التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين وقال بعض اهل العلم قد كان من أعظم مقاصد سورة الانفطار الحديث عن تلك الأهوال التي ستشيب منها الولدان يوم القيامة، فقد أشارت سورة الانفطار للعديد من صور ذلك اليوم المشهود، قال تعالى: {إذَا السمَاءُ انفَطَرَتْ * وإِذَا الكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإذَا البِحَارُ فجِّرَتْ * وإِذَا القُبُورُ بُعثِرَتْ}. وتلك صورة مرعبةٌ ليوم القيامة، وفي الحديث أشار النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إلى أنَّ سورة الانفطار من السور التي تصوِّرُ ذلك اليوم رأيَ عين، عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن سَرَّه أنْ يَنظرَ إلى يَومَ القيامةِ، كأنَّه رَأيُ عَينٍ، فلْيقرأْ "إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ"، و "إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ"، و "إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ". بالإضافة إلى سورة الانشقاق وسورة التكوير.و فضل سورة الانفطار لا بدَّ في سياق الحديث عن سورة الانفطار أن يُشار إلى ما وردَ في السنة النبوية الشريفة من أحاديث تدلُّ على فضل السورة، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يولي بعضَ السور أهميَّة بذكرها في أحاديث خاصَّة بها تؤكدُ فضلها بالإضافة إلى الفضل الذي يختصُّ به القرآن الكريم بجميع سوره الكريمة، فقد وردَ في الحديث عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّه قال: قامَ معاذٌ فصلَّى العِشاءَ الآخرةَ فطوَّلَ، فقال النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: أفتَّانٌ يا معاذُ؟، أفتَّانٌ يا معاذُ؟، أين كنتَ عن {سَبِّحِ اسمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، {وَالضُّحَى}، و{إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}". وهذا الحديث يدلُّ على فضل سورة الانفطار في قراءتها في الصلاة للتخفيف على الناس في صلاة الجماعة، ويعدُّ الحديث وصيةً من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقراءتها أثناء الصلاة للإمام حتَّى لا يثقلَ على من خلفه من المصلِّين فقد يكون منهم المريض والشيخ الكبير وغيرهم.