قدم صلاح عبد المؤمن، وزير الزراعة، أمس، تقريرا للحكومة حول تداعيات هجوم أسراب الجراد الصحراوى، الذى بدأ فى الانتشار بمصر منذ نوفمبر الماضى، وأرجع انتشاره إلى موسم الهجرة السنوية من مناطق التكاثر الصيفى، إلى مناطق التكاثر الربيعى على سواحل البحر الأحمر، مرورا بمصر. وأكد وجود متابعة لأعمال المكافحة فى مناطق أبو سمبل جنوبأسوان وجرف حسين والعلاقى وأبو رماد على الحدود المصرية السودانية، وفى عمق الصحراء الشرقية بالشيخ الشاذلى وأبرق وساحل البحر الأحمر، وببكل من شلاتين وحماطة ومرسى علم والقصير. وتوقع التقرير زيادة أسراب الجراد شمال شرق السودان وجنوب شرق مصر خلال الأسابيع القليلة، وربما تتحرك إلى الداخل حال عدم سقوط أمطار، وتعبر البحر الأحمر إلى ساحل المملكة السعودية، وأضاف الوزير: «أعمال المكافحة بالإدارة العامة للجراد والطيران الزراعى بوزارة الزراعة يحاولون حصار وإبادة أسراب الجراد، بأكثر من 65 لجنة وقاعدة منتشرة بالصحراء الشرقيةالجنوبية، إلى جانب التنسيق مع وزارة الدفاع لتخصيص طائرتى رش لأعمال المكافحة حال تطور الموقف».
وأكد مصدر مسئول بمديريات الزراعة نجاحهم فى القضاء على سرب جراد صحراوى بمدن محافظة البحر الأحمر، أمس، إلى جانب تشكيل غرفتى عمليات فى قناوأسوان، وشدد على أن فرق مكافحة الجراد تجوب مناطق تجمعها لرصدها نهارا، بينما يتم رشها ليلا.
من جانبه توقع الدكتور حسن أبوبكر، أستاذ مكافحة الآفات بكلية زراعة القاهرة، تعرض مناطق جديدة بمصر لهجوم الجراد، وقد تتجه إلى المحافظات، وقال: «هجوم الجراد يتكرر سنويا وتكون هناك وحدات للرصد والإنذار المبكر، لكن هذا الموسم وصلت أسراب الجراد إلى المزروعات والحقول فى الأقصر، ما يعنى أن إجراءات الحكومة لم تكن كافية لمواجهته، ولو كانت وزارة الزراعة تعمل لما وصل إلى الأراضى الزراعية».
وحذر أبوبكر من التقليل فى خطورة انتقال الجراد إلى الأراضى، على خلفية تصريحات وزارة الزراعة بأن الجراد ليس فى طور النمو حتى يلتهم المحاصيل، مؤكدا أن الجراد يلتهم المزروعات بمجرد خروجه من البيض، ثم يكبر حتى يصل إلى طور البلوغ ويكون قادرا على الطيران، وقد وصل الجراد فى مصر الآن إلى طور الجراد المهاجر أو الرحال، ما يعنى أنه يمثل خطورة لا يجب الاستهانة بها.