تدهور الوضع بشكل سريع ومتلاحق فى بورسعيد، واشتعل الموقف فى اليوم السابع عشر للعصيان، في حول محيط مديرية أمن بورسعيد وديوان عام المحافظة لليوم الثالث على التوالى ودخل يومه الرابع وزاد الاحتقان فى أرجاء ميدان الشهداء المواجه لديوان عام المحافظة مع تزايد أعداد المصابين واستمرار حالات الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزى ومن يساعدها فى ضرب المواطنين باستخدام الخرطوش والرصاص الحى وقنابل الغاز مع إصرار المتظاهرين على إحراق مديرية الأمن ليلة الاثنين، وأحرقوا عددا من سيارات الشرطة ومساحات كبيرة من الدور الأرضى وطابقين الأول والثانى وأيضا جزءا من الدور الأرضى بديوان عام المحافظة والصندوق الاجتماعى للتنمية واحتراق ملفات المواطنين والمستندات والأوراق، ولم تهدأ ثورة المتظاهرين وهى ترى طلقات الغاز والخرطوش والرصاص تخرج من رجال الداخلية فقرروا التوجه لمقر الأمن الوطنى – أمن الدولة سابقا – وأحرقوا 5 سيارات بالجراج ودراجة بخارية وجزءا كبيرا من المبنى، فيما استمرت الحياة متوقفة بمعظم المصالح وجميع المدارس لليوم السابع عشر على التوالى . وتصاعدت الأمور مساء الاثنين مع إصرار الداخلية على قذف المواطنين بكل أنواع الأسلحة من فوق الأسطح وعلى الأرض وباستخدام المدرعات ورفضهم تدخل القوات المسلحة لإقامة حائط صد بين الطرفين وقاموا بإلقاء قنابل الغاز عليهم وهو ما أشعل الأزمة بينهما بعد إصابة عدد من ضباط وجنود الجيش باختناقات نقل بعضهم للمستشفى العسكرى وإسعافهم . وسقط العشرات من المصابين حيث وصلت حصيلة اليوم الثالث إلى352 مصابا منهم 283 مصابا باختناقات و56 بطلقات نارية وخرطوش و 13 بجروح وكدمات ليصل إجمالى المصابين فى ثلاثة أيام إلى 772 مصابا و4 قتلى، وقد تم نقل الشاب عبد الحليم أحمد مهنا – 27 سنة – للمستشفى العسكرى ومنها للمستشفى الجامعى بالإسماعيلية ونظرا لسوء حالته فقد تم نقله لمستشفى الجامعة بالزقازيق بعد إصابته برصاص حى فى رأسه أثناء تواجده أمام مديرية أمن بورسعيد، ونقل الشاب محمد فرج عوض -31 سنة – من مستشفى الرمد لمستشفى الزقازيق لوجود أجسام غريبة فى عينيه نتيجة الإصابة بخرطوش، وأجريت عملية جراحية للمواطن السيد فؤاد شلبى - 44 سنة - بعد تلقيه خرطوشا فى عينه أدى إلى انفجار فى "مقلة" العين ومازال تحت الملاحظة واحتجاز بعض العسكريين من الشرطة بالمستشفى العسكرى وهناك احتمالات لنقلهم لمستشفى الشرطة بالقاهرة . وقد ألقى المتظاهرون القبض على بعض العناصر التى كانت تحمل أسلحة وسط المواطنين وتسليمهم للقوات المسلحة المتواجدة بالميدان والتحفظ عليهم بمعرفتهم . وقد تقدم سكان العمارات والأبراج بالمنطقة المحيطة لمديرية أمن بورسعيد ببلاغات للنيابة ضد وزير الداخلية ومديري الأمن والمباحث يتهمونهم بتسببهم فى حدوث مشاكل مرضية لهم بسبب كميات الغاز المسيل للدموع التى طالت منازلهم وعرضت حياة أطفالهم للخطر وترك معظمهم منازلهم بعيدا عن مسرح الأحداث بسبب حالة الذعر والخوف التى يعيشون فيها . اتهامات للدولة وجه عدد من قيادات العمل الوطنى فى بورسعيد انتقادات حادة للدولة برئاسة الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية والدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية وحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين وبعض التيارات المساندة لهم واتهموهم بأنهم سبب المشاكل المحتقنة التى تمر بها بورسعيد وحالة الانفلات الأمنى وتجاوزات الداخلية ضد أبناء بورسعيد وإصدار القرارات التى تعكر الأمن العام وتخلق نوعا من المشاحنات وأشعلت الأزمة الحالية التى تمر بها بورسعيد التى تحولت إلى مقابر بعد أن أغلقت المحلات والأسواق أبوابها وأطفأت الأنوار وسادت حالة من الهدوء الحذر كافة الأحياء ورفع الجميع مطالبهم بالعصيان المدنى فى الوقت التى تتجاهل فيه الدولة بكل قياداتها ما يحدث ببورسعيد غير عابئين بمطالب بورسعيد وحق أبنائها فى الدفاع عن أنفسهم ضد غطرسة الدولة، فى الوقت الذى تتجه النية للتصعيد فى حالة استمرار الشرطة فى إدارة بورسعيد مطالبين بضرورة تسليم الأمور للقوات المسلحة فى هذه الفترة حتى تهدأ الأمور . البدرى فرغلى عضو مجلس الشعب السابق لابد أن تحترم الدولة شعب بورسعيد الذى لا يستحق منها كل هذا التجاهل والمعاملة السيئة وعليه أن يستجيب لمطالبهم التى تتلخص فى أمور بسيطة منها اعتبار جميع من سقطوا في أحداث بورسعيد شهداء ومعاملتهم كشهداء 25 يناير أدبيا ومعنوياً على أن تتولي لجنة قضائية متكاملة التحقيق في أحداث بورسعيد الأخيرة ومعرفة المتسبب فيها وتقديمه للمحاكمة وسحب جميع قوات الأمن المركزي من المحافظة على أن يتولي الجيش تأمين المحافظة بشكل كامل والشارع مهيأ لذلك وهو مطلب شعبى، وإذا تحققت هذه المطالب ستعود الأمور لطبيعتها مع عودة المتهمين لسجن بورسعيد والمحاكمة العادلة لهم . ** صفوت عبد الحميد – نقيب المحامين فى بورسعيد: المدينة تمر بأصعب بمرحلة خطيرة فى حياتها وإذا لم تستجب الدولة لمطالبها ستزيد الأمور تعقيدا وستحترق المدينة بالكامل وما حدث مجرد إنذار فقط ، وأتساءل لماذا تفعل الدولة كل هذا فى بورسعيد وهل يرى المسئولون أحداث المدينة الساخنة وسقوط المئات من أبنائها ما بين قتيل ومصاب؟.. بورسعيد ستشعل الغضب فى مصر والأحوال فيها صعبة ولذلك نطالب بمحاكمة وزير الداخلية الذى أعطى أوامره بقتل أبناء المدينة وسيقدم للمحاكمة عاجلا أم آجلا ولن نتركه يفلت من العقاب والحساب وبورسعيد لا تنسى من يحاربها ويضرب أبناءها .. ** محمد صفا – ناشط سياسى: فى هذه الأوقات العصيبة التى تعيشها محافظة بورسعيد من ظلم مقدع غير منتهٍ استعمله النظام البائد واستثمره النظام القائم الفاقد لشرعية الصندوق بشرعية الدماء التى صوتت بالصندوق والفاقد الشرعية باتهامه لمواطنى بورسعيد الشرفاء بالبلطجية لتغيبه عن الواقع وتشجيعه لبلطجية نظامه من الداخلية لقتلهم الأبرياء العزل بشوارع بورسعيد وهو الفاقد للإحساس والوقت والفاقد لقيمة الدم المصرى وكرامة المواطن التى خرج من أجلها الملايين بثورة أذهلت العالم، وإننا نحملك أيها المندوب لمكتب إرشاد الجماعة بالرئاسة مسئولية كل نقطه دم بريئة نزفت من مواطن مصرى خرج يطالب بحقه وأحمل وزير داخليتك السفاح المسئولية معك على ما فعله من قتل للمصريين وما زرعه داخل الضباط الفاسدين من كره لكل من طالب حقه وحمل السلاح ضد بنى وطنه .. أذكرك أن حقنا لن يضيع ولن نتركه ولن يكون لك محل قدم فى بورسعيد أيها القاتل الفاشل يا من ضيعت مصر ..