رأى "يارون فريدمان" محلل الشئون العربية بصحيفة "يديعوت آحرونوت" الإسرائيلية أن زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد هي زيارة تاريخية رمزية لكنها محكوم عليها بالفشل مسبقاً، مؤكداً أن تلك الزيارة لن تعدو أكثر من زيارة رمزية. وقال "فريدمان": للمرة الأولى منذ 43 سنة يزور رئيس إيراني مصر بمناسبة مؤتمر القمة الإسلامية، لكن طالما لم ينجح الإسلام في حل المشاكل الصعبة لمصر وطالما أن الفجوة الأيديولوجية والدينية بين القاهرةوطهران لا يمكن جسرها، فإن تلك الزيارة لن تعدو أكثر من عرض قوة وهمي للرئيس مرسي وعرض كاذب للوحدة الإسلامية من الجانبين. وأضاف "فريدمان" أن الرئيس المصري يدرك جيداً أن الشرط الوحيد لنجاحه وبقاء نظامه هو المساعدة الاقتصادية الحقيقية من أوروبا والولايات المتحدة، وبناء عليه فإن أي علاقة مع إيران المفروض عليها عقوبات وعزلة دولية قد تنسف جهود مصر لمواصلة الحصول على تلك المساعدات، علاوة على ذلك فإن الرئيس مرسي لا يمكنه خيانة أشقائه في سوريا من أعضاء منظمة "الإخوان المسلمين" والحلفاء الإسلاميين الذين يديرون حرباً ضروساً ضد نظام الأسد المدعوم من إيران، ومن ثم ليس من المنطقي أن يطعن مرسي الثوار السوريين في ظهورهم ويستأنف العلاقات مع طهران في هذا الوقت تحديداً. واستنتج "فريدمان" من ذلك أن زيارة "أحمدي نجاد" لمصر لها أهداف رمزية فقط، مشيراً إلى أن الرئيس الإيراني الذي فشل في كافة المجالات وقاد بلاده للعزلة الدولية والأزمة الاقتصادية يريد أن يحقق أمام شعبه إنجازاً دبلوماسياً وهمياً قبل انتهاء فترة ولايته هذا العام على هيئة الجسر التاريخي بين إيران ومصر. وتوقع "فريدمان" أن يستغل "مرسي" من جانبه وصول الوفد الإيراني رفيع المستوى لمصر لمحاولة تحقيق حل وسط في الشأن السوري من أجل التغطية على الأزمة الداخلية بمصر حتى يستطيع تقديم نفسه كزعيم يحافظ على الدور المهم لمصر في حل الأزمات الإقليمية، مثلما فعل مؤخراً في أزمة غزة.