سؤال غريب جدا قفز إلى ذهنى وأنا أتلو آيات القرآن الكريم التى ذكر فيها مشهد بداية خلق آدم و طلب المولى عز و جل السجود له.. لقد كان الطلب من الله للملائكة بالخصوص أن يسجدوا لآدم وإبليس كان من الجن .. فهل شمله الطلب، أيضا أى لماذا ذكر الله سبحانه وتعالى ما نصه " وإذ قال ربك للملائكة اسجدوا لآدم " أى خص الملائكة بطلب السجود و لم يذكر فيها الجن معهم وإبليس من الجن، وعلى هذا فإن اعتراض إبليس على عدم السجود يبدو منطقيا لأنه لم يؤمر به فى هذه الصيغة ؟ كما أن طبيعة كونه من بنى الجن فإنه لم يخلق للطاعة التامة مثل الملائكة ولكن بنى جنسه فيهم الصالح وفيهم ما دون ذلك، أى أنهم يقررون ويصيبون ويخطئون تماما مثل بنى البشر فمن الطبيعى أن يعمل عقله للأمر الله بالسجود لآدم فضلا عن أن الآية من المؤكد أن نصها له حكمة من ذكر الملائكة لأمر السجود .. اجتمع الفقهاء على فسق إبليس لأنه عصى أمر الله واعترض وكانت حجته أنه أعمل عقله فى أمر الله ولم يقتنع بالسجود والإذعان لمن هو - حسب وجهه نظره - أقل منه فى الطبيعة، فالنار التى هو منها كجن أقوى وأشد تأثيرا من الطين الذى خلق منه آدم ولكونه من الجن فطبيعة خلقه لا تعنى الطاعة العمياء الخالصة لله، حيث إن من بين خلقه الصالحون ومنهم ما دون ذلك فالاعتراض منطقى جدا!! على الجانب الآخر فإن الملائكة وهم مخلوقات النور وهم مسبحون بحمد الله دوما ,ليس بينهم العاصى قد أبدوا اعتراضهم أول الأمر على أن يخلق الله خليفة له فى الأرض بقولهم " قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك" .. أى أنهم أبدوا اعتراضهم أيضا!! و للحديث بقية إن شاء الله