بروميد الميثيل فضيحة جديدة لحكومة قنديل.. البروميد مركب كيميائي محظور دوليا.. وهو سام ويسبب قائمة طويلة من الأمراض أقلها السرطان.. ويقتل التربة الزراعية.. وكل الدول المتقدمة ونصف المتقدمة توقفت عن استخدامه منذ مطلع الألفية الحالية.. وله بدائل كثيرة.. فهل من العقل أن تستورده مصر؟ العقل والمنطق والضمير والمسئولية تقول «لا».. لا نستورده.. ولكن ما يحدث هو العكس الحكومة تسمح باستيراده.. وليس هذا فقط.. بل وتسمح باستيراده من إسرائيل.. وفي العام الماضي وحده دفع المصريون 10 ملايين دولار لتل أبيب مقابل استيراد هذه السموم! كنا نعتقد أن عصر الفساد وقتل المصريين بالمبيدات المسرطنة - قد انتهي بعد الثورة وأن حياة المصريين أصبحت لها قيمة وثمن؛ غير أن الواقع يقول غير ذلك.. والدليل بروميد الميثيل بروميد الميثيل غاز محظور دولياً في الزراعة بصورة نهائية وقاطعة من جميع المنظمات الدولية؛ إلا أن حكومة مصر تصر علي السماح باستيراده رغم خطورته علي الصحة وعلي التربة وعلي النباتات وعلي طبقة الأوزون.. وحسب الدراسات العلمية فإن بروميد الميثيل يشكل خطراً علي صحة الفلاح المصري ويسبب العديد من الأمراض الخطيرة وعلي رأسها السرطان؛ بالإضافة إلي أنه يضر بالمحاصيل الزراعية، حيث تتراكم متبقيات المادة الفعالة لهذا الغاز في الثمار والخضراوات المختلفة؛ بخلاف آثاره السلبية علي البيئة؛ فضلاً عن أنه يلوث المياة الجوفية.. أي أن مخاطره تمتد من باطن الأرض حتي السماء.. ورغم ذلك تفتح الحكومة أبواب البلاد أمام هذا المركب القاتل وتسمح ل 5 شركات خاصة باستيراده من عدة دول أولاها إسرائيل. وطبقا للمعلومات التي حصلنا عليها تم استيراد حوالي 140 طنا من غاز بروميد الميثايل (السام) من إسرائيل بقيمة تتجاوز 10 ملايين دولار خلال عامي 2011 و 2012؛ بغرض بيعه للمزارعين في الوادي والدلتا والمناطق الصحراوية الجديدة لاستخدامه كمطهر ومعقم للتربة وتبخير زراعات الفراولة وبعض الصوب الزراعية. خبير سموم: ممنوع استخدامه في أمريكا وأستراليا منذ 2001 أكد الدكتور محمود محمد عمرو – استاذ الأمراض المهنية بطب قصر العيني ومستشار المركز القومي للسموم أن بروميد الميثايل سام وخطير للغاية.. وقال «الغاز يسبب أضرارا خطيرة في التربة والماء والهواء ويسبب العديد من الأمراض الخطيرة وعلي رأسها الأورام السرطانية؛ فهو يدمر الأجزاء الحيوية الموجودة في الجسم ويصل تأثير هذا الغاز السام إلي الإنسان عن طريق عدة مراحل بدءاً من الفم ليصل إلي الجهاز التنفسي الذي يحوله تلقائياً إلي الجهاز الدوري ثم يصل إلي الكبد والكلي؛ ومن ثم تضعف مناعة الإنسان ويصاب بتضخم الطحال والفشل الكلوى وتليفات في الكبد وعندها يتوقف الكبد عن العمل باعتبار «الكبد مخزن السموم»؛ بخلاف أنه يسبب الغاز تهيجاً شديداً للجهاز التنفسي والرئتين؛ إلي جانب أمراض الذئبة الموضعية والفشل الكلوي؛ كما أنه له تأثير ضار علي الجهاز العصبي وتظهر هذه الأعراض من 4 إلي 12 ساعة؛ وتبدأ تلك الأعراض علي شكل صداع ودوخة وغثيان ورعشة وتسمم ظاهري وتلعثم في اللسان وضعف في العضلات واعتلال المزاج؛ كما أن ملامسته للجلد تسبب حروقاً متفاوتة وجفاف البشرة المبقع وقروحاً قد تكون عميقة. وينصح مدير المركز القومي للسموم بعدم استعمال هذا الغاز نهائياً؛ واستخدام البدائل الآمنة المتوافرة بكثرة والمصرح بها عالمياً؛ لكونها صديقة البيئة ولا تسبب أي مشاكل بيئية أو صحية علي الإطلاق. وقال: أمريكا واستراليا حظرتا استخدام هذا الغاز اللعين منذ عام 2001. خبير كيمياء: شديد السمية ومسرطن.. واستيراده جريمة تجب محاكمة كل من شارك فيها الدكتور سيد محمد عبد الباري – الأستاذ بقسم الكيمياوي بجامعة المنصورة؛ أكد أن مبيد بروميد الميثايل هو غاز خطير شديد السمية ومسرطن.. وقال « كل المركبات العضوية التي تحتوي مسمياتها علي برو أو كلور أو فلور أو برومور مسرطنة سواء كانت موجودة في حالة غازية أو سائلة أو صلبة كما أن لها تأثيرات بيئية وصحية ضارة وشديدة السمية وتستمر خطورتها طوال فترات استعمالها؛ كما تتراكم متبقيات المادة الفعالة لها في الثمار والخضراوات لتصل أضرارها الصحية إلي حد الإصابة بمرض السرطان. وأضاف « استخدام غاز بروميد الميثايل يعد جريمة كبري وتجب محاكمة الجهة التي وافقت علي استيراده من الخارج. خبراء اقتصاد زراعي: المبيد محظور تداوله دوليا.. وينتشر في أسواق مصر.. والحكومة تنفي وجوده! الدكتور إمام الجمسي – استاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية قال: إن مبيد بروميد الميثايل الذي يستورد من أجل تعقيم التربة يعتبر من الغازات السامة جداً فهو غاز عديم اللون والرائحة وله ثأثير سلبي علي البيئة؛ كما أنه يشكل خطراً حقيقياً علي صحة الإنسان لكونه يحتوي علي درجة سمية عالية عند استنشاقة أو ملامسته. مشيراً إلي أن دول العالم المختلفة بدأت في الحد من استخدامه وفي نهاية عام 2005 بناء على اتفاقية مونتريال وتم وقف استخدامه فى كل الدول المتقدمة إلا أن بعض الدول لا تزال تستخدمه في تعقيم المحاصيل والتربة ومنها مصر. ويؤكد الدكتور محمد سعيد الزميتي – أستاذ المبيدات بكلية الزراعة جامعة عين شمس أن غاز بروميد الميثايل الذي يستورد بغرض استخدامه كمبيد حشري في تعقيم التربة الزراعية يأتي ضمن قائمة المسببات الرئيسية لتدمير طبقة الأوزون لكونه من الكيماويات الضارة مثل غاز الكلوروفلوروكربون والهيدروكلوروفلوركربون. وأضاف أستاذ المبيدات أن هذا المبيد لا تتمثل خطورته فقط بمجرد تناوله عن طريق الفم ولكن عند ملامسته يمتص من خلال الجلد والعين والرئتين؛ وتزداد خطورة هذا المبيد باختلاف درجة تركيز المادة الفعالة والكارثة أن هذا المبيد يسبب تدهورا في خصوبة التربة؛ خاصة إذا تم الحقن بكمية عالية الأمر الذي يؤدي إلي إبادة الكائنات الحيوية النافعة مع الضارة. وأوضح أستاذ المبيدات أنه ليس من المعقول السماح باستيراد مبيد ثبت ضرره لمجرد فقط فاعليته في مكافحة الآفات الزراعية دون النظر لمخاطره علي النبات والإنسان علي حد سواء فهو يفتقد لمعايير الأمان أو الاشتراطات الصحية الآمنة؛ حيث إنه مبيد شديد السمية ومحظور تداوله عالمياً لهذا منعت بعض الدول استيراده منها دول الولاياتالمتحدةالأمريكية وأستراليا؛ بينما مصر لا تزال تستورده وهو منتشر بالأسواق المصرية بصورة كبيرة رغم أن الجهات الحكومية تنفي وجوده أو استيراده من الأساس. وأشار أستاذ المبيدات إلي قيام مركز البحوث الزراعية بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي منذ فترة طويلة بإجراء عدة مشاريع بحثية لإيجاد بدائل صحية آمنة تجعلنا لا نستورد هذا المبيد الضار وتم إنفاق مبالغ طائلة علي هذه الأبحاث لكن دون فائدة.. ومازالت مصر تستورده حتي الآن بصورة عالية للغاية. وطالب أستاذ المبيدات بأن يخضع هذا المبيد لجهات بحثية متخصصة يمكنها التعامل معه بأسلوب علمي والاستفادة من مشتقاته في أغراض أخري محددة؛ علي أن يتوافر في هذه الجهات الكوادر المدربة القادرة علي التعامل مع هذا المبيد السام؛ وعدم تركه متاحاً ومباحاً للمزارعين والفلاحين البسطاء الذين لا يعلمون مخاطره أو لأضراره شيئاً. مسئول لجنة المبيدات بوزارة الزراعة: استوردنا 175 طنا الشهر الماض.. والشرقية وكفر الشيخ الأكثر استخداما وزارة الدفاع طلبت تحليل شحنات الغاز المستوردة للتأكد من مواصفاتها الفنية ووزارة الزراعة تعجز عن التنفيذ لعدم توافر الإمكانيات والخبرات اعترف مسئول بلجنة المبيدات الزراعية بوزارة الزراعة - طلب عدم نشر اسمه - بأن استيراد بروميد الميثايل مستمر من 40 عاما حتي الآن.. وقال «عمليات الاستيراد بدأت منذ 4 عقود ومستمرة حتي الآن ويتم الاستيراد من دول مختلفة مثل بلجيكا والصين وأيضاً إسرائيل» وأضاف «هذا المركب الغازي ليس مسجلا لدي لجنة مبيدات الآفات الزراعية؛ وبالتالي فلا علاقة للجنة المبيدات بدخوله إلي مصر؛ فاللجنة تتعامل فقط مع المبيدات المسجلة أو التي قيد التسجيل» وواصل نفس المصدر «جري العرف علي أن تفرج لجنة المبيدات عن المبيدات التي يحددها جهاز شئون البيئة طبقاً لاتفاقية مونتريال الدولية الموقعة عليها مصر منذ عام 1985؛ إلا أن هناك بعض المتغيرات التي تستوجب إعادة النظر في هذا الإجراء حماية لطبقة الأوزون لكون «بروميدالميثايل» غازا ساما وخطيرا للغاية؛ وتستمر خطورته طوال فترات استعماله؛ رغم فعاليته في مكافحة الآفات الزراعية وتعقيم التربة وتبخير الحاصلات الزراعية؛ ولكن الاتفاقية الدولية التي وقعت عليها مصر تلزمها بتقليل استخدامه للتخلص من الانبعاثات الكونية لهذا الغاز التي تتسبب في تآكل طبقة الأوزون. وقال المصدر في شهر يناير الماضي تمت الموافقة علي استيراد 175 طنا من غاز بروميد الميثايل وفي 2012 تم استيراد 222 طنا ؛ مقابل262 طنا عام 2011 و 317 طنا عام 2010» وأضاف «وزارة الزراعة بدأت في تنفيذ مشروع بدائل غاز بروميد الميثايل منذ ثمانية أعوام بغرض تقليل حجم الكميات المستوردة منه؛ وبالفعل تم تطبيق عدة بدائل مثل مواد الميتام صوديوم, وبازاميد, وبيو ارك وبيوزيد, والايكوفيوم, وجار أيضاً تطبيق مادتي إجروسيلون, وبالادين, حيث سيتم الحظر الكامل لاستيراد هذه المادة في جميع الدول الموقعة علي بروتوكول مونتريال وتعديلاته المختلفة اعتباراً من 1 / 1 / 2015. وأشار المصدر إلي أن غاز بروميد الميثايل له استخدامان هما مكافحة الكائنات الضارة وتعقيم التربة؛ وفي عملية الحجر الزراعي أي تبخير البضائع والسلع الغذائية القادمة من الدول الأخري للقضاء علي الآفات والفطريات الموجودة بالمحاصيل الزراعية كالبطاطس والفراولة والأخشاب. موضحاً أن غاز بروميد الميثايل يدخل البلاد عبر الموانئ البحرية بحماية الشركات الزراعية الكبري التي تستورد الغاز بعد موافقة رسمية من لجنة المبيدات الزراعية وجهاز شئون البيئة.. ويقول «الشركات الراغبة في استيراد بروميد الميثايل تقديم طلبا لجهاز شئون البيئة للسماح بدخول هذا الغاز لمصر وبعد موافقة الجهاز يتم إخطار وزارة الزراعة بالموافقة من باب العلم بالشيء أي لتكون وزارة الزراعة علي علم بدخول هذه الشحنات فقط» وأضاف عمليات الاستيراد تتم في شكل حصص لكل شركة.. وكل شركة توزع هذه الحصص حسب العقود الموقعة بين الشركة و أصحاب المزارع الكبيرة وأكثر المحافظات استخداماً لهذا الغاز هي الشرقية وكفرالشيخ. وشدد المصدر علي أن جهاز شئون البيئة هو وحده المسئول عن إدخال شحنات غاز بروميد الميثيل إلي مصر بدءاً من هذا العام طبقاً لما هو منصوص عليه في الاتفاقية الدولية.. وقال «البوابة الوحيدة لدخول هذا الغاز هي الموانئ البحرية وعلي جهاز شئون البيئة متابعتها وفحصها لحين الانتهاء نهائياً من البدائل الكفيلة التي تجعلنا قادرين علي الاستغناء عنه. وأضاف «وصلتنا توجيهات من أمانة وزارة الدفاع وإدراة الحرب الكيماوية بضرورة تحليل الشحنات التي تستورد وترد إلي مصر من هذا الغاز قبل الإفراج عنها للتأكد من مطابقتها للمواصفات الفنية؛ ولكن نظراً لعدم توافر الطرق والإمكانات والخبرات لأخذ العينات وإجراء التحليل؛ فإنه لا يمكن للجنة الإفراج عن أي شحنات لبروميد الميثايل اعتباراً من 1 / 1 / 2013؛ لاسيما وأن القرارات الوزارية المنظمة لعمل اللجنة تستوجب التعامل فقط مع المبيدات المسجلة؛ وبالتالي فيقع علي عاتق جهاز شئون البيئة اتخاذ كافة الإجراءات المطلوبة للاستيراد والإفراج عن أي شحنات. رئيس الجمعيات الزراعية: البدائل الآمنة متوفرة شدد مجدي الشراكي - رئيس الجمعيات الزراعية بالجمعية العامة للإصلاح الزراعي علي قصر استخدام المزارعين للمبيدات الزراعية المصرح بها من قبل اللجنة العليا للمبيدات الزراعية التابعة لوزارة الزراعة. وأضاف أن المزارعين لا يحتاجون لغاز برميد الميثايل الذي يمثل استخدامة خطرا علي التربة والزراعات والإنسان خاصة وأن هناك بدائل كثيرة وآمنة.