اعترف جيش الاحتلال الأمريكي في العراق اليوم الأحد بمقتل أربعة من جنوده وإصابة خامس في انفجار عبوة ناسفة بعربتهم بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد ليصل عدد القتلى الأمريكيين بحسب ما أعلن الاحتلال نفسه إلى 21 جنديا خلال أسبوع واحد . ويأتي ذلك بينما أعلن تنظيم "دولة العراق الإسلامية" أنه تمكن من إسقاط مروحية للاحتلال الأمريكي جنوب بغداد ما أدى لمقتل جميع من كان على متنها. وقال بيان التنظيم – بحسب وكالة "فرانس برس" - إن جنود دولة الإسلام أسقطوا مروحية من نوع بلاك هوك جنوب ولاية بغداد بفعل سلاح الدفاع الجوي المطور وقتل جميع من كان على متنها. وكان جيش الاحتلال الأمريكي قد أعلن يوم الخميس الماضي بتحطم مروحية أمريكية في جنوب بغداد, وقال: إن أربعة من طاقمها أصيبوا فقط بجروح وتم إخلاؤهم لتلقي العلاج. عسكري بريطاني يعتبر احتلال العراق مشروعا منكوبا لم يحصد إلا الموت أحد قادة صدام يؤكد بسالة الجيش العراقي في مواجهة قوات الاحتلال الأميركيون استعملوا قنابل نيوترونية بمعركة المطار في ليلة احتلال بغداد وقال الجيش إن مروحية أمريكية تحطمت في جنوب بغداد وكان على متنها تسعة أشخاص هم أفراد الطاقم ومسافرون مضيفًا أنه فتح تحقيق في الحادث. وذكرت السلطات العسكرية الأمريكية في وقت سابق أنها تحقق في معلومات مفادها أن إحدى مروحياتها أسقطت في مدينة قريبة من بغداد. وتصاعدت مؤخرًا العمليات التي تستهدف الطائرات الأمريكية, ونجحت عدة فصائل عراقية في إسقاط العديد من مروحيات الاحتلال وكبدته خسائر فادحة في الأرواح. ورغم أن الجيش الأمريكي يتعمد إخفاء خسائره, وخاصة فيما يتعلق بإسقاط طائراته التي يعزوها إلى خلل فني أو ظروف جوية, فقد اضطر إلى الاعتراف بإسقاط 7 من مروحياته ب"نيران معادية" خلال الفترة ما بين 20 يناير و18 فبراير الماضيين. وفي الوقت الذي يتكبد فيه جيش الاحتلال خسائر فادحة يومية على يد المقاومة يشهد الداخل الأمريكي احتقانا سياسيا حيث ازدادت حدة الانتقادات للحرب في العراق. فقد حثت الناشطة الأمريكيَّة المعارضة لحرب العراق سيندي شيهان الرئيس الأمريكي جورج بوش على إنهاء ذلك الجنون في العراق وذلك في مسيرة توجهت إلى مزرعة بوش وشيهان معارضة شديدة للحرب منذ مقتل نجلها الجندي كايسي في العراق عام 2004م. وعبَّرت شيهان أيضًا خلال المسيرة عن خيبة أملها في الديمقراطيين الذين يسيطرون على الكونجرس حاليًا لإخفاقهم في وقف الحرب. وعلى نفس السياق فقد أعلن قائد عسكري سابق في قوات الحرس الإسكتلندي التابعة للجيش البريطاني كان قد خدم ضمن قوات الاحتلال في كل من العراق وأفغانستان أنه يعتزم إصدار كتاب الأسبوع القادم يفضح فيه خسارة المملكة المتحدة في هاتين الحربين. وكان القائد العسكري السابق ليو دوخيرتي البالغ من العمر 30 عامًَا قد تعرض لانتقادات رسمية قبل ستة أشهر بعد أن شن هجومًا على كبار قادة الجيش البريطاني بسبب حالات الإخفاق الشنيعة في التعامل مع الأوضاع في كل من العراق وأفغانستان. وأشارت صحيفة "الإندبندنت" إلى أن القائد ليو ترك الجيش في سبتمبر الماضي أعلن عزمه على إصدار كتاب باسم صحراء الموت يتحدث فيه عن الأخطاء الكارثية للجيش البريطاني في حربي العراق وأفغانستان. واعترف ليو دوخيرتي- الذي يتكلّم خمس لغات، من بينها العربية والباشتو والذي أصبح قائدًا في الجيش البريطاني منذ عام 2001 وخدم في البصرة جنوب العراق في نوفمبر عام 2004 - بأن جميع الضباط العسكريين المدنيين في الجيش البريطاني كانوا يدركون أن العراق خال تمامًا من أسلحة الدمار الشامل وأنهم كانوا على يقين من أن هذا الكلام مجرد ذريعة لشن الحرب. وقال إنني أعلم أن هناك آلاف الجنود البريطانيين في العراق يعيشون تحت تهديد المخاطر العظيمة طوال الوقت، ويموتون من أجل مشروع منكوب ورغم ذلك فإنهم لا يتجرءون على قول الحقيقة. وفيما يتعلق بخدمته في أفغانستان أوضح دوخيرتي أنه لعب دورًا جديدًا عليه من خلال اختياره كضابط مرافق ومترجم للعقيد تشارلي ناجس، قائد فريق قوات الاحتلال البريطانية بمنطقة هيلمند في أفغانستان. وذكر أنه وبعد فترة قصيرة من وصوله إلى أفغانستان تلقى أوامر عسكرية بضرورة التحرك لفرض السيطرة على بلدة سانجين مشيرا إلى أن اقتحام سانجين كان طلبًا مفاجئًا ولم نكن مستعدين لمثل هذه العملية على الإطلاق، ولكنني كنت مأمورًا بالتحرك الفوري لإقناع جنودي بكيفية إنجاح مهمة مستحيلة مثل هذه، وبينما كنا نقترب من هذه المنطقة انهالت علينا النيران من كل مكان ولم نتمكن حتى من رؤية الجهة التي تستهدفنا بالنيران. وفي هذا الإطار قال الرئيس البوليفي "إيبو موراليس" أنه لا يحق لشخص كالرئيس بوش أن يتحدث عن حقوق الإنسان والقوات الأمريكية ما زالت موجودة بالعراق. وطالب "موراليس" من بوش الانسحاب أولاً من العراق قبل أن يخوض في الحديث عن حقوق الإنسان سوء في أمريكا اللاتينية أو على الصعيد العالمي. وقد جاءت تصريحات الرئيس البوليفي بعد تقرير أمريكي تضمن الإشارة إلى بعض المشاكل الداخلية في بوليفيا، غير أنه لمح بأن الرئيس "إيبو موراليس" منذ تسلمه السلطة أظهر احترامه لحقوق الإنسان من خلال بعض القوانين التي سنها، لكنه يتعين عليه خلق مساحة أكثر فيما يتعلق بحقوق الإنسان، ومواصلة تلك الخطوات. وفي تطور آخر قال القائد السابق للحرس الجمهوري العراقي الفريق أول سيف الدين الراوي إن قوات الاحتلال الأمريكي استخدمت قنابل نيوترونية ضد الجيش العراقي إبان معركة المطار عام 2003. وقال الراوي في الذكرى الرابعة لاحتلال بغداد إن الأسلحة النيوترونية التي استعملها جيش الاحتلال تقتل البشر وتحرق الأجساد تماما, لكنها تبقي الأسلحة والأبنية سليمة. وأضاف القائد العسكري العراقي أن الجيش الأمريكي استخدم أيضا في معركة المطار قنابل تزن تسعة أطنان وقنابل فوسفورية حارقة قادرة على إحراق منطقة عمليات بحجم سرية, إضافة إلى عوامل تشل القدرة. وأكد قائد الحرس الجمهوري العراقي أن الجنود العراقيين الذين قال إنهم كانوا من قوات النخبة، قاتلوا حتى الموت ولم ينج أحد منهم خلال تلك المعركة التي جاءت قبل أربعة أيام من استكمال القوات الأميركية احتلال بغداد. وكانت معركة المطار مرحلة فارقة في غزو العراق، وظلت تفاصيلها غامضة بعد أن تكتمت الولاياتالمتحدة على مجرياتها، فيما لم ينج أحد من العراقيين الذين شاركوا فيها ليروي أسباب الانهيار السريع للقوات العراقية خلالها. والقنابل النيوترونية سلاح ذري حراري وتكمن قوتها التدميرية في الكم الهائل من النيوترونات الحرة التي تولّد بواسطة تفاعل الهيدروجين, لكنها بدل أن تمتص يسمح لها بالنفاذ إلى الخارج, وقد جربتها الولاياتالمتحدة لأول مرة في صحراء نيفادا في 1962. وفي هذه الأثناء نفى الناطق باسم البيت الأبيض الاتهامات التي وجهها دبلوماسي إيراني إلى ضباط في الاستخبارات الأمريكية بالعراق بقيامها بتعذيبه أثناء احتجازه في العراق. وزعم الناطق الأمريكي بحسب موقع بي بي سي إن ما ذكره الدبلوماسي الإيراني جلال شرفي من دور للولايات المتحدة في احتجازه ليس سوى "حركات مسرحية" من طرف "آلة الدعاية الإيرانية". هذا وكان دبلوماسي إيراني أطلق سراحه الثلاثاء الماضي اتهم أمس الاستخبارات الأمريكية بتعذيبه. وقال جلال شرفي السكرتير الثاني في سفارة إيران في العراق إنه عذب بأشكال مختلفة بعد اختطافه في فبراير على أيدي مسئولين في وزارة الدفاع العراقية يمتطون عربات عسكرية أمريكية. وأضاف شرفي إنه استنطق على أيدي محققين يتحدثون العربية وآخرين يتحدثون الإنجليزية فهم أنهم من وكالة الاستخبارات المركزية وسألوه عن دور إيران في العراق ودعمها للمجموعات العراقية المختلفة. من جهة أخرى قال مسئول في سفارة إيران ببغداد: إن طهران تنتظر الرد على طلب لزيارة خمسة من دبلوماسييها تحتجزهم القوات الأمريكية بالعراق منذ نحو ثلاثة أشهر. أما سياسيا فقد ادعت الحكومة العراقية – الموالية للاحتلال – أن إيران رفضت السماح لطائرة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالمرور بأجوائها للبدء في جولته الآسيوية التي تشمل اليابان وكوريا الجنوبية. وزعم مستشار للمالكي أن طائرة المالكي دخلت المجال الجوي الإيراني الليلة الماضية مضيفا أن سلطات الطيران الإيرانية أمرت فجأة الطيار بالعودة. وأضاف أن الطائرة اضطرت للتوجه إلى دبي حيث بقيت أكثر من ثلاث ساعات, موضحا أنه لم يعرف بعد سبب منع طهران للطائرة من العبور. من جهتها أعلنت الخارجية اليابانية عن تأخير وصول المالكي إلى طوكيو حيث كان من المقرر أن تحط طائرته بعد ظهر اليوم. من جهة أخرى قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن مؤتمر دول جوار العراق سيعقد في مصر بعد أن كان من المقرر عقده في تركيا. وقال زيباري إن الحكومة العراقية اتفقت مع مصر والأمم المتحدة على عقد المؤتمر في مصر على المستوى الوزاري، ليكون مكملا للمؤتمر الذي عقد في بغداد على مستوى أقل في الشهر الماضي. وأوضح زيباري أن المؤتمر يهدف إلى تخفيف حدة التوترات الإقليمية وتشجيع الحوار بين الأطراف الدولية ودول الجوار. وأضاف أنه ستتم أيضا متابعة مقررات مؤتمر بغداد الذي عقد في العاشر من الشهر الماضي وحضرته الدول الخمس الكبرى والقوى الإقليمية خصوصا إيران وسوريا والسعودية ومصر وتركيا. وستدعى إلى مؤتمر شرم الشيخ الدول المجاورة للعراق إضافة إلى مصر والبحرين ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن ومجموعة الثماني الصناعية.