يعد الحياء من أهم صفات الإنسان المسلم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين، " الإيمان بضع وسبعون شعبة، أو قال: بعض وستون شعبة، فأفضلها: قول لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان". اقرأ أيضًا.. هل تخرج الكفارة في الطعام نيئة أم مطبوخة؟ فيعد الحياء خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس المحمودة.. وهو رأس مكارم الأخلاق، وزينة الإيمان، وشعار الإسلام؛ كما في الحديث: "إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء" (رواه ابن ماجه وحسنه الألباني). فالحياء دليل على الخير، وهو المخُبْر عن السلامة، والمجير من الذم. قال وهب بن منبه: الإيمان عريان، ولباسه التقوى، وزينته الحياء. أما عن أنواع الحياء فتنقسم إلى أنواع الحياء الحياء من الله. الحياء من الملائكة. الحياء من الناس. الحياء من النفس. الحياء من الله حين يستقر في نفس العبد أن الله يراه، وأنه سبحانه معه في كل حين، فإنه يستحي من الله أن يراه مقصرًا في فريضة، أو مرتكبًا لمعصية.. قال الله عز وجل: "أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى"[العلق:14]. وقال: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ". إلى غير ذلك من الآيات الدالة على اطلاعه على أحوال عباده، وأنه رقيب عليهم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "استحيوا من الله حق الحياء". فقالوا: يا رسول الله! إنا نستحي. قال: "ليس ذاكم، ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء" (صحيح الترمذي).