أعلنت إدارة مكافحة الجراد عن وصول أسراب الجراد للبحر الأحمر وسفاجا والغردقة وانها اكتسحت مساحات خضراء واسعة بتلك المناطق.وأن أسرابا أخري وصلت بالفعل إلي رأس غارب ومناطق بالمنيا. وأن المؤشرات تؤكد أن هذه الأسراب تتجه الآن نحو القاهرة ومحافظات القناة والدلتا, وأن هناك استعدادات لمواجهة هذه الأسراب بالطائرات والمبيدات لحماية المزروعات والمسطحات الخضراء. وحذرت منظمة الأغذية والزراعة العالمية( فاو) من أخطار تحركات الجراد مع نقص سيارات مكافحة ورصد هذه الحشرة التي تصل في طولها الي13 سنتيمترا تحمل أسنانا حادة تقضي علي كل ما هو أخضر وأن أخطارها ترجع الي تزايد أعدادها الخيالية التي تبلغ مرحلة الخصوبة والتناسل مع شهر الولادة وتعيش لمدة3 أشهر في المتوسط الي5 أشهر مما جعل المنظمة تحذر من أن هذا الهجوم ربما يقضي علي الموسم الزراعي في مصر بالكامل. إن الخطورة في هذه الحشرة انها تلتهم في السرب الواحد نحو مائة ألف طن من النباتات في اليوم, وهو غذاء لنصف مليون شخص لمدة عام كامل. وأن الكيلو متر يحتوي50 مليون جرادة تتغذي علي كل شيء أخضر وكلما استمرت الجرادة في المنطقة قضت علي كل شيء فيها, حيث ينتشر بالمنطقة نوع الجراد الصحراوي كثير الالتهام ولديه قدرة علي الطيران لمسافات طويلة في افريقيا, ويتركز في شرق السودان والحبشة حيث يتوالد في السودان واريتريا في فترة الامطار في يوليو وأغسطس ثم يهاجر للشمال في الخريف ليهاجم المناطق الزراعية. وفي المقابل أكد المهندس سعد القريش وكيل وزارة الزراعة ان فرق المكافحة رفعت حالة الطوارئ ضد الجراد في المناطق التي وصل اليها والتي يتوقع ان تكون في طريق هذه الأسراب وأنه ليست هناك خطورة كبيرة, لأن هناك تجمعات وليست أسرابا في شمال الغردقة وهي فلول هاربة من عمليات المقاومة, في الوقت الذي توجد فيه قوة مكافحة مستعدة للقضاء علي هذه التجمعات بعد أن وصلت الي منطقة مزرعة الجونة بالغردقة. 20 ألف نوع وقال: إن الجراد حشرات مستقيمة الأجنحة وهي نحو20 ألف نوع ولها أرجل خلفية قوية تساعدها علي الانطلاق والقفز بقوة20 مرة من طولها الذي يبلغ3 13 سنتيمترا ويغطي رأسها طبقة خاصة لحمايتها, بها قرنان للاستشعار وأسنان حادة كالمنشار لقطع الأوراق الخضراء, ويعتمد علي اصدار أصوات باستخدام أرجله الخلفية أو الأجنحة الأمامية, وتضع الأنثي البيض في حفر وتغطيه ويظهر في صورة يرقات تتطور الي شكل الحشرة الكاملة حتي البلوغ, ولكنه يقابل بأعداء طبيعيين مثل الطيور والفئران والعناكب والخنافس والثعابين, إضافة إلي أنه الوجبة المتميزة لكثير من الشعوب في آسيا, باعتباره يحتوي علي نسبة عالية جدا من البروتين وهي62% بينما الدهون17% إضافة الي كل العناصر الغذائية والمعدنية والأساسية مثل الكالسيوم والفوسفور والمنجنيز والحديد وهناك7 أنواع أساسية في المنطقة العربية هي الجراد الشرقي المهاجر في جنوب شرق اسيا, والجراد الأحمر في شرق أفريقيا, والجراد المغربي, والاسترالي في استراليا والبني في جنوب افريقيا حيث يتوالد الجراد في المنطقة في3 مناطق هي شرق السودان واريتريا والحبشة, وغرب السودان وشمال افريقيا وجهات صحراوية في ليبيا ووديان اليمن والسعودية ويهاجم مصر حتي شمالها ثم يعود أدراجه في الجنوب بعد رحلة بآلاف الكيلومترات. الطائرات كما أن عمليات المقاومة تتم برش المبيدات بالطائرات والرشاشات اضافة لحديثة الفقس ويحرقها في خنادق خاصة استخدام المواد الكيماوية والفطريات للقضاء عليها وبزيوت ترش علي الحشرة تخترق جسم الحشرة وتقضي عليها خلال اسبوع وتنتقل مكونات الزيت من الفطريات التي تنتقل من حشرة لأخري بالعدوي فتحقق نتائج مضاعفة وكذلك برش النباتات التي يتوقع أن تصل اليها الحشرة مما يقتلها, وقال: إن الشعوب قديما وحديثا مازالت تعتبر الجراد وجبة شهية وذلك بفصل الرأس والأجنحة ثم يجفف ويوضع علي حليب الأبقار أو الماعز, وتبادر بعض الشعوب بقليه مثل السمك. وأكد المهندس صلاح معوض رئيس قطاع الخدمات بوزارة الزراعة ان الوزارة مازالت مستعدة في هذه الأيام لمواجهة الجراد بإقامة11 قاعدة رئيسية و32 أخري فرعية علي مستوي محافظات مصر لمكافحة الجراد باستخدام المبيدات القاتلة له وان هجرة الجراد في هذه الفترة تعتبر عادية ومتوقعة, وتتغلب عليه أجهزة المكافحة بنفس الامكانات لكل عام. من جانب آخر أكدت دراسات مكافحة الجراد بوزارة الزراعة ان الأنثي تضع نحو1100 بيضة في كومات متفرقة في حفرات محصنة ضد البرودة والتي بدورها تدخل مراحل متعددة بعد فقس البيض وتعقبها تسلخات للجلد والنمو حتي تتكون الحورية وتتغذي الحشرة علي ضعف وزنها في هذه المرحلة يوميا ثم تكون السرب الواحد الذي لا يقل عن20 مليون جرادة بطول كيلو متر لتأتي علي كل ما هو أخضر من النبات أو البذور أو الأعشاب, ويصل طول الرحلة الواحدة إلي نحو400 كيلومتر وتكون عادة نهارا وفي اتجاه مناطق ليست بالحارة ما بين25 و35 درجة مئوية لتحمل الطيران ثم المبيت والتغذية ليلا فقط, ويكون فقس البيض ما بين15 و60 يوما حسب درجة الحرارة, أما الحشرة الكاملة فتطير بسرعة16 20 كيلو متر في الساعة وتتطور من اللون الأسود الي البني بخطوط بيضاء بعد نحو7 انسلاخات للجلد. وتشير الدراسات الي ان السرب الواحد قد يصل الي400 مليون جرادة تصيب الزرع بالشلل الكامل وقد لا تترك حتي جذوره أو بذوره, في الوقت الذي ينصح فيه الخبراء بعدم استخدام الطرق البدائية مثل حرق إطارات الكاوتشوك الذي يصدر دخانا كثيفا مما يشتت الجراد في أماكن متفرقة يصعب السيطرة عليه, وتركه نهارا حتي يستقر ليلا للغذاء والراحة فتكون فرصة ابادته أسهل إضافة لدور الطائرات نهارا في إبادته بكميات كافية من الرش والمواد القاتلة الكيماوية والبكتيرية ويكون في هذه الحالة علي ارتفاع نحو ألف متر في الجو. مخاوف من هجوم الأسراب علي الأراضي الزراعية تحقيق- نادين حمامة: حدد مركز طوارئ منظمة الأغذية والزراعة للامم المتحدة الفاو بالمقر الرئيسي للمنظمة بروما المرحلة التي تمر بها مصر حاليا في مستوي هجوم الجراد الصحراوي بمستوي التهديد, وذلك ضمن اربعة مستويات وهي: الهدوء, الحذر, التهديد والخطر.ويؤكد مأمون العلاوي, أمين هيئة منظمة الأغذية والزراعة للامم المتحدة لمكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطي, ان الوضع في مصر حاليا يدعو إلي إيجاد مخاوف بشأن احتمالات عصف هذه الاسراب بالأراضي الزراعية في مصر, مشيرا إلي ان الجراد موجود حاليا في جيوب صغيرة من منطقة واسعة نائية في جنوب شرق مصر, وانه حاليا في مراحل نموه الأولي, وفي انتظار الظروف التي تسمح بتكاثره مكونا جيلا ثانيا, مضيفا ان فترة تكاثره الشتوي علي وشك الانتهاء والعدد الحالي للاسراب محدود نسبيا, ما لم تسقط المزيد من الامطار, واذا حدث وتساقطت الامطار سيكون هناك حاجة ملحة إلي جهود الحكومة لحماية المحاصيل. ومن جانبه اوضح العلاوي ان الوسيلة المثلي الأولية للسيطرة علي تفشي الجراد الصحراوي هي المبيدات المستخدمة بجرعات صغيرة مركزة محمولة علي مركبات أو عن طريق الرش الجوي باحجام متناهية الصغر.