عندما قامت ثورة الشباب في 25 يناير التي خطط الشباب لها أن تكون يوم عيد الشرطة علي سبيل »الغلاسة«، والتهكم والسخرية من الشرطة التي دأبت علي قمع الشباب في المظاهرات السابقة لم يكن يجول في خاطر الشباب أن هذه المظاهرة المليونية سوف تتحول إلي ما آلت إليه من ثورة أسقطت النظام، والنظام الحامي للنظام وأصبحت مشكلة الثورة هي غياب المشروع السياسي للمسيرة المليونية التي تحولت إلي ثورة وعجزت الثورة عن إفراز قيادة تأسر قلوب وعقول المصريين وتعبر عن الثورة في آن واحد مما أتاح للأسماء القديمة التي تطفو علي السطح محققة »قانون الطفو« الخاص بأرشميدس ولما كانت هذه الأسماء قديمة قدم أرشميدس نفسه فقد حار المصريون في اختيار زعيمهم القادم كما حاروا من قبل في مشروعهم السياسي ما بين تعديل دستور أو قانون، لم يعمل به أبداً في تاريخ مصر الحديث وأصبح شاغلهم الشاغل هو الحصول علي وثيقة لن تحل المشاكل الاقتصادية أو البطالة أو أزمة السكن أو التعليم أو الصحة وفي هذا الصدد تم تبديد 200 مليون جنيه علي استفتاء تم لتعديل ثمان مواد وفي نهاية المطاف صدر بيان دستوري وتناول بضع وستين مادة وباللغة العامية، ما كان من الأول. أما وقد هدأت الأحوال وتم تغيير بعض القيادات الإعلامية تحقيقاً لمطالب الشباب فإنه كان يجب أن يكون تحويل المؤسسات الإعلامية إلي شركات مساهمة يمتلك العاملون بها نسبة لا تتجاوز 25٪ ويتم طرح أسهم ذات قيمة معقولة، بحيث يمكن للشعب شراء هذه الأسهم لتغطية العجز ومديونية قطاع الإعلام الحكومي، حيث لا يستقيم الأمر مع استمرار ملكية الدولة، لهذا العدد من الصحف القومية ونفس المبدأ يجب تطبيقه علي القنوات الأرضية للتليفزيون، حيث يكفي أن تحتفظ الدولة بأربع قنوات: »اخبارية - رياضية - ترفيهية- المرأة والطفل«، ويتم طرح باقي القنوات من خلال شركة تمتلك مدينة الإنتاج الإعلامي، وكذلك باقي القنوات الأرضية والفضائيات سوف يساعد طرح أسهم القطاع الإعلامي علي إنعاش البورصة المتعثرة وإنعاش إحساس الشعب لأنه يمتلك جزءاً من أطول كانت مملوكة للدولة. كما يجب مطالبة الدولة بتخصيص الأراضي المخصصة لمعسكرات الأمن المركزي ذات المواقع المتميزة أول طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي لإسكان الشباب وتخصيص مساحات للاستغلال التجاري والترفيهي لتمويل هذه المساكن بنفس الشروط التي تم التعاقد بها مع رجال الأعمال علي الضفة الأخري من الطريق تطبيقاً لمبدأ المعاملة بالمثل. هناك العديد من الوسائل لإرضاء الشعب وتحقيق أمانيه ليس فقط من خلال الفرقعة الإعلامية الخاصة بمحاكمات الفساد، بل أيضاً بإشاعة الأمل في نفوس الشباب بأننا مازالنا قادرين علي الابتكار وأن نوقد الشموع بعد ليل حالك طويل إن البعض من الشعر الأبيض قد يكسب ثورة الشباب الحكمة المطلوبة للوصول إلي بعض النتائج السريعة التي من شأنها ترجمة رحيل النظام الذي جثم علي صدر الأمة إلي واقع يلمسه الشعب. وزير دولة في حكومة الظل الوفدية