تتميز حلوى المولد بتنوع أشكالها وأنواعها، ولكن أشهرها وأهمها العروسة والحُصان، تأثرت هذه الصناعة بتقاليد مارسها الصناع في مصر منذ زمن طويل، ويذكر المؤرخون أن الفاطميين هم أول من بدأ صناعتهما من الحلوي في المولد واستمرت منذ عهدهم حتى الوقت الحاضر. كما أكدت كل الشواهد التاريخية أن عروس المولد مصرية خالصة وقد حاول بعض المؤرخين الربط بينها وبين تقليد عروس النيل في عهد المصريين القدماء. تبقى "العروسة والحصان" حلوى ذات مظهر وطقس لا يتغير في حياة المصريين، بينما تطورت أشكالهما تبع كل عصر مع احتفاظهما بطابعهما التقليدي، حيث تم تزويدهما ببعض الزخارف والحُلى، كاستخدام الورق الملون، والأشرطة المفضضة ، وقطع المرايا لإكسابهما مزيد من البهجة. العروسة: بدأت صناعة عروسة المولد على هيئة "عروسة حلاوة يداها في خصرها، وتزين بالأوراق الكريشة الملونة والمراوح الورق الملتصقة بظهرها"، ثم تم استحداث عرائس من البلاستيك بأشكال مختلفة. يرجع تاريخ عروسة المولد للفاطميين، وهناك عدة روايات حول تاريخها، فهناك رواية تقول أن الخليفة الفاطمي، المستنصر بالله، كان يشجع جنوده المنتصرين على أعدائه بتزويجهم عروس جميلة، فأصبحت عادة وقت احتفالات النصر كل عام أن يقوم ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعتها على شكل عرائس جميلة، لتقديمها كهدايا إلى القادة المنتصرين، وعامة الشعب والأطفال. بينما هناك رواية أخرى تقول أن الحاكم بأمر الله كان يُحب أحدى زوجاته فخرجت معه في يوم المولد النبوي، وظهرت في الموكب بثوب ناصع البياض وعلى رأسها تاج من الياسمين، فقام صنّاع الحلوى برسم الأميرة والحاكم في قالب الحلوى على هيئة عروس جميلة، والحاكم تم صنعه فارسا يمتطي جوادا وصنعوه من الحلوي. ويقال إن عروسة المولد ظهرت خلال عهد الحاكم بأمر الله، الذي أمر بأن تتزامن كل أفراح الزواج وعقد القران مع مولد النبي، وهو ما يفسر سر العروس التي تُصنع في موسم المولد بشكلها المزركش وألوانها الجميلة. ويقال إن الحكام الفاطميين كان يشجعون الشباب علي عقد قرانهم يوم المولد النبوي ولذلك أبدع صناع الحلوي في تشكيل عرائس المولد وتغطيتها بأزياء تعكس روح هذا العصر. ويقول بعض المؤرخين أن أسباب انتشار العروسة ترجع الى تحريم الحاكم بأمر الله الفاطمي، إقامة الزينات الخاصة بالزواج إلا في المولد النبوى الشريف، لذلك كان أهل العروسين يتفننون بعمل الحلوى وتشكيلها علي شكل عروس تيمنا بالزواج المرتقب وتقوم عائلة العريس بإهداء العروس عروسة كبيرة مزينة بالكرانيش الزاهية، أما الحصان الحلاوة فهو تجسيد للخليفة الممتطي فرسه في الأعياد تعبيرا عن البطولات العربية لما لها من تأثير في الوجدان المصري. الحُصان: يُصنع الحصان الحلاوة من السكر كما هو متبع ومعتاد، كما يُمكن تصنيعه من البلاستيك، والمعادن للحفاظ على هذا التراث الحضارى النادر الجميل فحلاوة المولد ليست حلوى عادية، وإنما هى أجزاء من تاريخ وقيم أراد من ابتكرها وصنعها وطورها أن تصل للناس. إنه الحصان الذى يظهر فى سيرة أبو زيد الهلالى وذات الهمة وعلى الزيبق والظاهر بيبرس وغيرها من السير الشعبية، تم تشكيله على على هيئة "حصان يمتطيه فارس، شاهراً سيفه وكأنهما فى أرض معركة حربية"، ليغرس رسالة فى نفوس الاطفال منذ الصغر، بقيمة الفارس العربى وحلاوة شهامته وأخلاقه وشجاعته، تعبيراً عن البطولات العربية الشريفة وزمن النخوة والكرامة قبل أن يكون مجرد لعبة يفرح بها الأطفال، وكأنهم يؤمنون بأن الرجال والشجعان تصنعهم ألعاب الطفولة قبل أن تصنعهم سنوات الرجولة.