عندما تذهب إلى صديق أو قريب، وتجلس لفترة طويلة «أكل ومرعى وقلة صنعة» يبادرك: إيه ياعم (قوم شوفلك شغلانة إنت فاكرها تكية)، لن تجد مفراً إلا أن تهُم للرحيل، أو للبحث عن عمل، وإن كنت من الكسالى فستبحث عن تكية أخرى. والتكية يا عزيزى: كلمة تركية مسايرة للخانقاه وللزاوية التى كانت فى العصر المملوكى، ويرجعها البعض إلى الفعل العربى «اتكا»: بمعنى استند أو اعتمد، خاصة أن معانى الكلمة بالتركية –تكية-: تعنى الاتكاء أو الاستناد إلى شىء للراحة والاسترخاء، ويعتقد المستشرق الفرنسى «كليمان هوار»: أن الكلمة أتت من «تكية» الفارسية بمعنى جِلد؛ ليعيد إلى الأذهان، أن شيوخ الزوايا الصوفية كانوا يجعلون جلد الخروف، أو غيره من الحيوانات شعاراً لهم، وكانت التكية فى البداية خاصة بإقامة المنقطعين للعبادة من المتصوفة، فكانت مكاناً يسكنه الدراويش، كما أنها قامت خلال العصر العثمانى بدور آخر، وهو تطبيب المرضى وعلاجهم، وهو الدور الذى كانت تقوم به «البيمارستانات» فى العصر الأيوبى والمملوكى، إلا أنه مع بداية العصر العثمانى أُهمل أمر «البيمارستانات»، وأضيفت مهمتها إلى «التكايا»، وقيل: إن العثمانيين أنشأوها لرعاية من لا عائل لهم، ممن لا يقدرون على الكسب، والعجزة، وكبار السن المنقطعين للعبادة، والأرامل من النساء اللائى لا يستطعن ضرباً فى الأرض، إلى جانب الفقراء والغرباء وعابرى السبيل الذين لا يجدون لهم مأوى فى البلاد التى يمرون بها، وخاصة إذا كانوا قاصدين حج بيت الله الحرام، وتطور دورها وأصبحت خاصة بإقامة العاطلين من العثمانيين المهاجرين من الدولة الأم والنازحين إلى الولايات الغنية مثل مصر