لا أجد حرجاً، وأنا أشيد بجريدتنا «الوفد» وتحية الكاتب الصحفى الرائع مجدى سلامة وملفه الصحفى الأخير، وأنا أكتب على صفحات الجريدة لأننا نعيش مرحلة ينبغى فيها ألا تكتفى المعارضة وصحفها بالنقد الانطباعى المتعجل، وعليه فقد رأيت فى العرض الإعلامى المبدع لملف يحاول محرروه تقييم حكومة هشام قنديل بعدد يوم الخميس 14 فبراير الجارى النموذج الذى يستحق التوقف عنده ونحن نعيش حالة من الغضب العام قد تدفع وسائل الإعلام للاندفاع إلى الاكتفاء بتوجيه سهام النقد الثائرة (وأنا هنا لا ألوم أصحابها لأن أمر حكومته وعشيرة السلطان وما يفعلون حكاية لم يعد للناس قدرة على مواصلة احتمال خيابات تفاصيلها اليومية) ولكننا أيضاً فى احتياج للتفنيد وعرض الأزمة من كل جوانبها، وأكتفى بعرض عناوين الملف للإشارة لذلك.. «حيثيات فشل قنديل 15 سبباً لإقالة الحكومة على رأسها العجز وغياب الرؤية الحريات تراجعت.. والاقتصاد يغرق.. والأسعار التهبت.. والشارع يغلي.. والحكومة تكتفى بأخونة الدولة 3 أسرار وراء تمسك «مرسي» برئيس الوزراء الضعيف طبيب نفسى يكشف خفايا «الدكتور هشام».. مكتئب.. حزين.. منفصل عن الأحداث.. غير مبدع.. متواضع الخبرة.. سيئ الإدارة.. رد فعله متأخر.. يحتاج إلى من يقوده.. أعلى منصب يستحقه نائب وزير.. وزراء.. لا يعرفهم الشعب (أحمد مكى «ممثل تركي».. نجوى خليل «بنت القذافي».. أسامة صالح «لواء شرطة».. هشام زعزوع «معلق رياضي».. صلاح عبدالمقصود «مذيع إخواني».. المرسى حجازى «قريب عمرو موسى».. إبراهيم غنيم «وزير سوداني».. محمد إبراهيم «محافظ الجيزة».. خالد الأزهرى «قيادى إخواني») غرائب وطرائف وزراء «التكنوقراط» (مهندس أجهزة طبية وزير تموين.. وخريج معهد فنى وزير قوى عاملة.. أستاذ مهندس ميكانيكا وزيراً للكهرباء.. طبيب أطفال وزيراً للشباب..).. تحية أيضاً لمحررى الملف: محمد شعبان / سحر صابر / أشرف شبانة / مختار محروس / محمد سعيد.. وفى ذات السياق، وقبل مغادرة جريدتنا «الوفد» نطالع الخبر التالى «أكد الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء أن التصريحات الأخيرة له التى أثارت جدلاً حول الرضاعة والنظافة الشخصية للسيدات بمحافظة بنى سويف كانت مجرد «دردشة» ولم يقصد بها الإساءة إلى أحد بالإضافة إلى عدم علمه بالبث المباشر لتلك الجزئية من الحوار. وأضاف قنديل، عبر لقاء خاص ببرنامج «جملة مفيدة» أنه يقدر كل من شعر بالإهانة من التصريحات التى عادة تخرج عن سياقها بسبب عدم المصداقية فى بعض وسائل الإعلام. وأشار قنديل إلى أن هذه المرحلة تتطلب الهدوء والصبر والعمل للنهوض بمصر داعياً وسائل الإعلام للابتعاد عن الصخب الذى لا طائل منه «وهو خبر يؤكد أهمية الملف الوفدى السابق التعليق عليه، وأتركك عزيزى القارئ لتتابع نماذج من تعليقات قراء الجريدة كما سطروها لنرى كم غضب الناس..» هل اتهام نساء مصر بممارسة الجنس مع غير أزواجهن فى الحقول هو أيضا نوع من الدردشة يا رئيس وزراء مصر؟؟ الحق على اللى عينك فى هذا المنصب يا أستاذ ورئيس قسم الدردشة بجامعة رئاسة الوزراء. ألف خسارة عليك يا مصر يا غالية». «كويس إن الشعب يعرف المستوى الاخلاقى بالغ التدنى فى دردشة الحكام».. «عفوا سيدى أنت غير مؤهل من الأساس للتحدث مع شعب لا لرسم مستقبله الاقتصادى وحتى لو هذه دردشة فإنها دردشة بذيئة -عايزينك تدردش معانا وتقولنا بصراحة وتحلف لنا على المصحف الشريف أنك عارف يعنى إيه رئيس وزراء مصر على الطلاق بالتلاتة متعرف يا حاج الله يكرمك لو مش عارف تتكلم شاور بإيدك يا أخى».. تلك حروفهم كما كتبوها لرئيس الحكومة دون تدخل.. اعتدى عدد من معتصمى «التحرير» على موكب الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، أثناء تفقده الحركة المرورية بالميدان صباح «السبت»، وذلك حسبما أعلن برنامج «صباحك يا مصر» على فضائية «دريم» وقد ألقى المتظاهرون الحجارة على سيارات الموكب، تعبيرا عن غضبهم من أحداث أمس ومن الاعتداء على المتظاهرين، وقد أكد المعتصمون استمرار اعتصامهم حتى يتم تنفيذ مطالبهم واستكمال الثورة.. (انتهى الخبر). وبوصول رئيس الحكومة إلى مكتبه خرج إلى وسائل الإعلام غاضباً ولخص الحكاية من البداية إلى نهايتها البشعة فى «المشهد عبثي».. فعلا سيدى رئيس حكومة الزمن العجيب «المشهد عبثي».. فكيف بنا، وعلى حين غرة يتم تعيينكم وتجليسكم على كرسى رئاسة الحكومة، وأنتم لم تقدموا أى أمارات شطارة فى مجالكم الذى يمثل معضلة ومشكلة لم نسمع أن كان لكم مساهمات محمودة فيها، أو حتى التميز فى تقديم أى نموذج متميز فى فنون الإدارة، أما فى معارفكم فى أمور وهموم شعبكم فقد قدمت موقفاً واحداً لن ينساه شعبنا لكم عندما دخلت محل للحلويات وشاركت العوام والدهماء شراء كعك العيد بنفسك! فعلا سيدى رئيس حكومة الزمن العجيب «المشهد عبثي»، عندما تشهد البلاد أكثر وأخطر حوادث إهمال فليسقط أعداد هائلة من القتلى والمصابين لينزف أبناء المحروسة الدماء على الأسفلت وقضبان القطارات وتحت أنقاض عمارات الفساد!! فعلا سيدى رئيس حكومة الزمن العجيب «المشهد عبثي»، عندما تصرحون بقولكم «لقد قمت بنفسى بتفقد محيط قصر الاتحادية وميدان التحرير أول أمس وفجر أمس، وأنكم تستطيعون التأكيد أن من رأيتهم فى محيط القصر وميدان التحرير لا يمتون بصلة إلى ثوار مصر الأحرار ومتظاهريها السلميين، فالثوار لا يحرقون، ولا يهاجمون ويسرقون الفنادق، ولا يعتدون على النساء، ولا يحرقون قصور الدولة، ودعا رئيس الوزراء وسائل الإعلام ألا تسمى هؤلاء ثوارًا، لأن فى هذه التسمية إساءة لثوار مصر الشرفاء...» ثم ماذا يا معالى رئيس وزراء زمن العبث، أين أجهزتكم وماذا فعلوا مع هؤلاء، ألم يقل لك رجال العسس أن شباب الثوار هم من تصدوا لهم داخل الفندق التاريخى فى غياب ممثلى حكومتكم الرائعة!! عندما يختلط الهزل بالجد فى زمن الخطوب المحدقة، لا أملك سوى ترديد رباعية الشاعر العظيم صلاح جاهين: عبثا باقول واقرا فى سورة عبس / ما تلومش حد إن ابتسم أو عبس فيه ناس تقول الهزل يطلع جد / وناس تقول الجد يطلع عبث mailto: