زراعة الأسنان، التى تعرف باسم الغرسة هى عبارة عن مكون جراحى يتفاعل مع عظم الفك لدعم التعويضات السنية مثل التاج أو الجسر أو طقم الأسنان أو تعويضات الوجه أو للعمل كنقطة ارتكاز لتقويم الأسنان. تعد زراعة الأسنان حالياً التطور الأكبر لطب الأسنان إذ إنها تعالج فقدان الأسنان دون الحاجة إلى توريط أى من الأسنان محل الفقد. وهى عملية بيولوجية تعتمد على التحام العظم، ويتم ذلك عن طريق الربط بين التيتانيوم والعظم. ويتم وضع الغرسة للالتحام بالعظم أولا، ثم يضاف تركيبة صناعية للأسنان. ويلزم مقدار من الوقت ليتيح ضمان التحام وثبات الغرسة قبل إرفاق الطرف الاصطناعى للأسنان (سواء كان تاج أو جسر أو طقم أسنان) أو وضع دعامة التى تحمل الطرف الاصطناعى للأسنان / التاج. ويقول الدكتور حمادة الشناوى، إخصائى الفم والأسنان يعتمد نجاح أو فشل الغرسات على صحة الشخص الذى يتلقى الغرسات، والأدوية المتناولة التى يمكن تؤثر على فرص التئام العظام، وصحة الأنسجة فى الفم. ويتم أيضًا تقييم مقدار الضغط الذى سيوضع على الغرسة والتثبيت أثناء الوظيفة العادية. ويعد تخطيط موضع وعدد الغرسات أمرًا أساسيًا لصحة الطرف الاصطناعى على المدى الطويل نظرًا لأن القوى الميكانيكية الحيوية التى تم إنشاؤها أثناء المضغ تعتبر مؤثرة. ويتم تحديد موضع الغرسات من خلال موضع وزاوية الأسنان المجاورة، أو عن طريق قوالب الأسنان المصبوبة بالمعمل أو باستخدام التصوير المقطعى المحوسب مع تقنية الكاد كام لعمل الدعامات حتى يتم توجيه الغرسة فى الاتجاه المناسب. والشروط المسبقة لنجاح الالتحام على المدى الطويل لزرع الأسنان هى صحة عظم الفك واللثة. ونظرًا لأن كليهما يمكن أن يحدث له ضمورًا بعد خلع الأسنان، فإن إجراءات مثل رفع الجيوب الأنفية أو ترقيع اللثة تكون مطلوبة فى بعض الأحيان لإعادة تكوين عظم وسماكة لثة مثاليين قبل البدء بوضع التيجان أو الجسور أو الأطقم. ويضيف الدكتور حمادة الشناوى يمكن تثبيت الطرف الاصطناعى النهائى، حيث لا يستطيع الشخص إزالة طقم الأسنان أو الأسنان من فمه، أو يمكن إزالته. فى كل حالة، يتم إرفاق دعامة بالغرسة. وعندما يتم تثبيت الطرف الاصطناعى، يتم تثبيت التاج أو الجسر أو طقم الأسنان فى الدعامة إما بمسامير أو بإسمنت لازق للأسنان. عندما يكون الطرف الاصطناعى قابلاً للإزالة، يتم وضع محول مطابق فى الطرف الاصطناعى بحيث يمكن تثبيت القطعتين معًا. وتنقسم المخاطر والمضاعفات المتعلقة بالزرع إلى تلك التى تحدث أثناء الجراحة «مثل النزيف المفرط أو إصابة الأعصاب»، أو تلك التى تحدث فى الأشهر الستة الأولى، مثل العدوى والفشل فى الالتحام فى العظم, وتلك التى تحدث على المدى الطويل مثل التهاب محيط بالزرع والفشل الميكانيكى. فى وجود أنسجة صحية، وفى تعرض الغرسة لأحمال ميكانيكية مناسبة، وجد أن معدلات نجاح وبقاء الغرسة تبدأ من 93 إلى 98% بعد 5 سنين, وقد تمتد هذه المدة الى 10-15 عامًا للأسنان الاصطناعية. أيضاً تظهر الدراسات طويلة المدى نجاحًا لغرسات يتراوح من 16 إلى 20 عامًا «غرسات تعيش بدون مضاعفات أو مراجعات» بين 52% و76% مع حدوث مضاعفات تصل إلى 48% من الوقت.