التظاهرات الحاشدة التي يشهدها العراق الشقيق والتي تطالب بنبذ الطائفية وإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين والذين زج بهم الاحتلال وعملاء الاحتلال في السجون العراقية وتحسين الخدمات والكثير من المطالب العادلة تؤكد أن الشعب العراقي الشقيق انتفض على آثار الاحتلال ويحاول الآن تحرير العراق من براثن هذا الاحتلال ولعل أهم هذه الآثار تلك المطالبات الجماهيرية التي قال عنها الجميع إنها مشروعة وعادلة لكن البعض قال عنها إنها مشروعة وعادلة ولكنه وضع كلمة "ولكن" وكلمة ولكن استخدمها المالكي والسيد مقتدى الصدر.. الصدر اعترض على رفع صور الشهيد صدام حسين.. وهذا لن أقف عنده طويلاً خاصة أن الصدر يُعرف عنه حقده الدفين على الشهيد صدام رغم أن غالبية الشعب العراقي الآن يترحمون على فترة حكمه بعد أن ذاقوا مرارة الاحتلال وعملاء الاحتلال.. لكن.. و"لكن" نوري المالكي هي التي يجب أن نتوقف عندها طويلاً عندما وصف هذه التظاهرات بأنها "نتنة" و"طائفية" وانها "فقاعة" وأنها "أصحاب أجندات خارجية" وتوعد المتظاهرين بقوله "انتهوا قبل أن تنهوا" وهنا لابد من القول للسيد المالكي كما قال شاعرنا العربي: لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم إن وصف المالكي لهذه الجماهير الحاشدة التي خرجت بالآلاف تطالب بمطالب مشروعة، كما أقرها المالكي نفسه ما عدا "ولكن" هذه هي "النتنة" لأن شعب العراق العظيم شعب حضارة عريقة والنتن والعفن لا يمكن أن يعيش بينه. أما قوله بأنها "طائفية" فهذه مدعاة للسخرية لأنه هو الطائفي الأول في العراق وحزب الدعوة الذي يرأسه هو حزب شيعي وطائفي بامتياز وهذا معروف للجميع ولا يحتاج إلى دليل أو برهان بل أنه شخصياً يعترف بذلك ويتباهى به. أما قوله إنها "فقاعة" فقد سبقه وصف التظاهرات الجماهيرية الرئيس المخلوع حسني ومعه القذافي عندما وصفا تلك الجماهير الحاشدة بالغوغاء وأنها لن تغير أحكامهم الدكتاتورية لكنهم سقطوا وانتصرت هذه الجماهير. لكن ما يدعو إلى السخرية أكثر قوله إن هذه التظاهرات يقف خلفها "أصحاب أجندات خارجية".. وهنا نسأل السيد المالكي من جاء به إلى الحكم في العراق ولكم رقم الدبابة الأمريكية التي ركبها ودخل بها إلى العراق هو وجماعته الذين يحكمون العراق الآن أو الذين تسللوا خلف هذه الدبابات. هذه التظاهرات ليست "فقاعات" وليست "نتنة" وليست "طائفية" وليست بدافع خارجي.. إنها بداية تحرير العراق من آثار الاحتلال الأمريكي.. وتنظيف العراق من العملاء والخونة الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية والمالكي هو أول الراكبين وأول الواصلين وأول من "بصم" على دستور – بريمر – الذي كرس الطائفية والمذهبية والقومية ولا يزال حامياً وحارساً لهذا الدستور المسخ.. فكفى "تخاريف يا نوري المالكي". نقلا عن صحيفة الشرق القطرية