أي تأثير علي حركة الطيران بينما أكدت فرق المكافحة بعد التنسيق مع الجهات المختصة بالرصد في وزارة الزراعة أنها لن تظهر مرة أخري في المنطقة. خبراء زراعيون:خطر الجراد يهدد مصرلثلاثة أسابيع قادمة كتب فوزي عبد الحليم: حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة( فاو) أمس من أن خطر انتشار الجراد سيستمر في مصر لثلاثة اسابيع قادمةبسبب عدم تقديم مصر للمساعدات اللازمة للسودان هذا العام كما حدث في الأعوام السابقة حيث أرسلت فرق القماومة الي السودان كخط دفاع أول. وأكد الدكتورنادر نور الدين الخبير الزراعي المصري أن النوع الذي يهاجم البلاد حاليا هو من النوع الشرس وأخطره هو النوع الصغير الذي يسمي الغوغاء والذي يبيد, أما الجراد الأحمر فهو لا يؤذي الإنسان ولا الحيوان ولا ينقل الأوبئة ولا الأمراض ولكنه يسبب فزعا وقد يهاجم المحاصيل الخضراء والأشجار. وأكد أن المبيدات الفسفورية هي التي تستخدم, لمكافحة الجراد مع ضرورة عدم تعرض المواشي لها. وأكدت محطات الرصد أن هناك ثلاثة أسراب وصلت أمس الي حلايب وشلاتين وسرب الي رأس غارب, ودائما ما يطير الجراد بجوار البحر الأحمر لأنه يضع بيضه في الرمل الرطب فقط, وخط الدفاع الأول لمصر هي مقاومة الجراد خارج الحدود ثم خط الدفاع الثاني حلايب وشلاتين أما خط الدفاع الثالث فهو مرسي علم علي البحر الأحمر بمحاذاة قنا. وأشار الي أن عدد أسراب الجراد يقدر حاليا بعدد10 أسراب يتراوح عدد الحشرات في السرب الواحد بين40 80 مليون جرادة والسرب يضم الأطوار الخمسة لنمو الحشرة.. لكن المشكلة إن الإناث تبيض كل12 15 يوم 150 بيضه لكل أنثي وبالتالي فعلي طول الطريق تنتظر خروج هذا البيض الذي يفقس بعد أسبوعين بحد أقصي أي أن هناك إمدادا مسترا من الجراد الذي يتغذي علي الحاصلات وتصل نسبة البروتين في الحشرة الكاملة 67% والدهون 17% لذا يتناولونه السودان والسعودية مسلوقا ومشويا ومقليا. وزارة الزراعة:أعمال المكافحة مستمرة.. والأسراب بالقاهرة غير ناضجة كتب محمد غانم: أكد الدكتور صلاح معوض رئيس قطاع الخدمات والمتابعة أن مكافحة الجراد حتي الآن ناجحة وحققت المستهدف منها والدليل أن أسرابها لم تسبب أية خسائر,لافتا إلي أن أسراب الجراد تمثل الأراضي المصرية لها مجرد معبر إلي السعودية حيث موسم تزاوجها, وتأتي إليها وقد خزنت نسبة دهون مرتفعة تكفيها طوال رحلة الطيران, ولذلك لم تدمر أية زراعات. وقال المهندس محسن عبده رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات إن إنشاء قواعد تمركز ببعض مناطق القاهرة أمر بالغ الأهمية لمتابعة تحركات الجراد ووقف أي مخاطر له, وتمت أعمال المكافحة في عدة مناطق بجنوب مصر ولاتزال مستمرة في بعض المناطق سواء كانت علي الحوريات أو الحشرات الكاملة.