أصيب المواطنين في محافظة الفيوم بحالة من الهلع عقب انتشار أخبار تفيد بارتفاع نسبة الإصابة بمرض الفطر الأسود في المحافظة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مع استمرار نفى مديرية الصحة بالفيوم لهذه الأخبار وعقب التأكد من إصابة أول حالة لسيدة تبلغ من العمر 62 عاما فرضت المديرية تعتيم إعلامي حول تفاصيل حالة السيدة المُصابة. وأكد مصدر مسؤول بمحافظة الفيوم، أن الخوض في هذا الموضوع دون رعاية طبية «حساس»، مؤكدًا أن القصة بدأت عن طريق تداول منشورات على الفيس بوك، وأن مديرية الصحة تواصل التحري عن الحالات المصابة. وكانت ابنة السيدة نبيلة فرج المصابة بالفطر الأسود بالفيوم ، قد ذكرت أن والدها ووالدتها أصيبا بفيروس كورونا منذ شهر ونصف، وتوفي الأب متأثرا بإصابته فى الحادي عشر من شهر مايو الماضي فيما لا تزال الأم تعاني من مضاعفات المرض، مضيفة أن والدتها تشعرت قبل شهر من الآن بصداع نصفي، تبعته آلام في الجانب الأيمن من الفك والأسنان مع ضعف في العين اليسرى وأصبحت غير قادرة على فتحها، حتى أغلقت تماما، تبع ذلك شعور بالتنميل في الجانب الأيسر من الجسم كله، وبعد تزايد الآلام تم عرضها على أطباء في تخصصات المخ والأعصاب والأنف والأذن والحنجرة، ولم ينجح الأطباء في تشخيص الحالة. وأشارت إلى أن طبيب الرمد وبعد فحصها قال إن مقلة العين وقاعها بحالة جيدة، لكن هناك مشكلة في أعصاب العين، وقال أحد الأطباء المعالجين للحالة إن لديها مشكلة في أعصاب الوجه وتحديدا فى العصب الخامس والسادس والسابع، وهو ماتسبب فى وجود حادة في الأسنان والفك. وتابعت أنه تم عرضها على استشاري لأمراض المخ والأعصاب وقال إنها مصابة بالفطر الأسود ووجه بعلاجها عند طبيب متخصص في أمراض الأنف والأذن والحنجرة»، وبالفعل بدأ طبيب الأنف والأذن والحنجرة في إزالة الفطر من التجويف الأنفي جراحيا وكذلك من الفك والفم. وأردفت أن العين اليسرى أغلقت تماما وأخبرهم الطبيب أنها تآكلت ولم يعد يجدي معها العلاج، فيما لا تزال الأم تعاني من استمرار الآلام في الفك، والأسنان والوجه، مشيرة إلى أن الطبيب يتولى حاليا إزالة آثار الفطر من باقي المناطق المصابة، واكتشف أن والدتها فقدت الإحساس بالوخز بدون تخدير وأكد أن الخلايا والأنسجة في التجويف الأنفي والواصلة حتى العين أصبحت ميتة. وكشفت الابنة أن والدتها لا تستطيع تناول الطعام والشراب، كما لا تستطيع البلع، وتعيش حاليا على المحاليل الطبية، خاصة أن الفطر أثر تماما على سقف الحلق واللسان والأسنان، مشيرة إلى أن والدتها تعاني حاليا من نقص حاد في مادة البوتاسيوم ما يعرض حالتها للخطر أكثر وأكثر، وأن حالة والدتها تزداد سوءا بسبب نقص البوتاسيوم، وفقدت عينها اليسرى تماما. وصرح الدكتور حاتم جمال الدين وكيل وزارة الصحة بالفيوم بأن مديرية الصحة بالفيوم تابعت حالة المصابة ووفرت العلاج الخاص بها تنفيذا لقرار الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة بتوفير العلاج مجانا لمصابي الفطر الأسود وهو عقار يسمى أنيزون ويتراوح سعره مابين 800 الى 1000 جنيه ويتم صرفه تحت إشراف لجنه من مديرية الصحة وإدارة الصيدليات بالمديرية، بالإضافة إلى المتابعة المستمرة بكافة المستشفيات لرصد الحالات المشتبه فى اصابتها وغالبية المرضى الذين تلقوا العلاج في المستشفيات الخاصة خرجوا بعد التأكد عدم اصابتهم بالمرض أو شفاؤهم. وقال الدكتور سعيد جمعه استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة انه لاداعى للرعب والهلع الذي انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي مضيفاً أنه قام بمتابعة 30 حالة مصابة بالفطر الأسود خلال المرحلة الثانية من انتشار فيروس كورونا بسبب تناولهم لكميات كبيرة من الكورتيزون وكان السبب الرئيسي هو ضعف المناعة خلال إصابتهم بفيروس كورونا وكانوا لايعملون باصابتهم بالفطر الأسود أو كما نطلق عليه "الفطر الإنتهازي" بسبب أنه ينتهز ضعف مناعة الإنسان ويصيبه مؤكداً ان هناك أربعة أنواع من الفطر ويعتبر الفطر الأسود هو أضعف نوع منهم وغالبية الحالات التي قمت بمتابعتها تماثلت للشفاء تماما وهناك حالات قليلة أصيبت بالتهاب في الحلق أو العينين. وأشار إلى أن عملية علاج المصاب بالفطر الأسود تمر بعدة مراحل عن طريق فريق من الأطباء المتخصصين وتبدأ أولى المراحل باطباء الأنف والاذن ثم أطباء التشخيص بالمنظار واستئصال الحزء المصاب وكذلك رسم خطة العلاج لباقى الفريق المعالج للحالة وهنا يأتي دور الطبيب الذي يقوم بوصف جرعة مضادات الفطريات التى قد يستمر عليها المريض لمدة شهر أو أكثر حتى تمام الشفاء ثم يتم عمل متابعة دورية بالمنظار للتأكد من التئام الأنسجة مرة أخرى جراء عملية الاستئصال ومراجعة اطباء العيون والمخ والأعصاب للتأكد من عدم تأثير الفطر على الخلايا وذلك يرجع الى ان الفطر فى بدايته يصيب الأوعية الدموية المغذية لأعضاء الجسم ودائما ما تكون بدايته في الأنف وتعتبر إصابة الأنف من أقل الإصابات تضررا قياسا بإصابة العين او المخ. وناشد الدكتور سعيد جمعه مصابى كورونا والجيوب الأنفية أو من تناولوا كميات كبيرة من الكورتيزون ضرورة إجراء الفحوصات الطبية اللازمة وكذلك من يشتكون من الصداع الشديد ولم يستجيب للمسكنات لابد من الخضوع لعمل منظار على الأنف للسيطرة على الفطر مبكرا مؤكداً ان اكتشاف الفطر فى بدايته يساعد على علاجه دون حدوث مضاعفات وأكد الدكتور أحمد رشوان مدير العناية المركزة لمصابى كورونا بمستشفى الفيوم العام أن الفطر الأسود موجود منذ فترة طويلة والأطباء يعلمون ذلك ولكن الزخم الاعلامى ومواقع التواصل الاجتماعي هى من أثارت الضجه حوله ولكن المشكلة تأتى في أن الفطر يستغل ضعف مناعة المريض وخاصة خلال فترة علاج فيروس كورونا وله طرق مختلفة فى العلاج ولكن مشكلته تتمثل في ارتفاع نسبة الوفيات بين المصابين في حال تأخرهم عن إجراء الفحوصات الطبية اللازمة