إنَّ سورة القيامة -كما وردَ سابقًا- من السور المكية، وهي سورة عرضتْ بشكل تفصيلي أهوال يوم القيامة، وقدْ افتتحها الله -سبحانه وتعالى- بقولِهِ: "لا أقسم بيوم القيامة * ولا أقسم بالنفس اللوامة" . ومن هنا جاء سبب تسميتها باسمها المعروف، فهي تتحدَّث عن أهوال يوم القِيامة مِن أوَّلها إلى آخِرها، وعن قُدرةِ الله تعالى على إعادة خَلْق النَّاس، وبَعضِ البراهين على هذه القُدرة، وحسابهم على أعمالهم، وهذا مِن تمام عَدْلِه سبحانه وتعالى، وعدم عَبَثِيَّة خَلْق النَّاس، قال تعالى: "فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ *وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلَّا لَا وَزَرَ * إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ * يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ". سبب نزول سورة القيامة تتألّفُ سورة القيامة من أربعين آية، وهذا ما يجعل حَصرَ أسباب نزولِها صعبًا، وقد وردتْ بعض الروايات عن سبب نزول بعض آياتها، ومن هذه الروايات: قولُ اللهِ -عزَّ وجلَّ-: "أيحسبُ الإنسانُ ألَّن نجمعَ عظامَهُ". وتقول الرواية إنَّ هذه الآيةَ نزلتْ في عدي بن ربيعة، وذلك أنَّهُ أتَى النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقالَ: "حدثني عن يوم القيامة متى يكون؟ وكيفَ يكونُ أمرُها وحالُها؟، فأخبرَهُ النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- بذلك، فقالَ: لو عاينتَ ذلكَ اليومِ لم أصدَّقك يا محمَّد، ولمْ أؤمِنْ بهِ، أويجمَعُ اللهُ هذهِ العِظَامَ؟، فأنزلَ اللهُ تعالى قولَهُ: "أَيحسَبُ الإنسانُ أَلَّن نجمَعَ عظَامَهُ * بَلىٰ قَادرِينَ علىٰ أَن نسوِّيَ بنانَهُ * بلْ يُريدُ الْإنسَانُ لِيفجُرَ أَمامهُ * يسألُ أَيَّانَ يومُ القيامَةِ".