سورة الطلاق كسائر سور القرآن الكريم فيها من البيان الكثير، وقد وقف الدكتور فاضل صالح السامرائي على بعضٍ مما جاء من تأملات في سورة الطلاق، مثلًا في قوله تعالى: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ}،والشاهد في استخدام القرآن الكريم للفظ "اللائي" وقد استخدم في كثير من الآيات الأخرى لفظ "اللاتي" في الإشارة للنساء، ومن المُلاحظ أنَّ لفظ "اللائي" لم يُستخدم في القرآن الكريم إلا مع الطلاق والظهار، فالهمزة حرف ثقيل على اللسان، وكذلك الطلاق هو أمر شاقٌّ وثقيل على طرفيه الزوج والزوجة، وهذه من المناسبات العجيبة في القرآن الكريم بين الألفاظ ومواضعها، وهناك تشابه في اللفظ بين "اللائي" وبين "اللئي" وهو الجهد والمشقة والتعب، وهكذا هو الطلاق لا يأتي إلا بعد مشقةٍ وتعب. ومما جاء من تأملات في سورة الطلاق أيضًا، في قوله تعالى:{وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}، جاء هنا الحَمل بلفظ الجمع "الأحمال"، بينما في الآية السادسة من سورة الطلاق يقول الله تعالى: {إِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ}. جاء ذكر الحَمل بصيغة المفرد "حملهن" بالمفرد، في الآية الأولى استخدم لفظ الجمع لأن الأمر يشمل كل النساء بلا استثناء، أما في الآية الثانية فقد استخدم لفظ الحَمل بالمفرد لأنَّ الآية تخصُّ النساء المُطلقات، وكيفية الانفاق عليهن، فسياق الآية يرتبط بحالة الزوج المادية، وليست حالةً عامة، وقد استخدم الإفراد في الحالة الثانية بسبب القلة النسبية، وذلك مراعاةً لسياق الآيات.