* يسأل عماد حسونة من الإسكندرية: رجاء إفادتي كيفية سجود الملائكة لآدم وإخوة يوسف ليوسف وحكمه وهل بقي هذا إلي الآن؟ ** يقول د. أحمد محمود كريمة أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: قال الله- عز وجل-" وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبي واستكبر وكان من الكافرين". وقال سبحانه: "وخروا له سجدا". وقد قرر أهل العلم أن سجود الملائكة لسيدنا آدم- عليه السلام- كان تكرمة له. وتفضيله علي إبليس فيما حكي القرآن الكريم عنه "أأسجد لمن خلقت طيناً قال أرأيتك هذا الذي كرمتً عليَّ" فأخبر إبليس أن امتناعه عن السجود لأجل ما كان تفضيل الله- تعالي- وتكرمته بأمره. إياه بالسجود لآدم. وقد كان السجود جائزاً في شريعة آدم للمخلوقين ويشبه أن يكون باقيا إلي زمان سيدنا يوسف- عليه السلام- وقد نسخ هذا في شريعة الإسلام والأصل فيه قول الله- عز وجل- "اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون". وقوله- صلي الله عليه و سلم "ما ينبغي لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظيم حقه عليها". وقد أجمع المسلمون سلفاً وخلفاً في كل عصر ومصر علي أن السجود لغير الله- تعالي- كفر وخروج عن الملة سواء كان عبادة أو غير عبادة. أما ما كان فيما قبلنا فقد اختلفت كلمات العلماء في تأويله ففيما حصل لسيدنا آدم عليه السلام فالسجود أصلاً لله- تعالي- وآدم كان كالقبلة وهو قول ضعيف لأن المقصود من هذه القصة شرح تعظيم آدم وجعله مجرد القبلة لا يفيد تعظيم حاله. وقيل تحية له كالسلام منهم عليه". وقيل السجود لآدم علي سبيل الطاعة أخذاً بالمعني اللغوي للسجود من الانقياد والطاعة والخضوع وهو ضعيف وباطل لأن السجود في عرف الشرع عبارة عن وضع الجبهة علي الأرض فوجب أن يكون في أصل اللغة كذلك والحقيقة الشرعية تقوم علي الحقيقة اللغوية. فالقول بأن السجود فيمن قبلنا تحية هو المختار. ونسخ كما سلف في شرعنا فلا يجوز السجود في شرع الإسلام لغير الله- تعالي- مطلقاً.