في حديث تلويح الرسول عليه الصلاة والسلام بأمره للمرأة أن تسجد لزوجها في حال صحت روايات هذا الحديث عن الرسول فعلا فهل رسول الله كان يقصد بهذا السجود العبادة أم سجود التعظيم والإجلال؟؟ بالطبع سيقول البعض لا يمكن أن يكون قصد رسول الله من كلامه هذا سجود العبادة وإلا فهو يأمر بالشرك من دون الله، وإنما كان يقصد سجود التحية والتعظيم أقول: لو كان يقصد بالسجود أيا من الأمرين بالعبادة أو التعظيم لأصبح في كلامه هذا بعض الإشكالات، منها لو كان تلويحه بالأمر بسجود العبادة إذًا فهو يلوح بإباحة السجود لغير الله ويلوح بالشرك من دون الله، وهذا محال أن يصدر من نبي كان أساس دعوته إلي التوحيد ونبذ الشرك. أما إن كان يلوح بسجود التعظيم والإجلال فهنا إشكالان، أولهما: كيف له أن ينكر مثل هذا السجود وأنه لا يجوز في حق البشر بينهم وبين بعضهم، ثم يلوح بأمر لا يجوز فعله؟؟ ثانيهما: أن سجود التحية والتعظيم له يرد له أي نهي أو منع أو تحريم في القرآن علي الإطلاق، بل لم يرد له أي منع أو نهي أو تحريم من الرسول نفسه في أي حديث آخر، بل لقد أمر الله به الملائكة حين أمرهم بالسجود لآدم: (وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا) (البقرة - 34)، بل وسجد نبي الله يعقوب لابنه نبي الله يوسف حين دخل عليه: (ورفع أبويه علي العرش وخروا له سجدا) (يوسف - 100). ولم ينكر الله مثل هذا السجود من الملائكة لآدم ولم ينكره من يعقوب حين سجد ليوسف، فكيف يستنكر النبي محمد مثل هذا السجود ويمنعه علي أمته؟؟ وألا يشكك هذا في مصداقية نسبة هذا الحديث له عليه الصلاة والسلام؟؟ وفي رواية معاذ التي رواه الحاكم في مستدركه إشكالية كبري تنفي أن يكون هذا الحديث صدر عنه عليه الصلاة والسلام، ففي رواية معاذ بن جبل حين رأي معاذ نصاري الشام ويهوده يسجدون لأحبارهم ورهبانهم سألهم معاذ: «لأي شيء تفعلون هذا»؟ أجابوه: (هذه تحية الأنبياء). ولما عاد معاذ أخبر رسول الله بالأمر واستأذنه في السجود له علي غرار ما يفعله اليهود والنصاري مع أحبارهم ورهبانهم، فما كان من الرسول إلا أن قال لمعاذ قولا عجبا لا يمكن بل من المحال أن يصدر منه عليه الصلاة والسلام، وهو قوله: (إنهم كذبوا علي أنبيائهم)!!، ولماذا؟ لأن رسول الله يعلم يقينا أن نصاري الشام ويهوده لم يكذبوا علي أنبيائهم في قولهم هذا، ولأنه يعلم يقينا أن مثل هذا السجود كان موجودا حقًا في أنبياء بني إسرائيل كما جاء في سورة يوسف عن سجود نبي الله يعقوب وأبنائه لنبي الله يوسف، فكيف يجهل رسول الله هذه الحقيقة الواضحة ويتهم اليهود والنصاري بالكذب علي أنبيائهم في هذه الحالة وهي موجودة ومقررة يقينا لديه في القرآن الكريم؟ أما قوله عليه الصلاة والسلام فيما نسب إليه في رواية (أحمد بن حنبل): (لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر). وقوله في رواية (البزار) (ولو كان ينبغي لبشر أن يسجد لبشر. أقول: كيف يقول رسول الله مثل هذا الكلام؟ وهو أكثر الناس علما بأن السجود قد صلح وانبغي من أنبياء كنبي الله يعقوب ونبي الله يوسف ولم ينكر الله عليهم صنيعهما هذا. ألا يطعن ذلك في مصداقية الروايات؟ (للحديث بقية)