التدبر فى كتاب الله من صفات المؤمنين وإنَّ التعمّق في تفسير هذه السورة سيكشف المضامين التي حملتها، فالقرآن الكريم كلُّهُ حكمة وهدى من الله تعالى الذي خصَّ كلَّ سورة بأمرٍ معين تعرضُهُ في آياتِها، وفيما يتعلق بمضامين سورة القيامة فإنَّ هذه السورة عالجتْ مواضيع البعث والجزاء والحساب وموضوع اليوم الآخر وأهوالِهِ وفصَّلتْ في أحداث هذا اليوم تفصيلًا يسيرًا فكانت هذه السورة دعوةً خفيّةً للإيمان باليوم الآخر باعتباره أحد أركان الإيمان، ويقد تطرّقت لعدّة أمور، لعلّ أهمّها: التذكير باليوم الآخر: وهذا كانَ واضحًا منذُ المطلع، حيث أقسم الله تعالى بيوم القيامة وبالنفس اللوامة على أنّ يوم البعث قريب، قال تعالى: "ا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ" . عرض بعض أهوال اليوم الآخر: فقد عرضتْ بعض الأحداث التي سيتحدث يوم القيامة، قال تعالى: " فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلَّا لَا وَزَرَ * إِلَىٰ رَبِّكَ يَومَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ" . ذكرتْ أحوال الناس يوم القيامة: وكان هذا واضحًا في قولِهِ تعالى: "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ * تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ" . ذكرتِ الآية حالة الإنسان عند الموت: وكانَ هذا واضحًا في قولِهِ سبحانه وتعالى: " كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ ۜ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ" . عرضت مراحل خلق الإنسان: حين قال تعالى: "أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسوَّىٰ * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ * أَلَيْسَ ذَٰلِكَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ".