"حلاوة زمان.. عروسة حصان.. وان الاوان تدوق يا وله.. ما ليش دعوة يا ما هاتيلها الحلاوة"، كلمات كتبها صلاج جاهين وغناها محمد قنديل في أواخر الستينات، تعبيرًا عن فرحة الأمة الإسلامية بحلول المولد النبوي الشريف. (اقرأ أيضًا) "قلبي وقلبك مليان بحب محمد" .. تهنئة بمناسبة المولد النبوي الشريف ارتبطت عروسة المولد والحصان الحلاوة على مدار العقود الماضية باحتفالات المولد النبوي الشريف، وهى العروسة التى يتم صنعها من السكر الخام على هيئة حلوى، تُجمل بالألوان بأشكال لا تتغير، وتكون على شكل عروسة صغيرة جميلة، يداها فى خصرها، وتُزين بالأوراق الكريشة الملونة والمراوح الورق الملتصقة بظهرها. ومع مرور السنين لم تتغير مظاهر الاحتفال ب المولد النبوي الشريف، خاصة في الأحياء الشعبية والمدن الكبرى على مستوي العالم، حيث تقام مجالس الذكر والمدح في النبي، ومع مظاهرة الاحتفال هذة، يظهر الجدل كل عام حول أصل عروسة المولد والحصان الحلاوة، حيث تعددت الروايات حول أصل بدايتها، فالبعض يقول أنها عادة فرعونية، والبعض الأخر أنها عادة مسيحية، فى حين تؤكد كثير من الروايات أنها إسلامية، ظهرت فى عهد الفاطميين. أصل عروسة المولد هنا بعد الروايات التي تؤكد أن عروسة المولد، يرجع أصلها إلى العصر الفرعوني، حيث تم ربطها بعروس النيل، وقد تم العثور على نماذج مصنوعة من العاج والخشب فى مقابرهم، وعند تجريد رأس «العروسة» من زينتها نجدها شبيهة بشكل حتحور، ربة الحب والجمال والغناء عند الفراعنة. والرواية الثانية أن عروسة المولد ظهرت في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله، خيث خرج هو وأحد زوجاته أثناء احتفالات المولد النبوي وكانت ترتدي فستان أبيض اللون وتاج من الياسمين على رأسها، مما اوحت الفكرة لصناع الحلوى وقاموا برسم الأميرة على قالب من الحلوى، فيما قام أخرون برسم الحاكم بأمر الله على حصانه وصنعوه من الحلوى، ليصبح بعدها الحصان الحلاوة. عروسة المولد شعار موسم الزواج في عهد الخليفة الفاطمى "المستنصر بالله"، الذى كان يتأهب لتأديب بعض قبائل الصحراء المغيرة على أطراف مصر، وقال لجنوده: "حاربوا بمهارة وعندما ننتصر سأزوج كلا منكم بعروس رائعة الجمال"، لتحفيزهم على القتال حيث منع منع الزواج في العصر الفاطمي وفعلا نجحت الحيلة، وعادوا منتصرين، فزوجهم من أجمل جواريه، وعندما حل الاحتفال بالمناسبة فى العام التالى، تصادف ذكرى المولد النبوى، فقام ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس جميلة من الحلوى لتقديمها كهدايا إلى القادة المنتصرين ولعامة الشعب، خاصة الأطفال، ووتلبيسها أجمل الثياب والفساتين ناصعة البيضاء لتبدو مثل عروسة الزفاف تمامًا، ومن هنا أصبحت عروسة المولد احتفالًا بموسم الزواج أيضًا، وكانت تقدم كهدايا من العريس لعروسته. وعلى الرغم من تغير الأفكار والعادات والتقاليد التي طرأت على المجتمع المصري، إلا أن عروسة المولد مازالت محتفظة بمكانتها، ويحرص العريس على تقديمها لعروسته كل عام تعبيرًا عن الحب والفرحة، وتتطورت من عروسة مصنوعة من الحلوى إلى عروسة بلاستيك مزينة بأجمل الفساتين.