يسأل الكثير من الناس هل سجود الملائكة لآدم ليس سجود عبادة بل سجود تحية فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله وقال : أولا: سجود الملائكة لآدم ليس سجود عبادة، بل سجود تحية ، ثانيا الذى أمر بذلك هو الله ، ولابد من امتثال أمره ، لكن لو أمر أحد غير الله بالسجود لغير الله حرم الأمر وحرم الامتثال ، جاء فى الحديث النبوى "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" رواه الترمذى وصححه . وقال المفسرون بعد اتفاقهم على أن سجود الملائكة لآدم لم يكن سجود عبادة : إن الله أمرهم أن يضعوا جباههم على الأرض ، وذلك تكريما لآدم ، أو كان السجود للّه ولكن القبلة هى آدم ، كما يقال : صلى الإنسان للقبلة ، أى إليها ، وقيل : إن السجود لم يكن سجودا ماديا بأية هيئة ولكنه سجود معنوى وهو الإقرار والاعتراف بفضل آدم . ومهما يكن من شىء فإن السجود للتحية- لا للعبادة-ظل معروفا من قديم الزمان حتى زمن يعقوب عليه السلام قال تعالى عن يوسف {ورفع أبويه على العرش وخروا له سجَّدا} يوسف : 100، بل بقى إلى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ولما رأى الصحابة سجود الشجر والجمل له قالوا : نحن أولى بالسجود لك فقال : "لا ينبغى أن يُسجد إلا لله رب العالمين " وروى ابن ماجه فى سننه والبستى فى صحيحه أن معاذ بن جبل لما قدم من الشام سجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " ما هذا"؟ قال : يا رسول الله قدمت الشام فرأيتهم يسجدون لأباطرتهم وأساقفتهم ، أردت أن أفعل ذلك بك ، فقال "فلا تفعل فإنى لو أمرت شيئا أن يسجد لشىء لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ، لا تؤدى المرأة حق ربها حتى تؤدى حق زوجها، حتى لو سألها نفسها وهى على قتب لم تمنعه "والقتب رحل صغير على قدر سنام الجمل . من هذا يعرف أن سجود العبادة ممنوع ، وأن سجود التحية لآدم كان بأمر من الله ، وسجود إخوة يوسف كان للتحية أيضا ، ونهى عنه الإسلام مطلقا، حتى لو كان للتحية