رغم أن المقاومة العراقية وجهت ضربة موجعة للإمبريالية العالمية وعرقلت خططها لفرض مشاريعها الاستعمارية على المنطقة ، إلا أن ما يجمع عليه كثيرون أن الانسحاب الأمريكي لن ينهي مأساة بلاد الرافدين ، بل يدشن فقط لفتح صفحة سوداء جديدة في تاريخ هذا البلد العربي المنكوب ألا وهي وقوعه فريسة في قبضة إيران بعد سنوات من "الاحتلال" غير المعلن. ولعل إلقاء نظرة على ردود الأفعال حول إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما في 15 ديسمبر انتهاء الحرب رسميا في بلاد الرافدين يدعم صحة ما سبق ويؤكد أن حصاد ما يقرب من 9 سنوات من الاحتلال الأمريكي العلني هو مساعدة إيران في إسقاط العراق الذي كان عقبة في وجه تطلعها لأن تصبح قوة إقليمية عظمى. وكان أوباما ألقى كلمة في منتصف ديسمبر أمام الجنود الأمريكيين العائدين من العراق بقاعدة فورت براج العسكرية بولاية نورث كارولينا أكد فيها انتهاء الحرب رسميا ضد بلاد الرافدين ، قائلا بهذه المناسبة :"إن هذه تعد لحظة تاريخية فى حياة الولاياتالمتحدة وجيشها بعد ما يقرب من 9 أعوام من بدء الحرب على العراق". وقدم في هذا الصدد التحية للجنود الأمريكيين العائدين من العراق وعائلاتهم سواء من شاركوا منذ بداية الحرب أو حتى الأيام الأخيرة قبل انتهائها، والذين وصفهم بأنهم أدوا مهامهم بكل فخر، مقدمين تضحيات كبيرة. وبعد ساعات من التصريحات السابقة ، أجريت في بغداد مراسم الحفل الختامي الرسمي لانسحاب القوات الأمريكية من العراق ، حيث تم إنزال العلم الأمريكي ورفع العلم العراقي بدلا منه ، وذلك بمشاركة وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا والسفير الأمريكي لدى العراق جيمس جيفري وعدد من المسئولين والقادة الأمنيين من الجانبين. ورغم أن الانسحاب الأمريكي جاء وفقا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية نوفمبر من عام 2008 والتي نصت على وجوب الانسحاب الأمريكي من جميع الأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد لا يتعدى 31 ديسمبر 2011 ، إلا أن الوقائع على الأرض تؤكد أن واشنطن انهزمت في بلاد الرافدين بعد حرب إبادة ضد البشر والحجر، وهو ما شكل فرصة العمر لإيران لترجمة تغلغلها الواسع في العراق في سنوات الاحتلال الأمريكي إلى سيطرة كاملة على مقدرات ومستقبل هذا البلد العربي المنكوب . الحرب ما زالت مستمرة فقد أكد الكاتب البريطاني جوناثان ستيل في مقال له بصحيفة "الجارديان" أن حرب العراق تشكل هزيمة تامة للمحافظين الجدد في الولاياتالمتحدة ، موضحاً أن الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين أدى إلى أن يكون النفوذ الإيراني هناك أعظم من النفوذ الأمريكي. ومن جانبه ، أكد كاتب العمود سايمون تسيديل في مقال له أيضا بالصحيفة ذاتها أن الانسحاب الأمركي من العراق ليس النهاية، بل هو في الحقيقة مجرد بداية لحالة عدم استقرار وبروز العديد من القضايا المعلقة في الشرق الأوسط إلى السطح . وتابع " الفكرة القائلة إن حرب العراق انتهت جذابة ولكنها مضللة ، الانسحاب الأمريكي سوف يوقظ قضايا معلقة ونائمة منذ أيام حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهذه القضايا تمتد من شمال العراق إلى جنوبه ، بالإضافة إلى عواصم إقليمية عديدة". وشبه الكاتب البريطاني الانسحاب الأمريكي من العراق بخروج بريطانيا من مستعمراتها السابقة وتركها للكثير من المسائل العالقة, قائلا :" يعي حكام إيران هذه المعضلة والحقيقة التاريخية وهي أن طهران وليس واشنطن هي من كسب الحرب في العراق". وتابع " لإيران خيوط متشابكة في النسيج العراقي، أولها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي كان يوما لاجئا فيها ويحتفظ بعلاقات دافئة مع الإيرانيين ، كما أن هناك التيار الصدري الذي يقوم نوابه على حراسة مصالح إيران في البرلمان العراقي بشكل مخلص، وتقوم ميليشيات التيار المتمثلة بما يسمى جيش المهدي على حماية المصالح الإيرانية في الشارع العراقي". وحذر من أن إيران ستضخ في الفترة المقبلة "مئات إن لم يكن آلافا" من عملائها إلى داخل العراق إما على شكل دبلوماسيين موالين تماما أو جواسيس ، قائلا :" مصالح إيران في العراق عكس المصالح الأمريكية، فهي تريد له أن يبقى ضعيفا وخاضعا وغير قادر على الاستقلال برأيه". واستطرد تسيديل " حرص رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال زيارته الأخيرة لواشنطن على أن يشير إلى رفضه أي تدخل إيراني في الشئون العراقية، لكن المالكي نفسه هو الذي انحاز إلى رفض طهران وجود قوات أمريكية في العراق بعد عام 2011، وهو نفس المالكي الذي قاد نحو 700 ألف عنصر أمن عراقي يقول الأمريكيون عنهم إنهم لا يتمتعون بأي قدرة على حماية البلاد من أي اعتداء خارجي وخاصة إيران، وإلى حد أقل بكثير تركيا وربما سوريا في المستقبل التي لا يعرف أحد إلى أين ستؤول الأمور فيها". وأشار إلى أن إصرار إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش على اتهام صدام حسين بالتورط في هجمات 11 سبتمبر ووجود صلات له بالقاعدة وانكشاف زيف تلك الادعاءات فيما بعد دمر أي قانونية للحرب، والأدهى من ذلك أن الحرب منح تنظيم القاعدة أيضا موطيء قدم في العراق لم يكن يحلم به أيام صدام . وأوضح أنه بعد انكشاف زيف اتهامات إدارة بوش بوجود أسلحة دمار شامل في العراق، واتضاح أن الحرب بنيت على معلومات كاذبة ومغلوطة، أصبحت ادعاءات الولاياتالمتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني تقابل بكثير من التشكك في أوساط دولية عديدة. بل وأكد الكاتب البريطاني أيضا أن كل ممارسات الولاياتالمتحدة في العراق لها انعكاساتها السلبية على الصعيدين المحلي والدولي، فمعاييرها المزدوجة حول حقوق الإنسان وما حصل في سجن أبوغريب، قوى من مركز حكام معادين للديمقراطية مثل الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد. أما بالنسبة لدول الخليج العربي ، فيرى الكاتب أن الحرب في العراق لن تنتهي بعد خروج الجيش الأمريكي منه ، فهو لا يزال جزءا من هلال شيعي يمتد من إيران إلى سوريا، وفيما يتعلق بتركيا التي عارضت الحرب ولم تسمح للقوات الأمريكية بعبور أراضيها إلى العراق فقد يشهد صراعها مع المتمردين الأكراد الأتراك تصعيدا خطيرا. واقتصاديا ، أوضح تسيديل أن كلفة الحرب الباهظة التي وصلت إلى 700 مليار دولار قصمت ظهر الولاياتالمتحدة وأعطت الفرصة للصين لتصبح اللاعب الاقتصادي الذي رجحت لصالحه الكفة في العقد الأخير ، وعلى الصعيد الأوروبي ، خلقت الحرب على العراق انقساما فاضحا بين القوى الأوروبية التي رفضتها وبين تلك التي أيدتها ودعمتها. وأكد أن أخطر نتائج الحرب على العراق التي لم تنته بعد هي الشرخ الذي أحدثته في الثقة بالديمقراطية الغربية ، فعندما رتب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ملف الحرب قاما بشكل متكرر بقلب الحقائق والكذب المتعمد ، وبخيانتهم لثقة الجماهير ، فقد ارتكبا فعلا ضارا بمصداقية التقاليد الديمقراطية الغربية التي تعتبر نموذجا للديمقراطية في العالم. واختتم قائلا :" ذلك الضرر لم تتم إزالته بعد، ولم يتم الاعتراف بالخطأ بشكل كامل، ولم يقدم أي اعتذار صادق، وهذه كلها أسباب تجعل حرب العراق ما زالت مستمرة وربما لن تنتهي بالنسبة للأجيال التي عايشتها". وبجانب ما ذكره تسيديل ، فقد كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الحرب على العراق تركت إرثاً من التأثير السلبى الدائم على السياسة والثقافة الأمريكية، فهناك الديون الفيدرالية التي تضخمت وبلغت نحو تريليون دولار جراء الإنفاق على الحرب، بالإضافة إلى أكثر من 4400 قتيل وجيل من الشباب المبتوري الأطراف وحليف هش في قلب الشرق الأوسط العربي (العراق) وطموحات محدودة للهيمنة الأمريكية. كما تحدثت الصحيفة عن الإرث الذي خلفه العدوان علي العراق من سلب ونهب لثرواته الأثرية والفوضى التي دمرت الإيمان الضعيف الذي كان لدى بعض العراقيين بالمشروع الأمريكي. واستعرضت "واشنطن بوست" بعض القضايا التي تؤكد أن مأساة العراق لم تنته ، قائلة :" تنظيم القاعدة ما زال ينفذ هجمات إرهابية، والمليشيات المدعومة من قبل إيران ما زالت تعمل، وأن الصراع على السلطة بين الأكراد في الشمال وحكومة المالكي ما زال قائما ، كما أن العديد من العراقيين يشعرون بالقلق من اندلاع صراع طائفي دموي بعد الانسحاب الأمريكي". واختتمت قائلة :" حكومة المالكي تسير في اتجاه مقلق، فبدلا من أن تكون شاملة، عمد المالكي إلى تعزيز السلطة في يده وخاصة القوات الأمنية، وإلى إقصاء السنة، خلافا لما تعهد به في السابق ، كما أنه أصدر أوامره في الآونة الأخيرة باعتقال المئات ممن يتهمهم بالانتماء إلى حزب البعث المنحل". وبالنسبة لردود الأفعال العربية، فقد ذكرت صحيفة "الرياض" السعودية في تقرير لها تحت عنوان "عراق ما بعد أمريكا" أن المزاعم حول أن أمريكا قدمت نظاما ديمقراطيا للعراق هي "قول مزيف"، حيث قامت بتسريح قوات الجيش وزرعت الفوضى ومكنت تنظيم القاعدة من الهيمنة على مواقع لم تكن متاحة لها، وضاعفت أزلام الفساد، وفتحت الأبواب لكل الممارسات غير الأخلاقية. وتابعت " النتائج الفعلية للاحتلال ليست المظاهر الخادعة بحصول المواطن على هاتف جوال، واستقبال محطات الفضاء، واستخدام الإنترنت ولبس السراويل والقمصان الأمريكية، وترديد الأغاني الأجنبية،وإنما هي بؤس أربعة ملايين لاجيء في الخارج، ومثلهم تحت خط الفقر، وانعدام الأمن، وحرب طائفية معلنة ". وأبرزت الصحيفة أن قضايا العراق معقدة داخليا، فحالة الانقسام بين الفصائل الشيعية والسنية، والتكوينات الصغيرة للأقليات التي تتعرض للاعتداء والإبادة، لاتوحي بوحدة وطنية يضمنها دستور يساوي بين المواطنين. وأشارت الصحيفة السعودية إلى أن ذكريات الغزو عند كل عراقي لا تبرر كيف خسر كل شيء مقابل إنهاء حكم صدام، والذي كان بإمكان أمريكا التخلص منه باغتياله أو القيام بانقلاب عسكري ضده يؤدي إلى خصم أرقام الضحايا، والمليارات التي راحت عبثا باسم "الوعد الإلهي" لبوش. وتابعت " المالكي زار أمريكا قبل ساعات من إعلان انتهاء الحرب رسميا ، ولكن إيران كانت حاضرة بقوة في أي حوار أو عقد صفقة، أو اتفاق على أمور مادية أو أمنية أو سياسية ، لأن المواطن العراقي الذي يتمتع ولو بوعى بسيط، يدرك أن رئيس الوزراء مقيد بأصفاد إيران". ثمار قطفها الصهاينة بل ولم يستبعد البعض أيضا أن تصاعد الخلاف بين طهرانوواشنطن ليس كما هو معلن على خلفية الملف النووى وإنما السبب الحقيقى هو تفوق الأجندة الإيرانية على الأجندة الأمريكية في العراق بعد فترة من التوافق في بداية الاحتلال ، لدرجة لم يستغرب معها البعض احتمال ظهور صفقة ما في المستقبل حول ضمان إيران مصالح أمريكا وإسرائيل في العراق ، مقابل التزام الصمت تجاه برنامجها النووي. فمعروف أن أهم أهداف الغزو الأمريكى للعراق في 2003 كان بجانب السيطرة على النفط هو حماية أمن إسرائيل وبالفعل تعزز أمن إسرائيل بعد تدمير أمريكا القدرات العسكرية العراقية وبعد إنهاء أي قدرة على تهديد ذلك العدو عقب قرار الحاكم المدنى الأمريكى السابق للعراق بول بريمر حل الجيش العراقي بكافة أسلحته الجوية والصاروخية والبرية والبحرية ، ولم يتوقف الأمر عند تعزيز أمن الكيان الصهيوني وإنما تحقق مافاق أحلام إسرائيل وبات التغلغل الصهيوني في العراق حقيقة لا شك فيها. لقد كانت أول ثمرة قطفها الصهاينة من وراء احتلال أمريكا وبريطانيا للعراق هي إنهاء العراق كقوة إقليمية لايُستهان بها، أما الثمرة الأخرى فتمثلت في الاختراق الاستخباراتي للعراق أرضاً وإنساناً، حيث أنشأت الصهيونية فرعاً للموساد في بغداد لتنفيذ مهام خطيرة تتعلق باغتيال العلماء العراقيين ، بالإضافة إلى تهيئة الأرضية الخصبة لاحتمال إعلان دولة كردية في شمال العراق بعد الانسحاب الأمريكي. فقد ذكرت صحيفة "إيديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في 5 ديسمبر 2004 أنه تم إرسال عشرات الخبراء العسكريين الإسرائيليين لتدريب أطراف عراقية في قاعدة عسكرية شمال العراق وبناء مطار دولي في منطقة أربيل، ونشرت الصحيفة صورة ولافتة للمطار وأمامه وحدة أمنية متنقلة . وكشفت الصحيفة حينها معلومات سبق أن ترددت كثيراً وحاول مسئولون عراقيون إنكارها تفيد بأن الشركات الإسرائيلية تغلغلت في العراق، وتعمل بصورة سرية، وتحمل أسماء متعددة للتمويه، فيما أكدت معلومات أخرى أن شبكات الموساد عملت على إثارة الفتن الطائفية والمذهبية، ونفذت عمليات إرهابية ضد المدنيين، محاولة تشويه صورة المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي وتشويه صورة الإسلام والمسلمين على حد سواء. وفي 2006 ، ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن مايسمى حكومة كردستان العراق على استعداد تام لافتتاح قنصلية إسرائيلية في مدينة أربيل في المستقبل القريب. مأساة الفلوجة فاقت كارثة هيروشيما وناجازاكي وبجانب ما سبق ، فإن ما يضاعف من مأساة بلاد الرافدين أيضا أن حصاد أكثر من ثماني سنوات من الاحتلال الأمريكي لم تقف عند التداعيات الكارثية السابقة التي حولت العراق ذى التاريخ الحضارى الكبير إلى بلد ضعيف وممزق وفريسة للعبة الصراع والتحالفات بين طهرانوواشنطن وتل أبيب ، وإنما امتدت أيضا إلى أمور لن تمحى آثارها النفسية والبيئية والصحية لعقود حتى وإن نجح العراقيون من التخلص من المؤامرة الثلاثية السابقة. فقد أكد خبراء عراقيون في 28 يوليو 2010 أنه يستحيل أن يولد إنسان متكامل الصفات في العراق حتى بعد ثلاثة أجيال بسبب تأثيرات إشعاعات اليورانيوم المخصب الذي خلفته حربا 1991 و2003. وأشار الخبير العراقي منجد عبد الباقي إلى وجود حوالي مائة موقع ملوث هو عبارة عن خردة أسلحة ومخلفات في جنوبي العراق ، محذرا من أن الإصابات السرطانية في مناطق جنوبي العراق ربما تنتقل بعد ذلك إلى الوسط والشمال خلال سنوات قريبة. وتابع أن بريطانيا والولاياتالمتحدة استخدمتا في الحربين أسلحة مصنعة من مادة اليورانيوم المخصب بكميات هائلة لم يسبق أن استخدمت في حرب سابقة في العالم. وفي 8 أغسطس 2010 ، تكشفت أبعاد الكارثة أكثر وأكثر عندما نشرت قناة "الجزيرة" صورا بشعة من الفلوجة لأطفال أبرياء مشوهين دفعوا ثمنا فادحا لأطماع المحافظين الجدد والصهيونية العالمية في السيطرة على الثروة النفطية العراقية. بل وكشفت دراسة أشرف عليها الطبيب كريس باسبي من جامعة أولستر في أيرلندا الشمالية ونشرتها صحيفة " الإندبندنت " البريطانية في 24 يوليو 2010 أن الزيادة في معدلات الوفيات في أوساط الأطفال والإصابة بالسرطان واللوكيميا بمدينة الفلوجة التي تعرضت في 2004 للقصف والحصار الأمريكي لأسابيع للقضاء على المقاومة فاقت المعدلات المعروفة في هيروشيما وناجازاكي اللتين قصفتا بقنبلة نووية عام 1945. كما جاء في رسالة بعث بها أطباء ومهندسون وعلماء بيئة عراقيون إلى الأممالمتحدة في 2009 أن مواليد الفلوجة بعد 2004 أصبح أغلبهم يولدون بدون رؤوس أو برأسين أو بعين واحدة في وسط الجبهة أو بأعضاء ناقصة وأغلبهم يموتون بعد فترة قصيرة من ولادتهم، ومن يعش منهم تزد عنده نسبة الأمراض السرطانية ومنها سرطان الدم "اللوكيميا". والخلاصة أن حصاد ما يقرب من تسع سنوات من الديمقراطية المزعومة التي بشر بها جورج بوش العراقيين إبان الغزو هي حالات سرطان وتشوهات خلقية وجرائم اغتصاب وتعذيب لا حصر لها ، بالإضافة إلى تقديم بلاد الرافدين على طبق من ذهب لإيران .