الامانة شعبة من شعب الايمان ولا شكّ أنّ للأمانة أهميّة كبيرة في الإسلام تبيّنها الآيات التي أشارت إلى وجوب العمل بها في القرآن الكريم، فقد قال -تعالى- في سورة النساء: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}. وفي الآيات التي تُشير إلى الفضل الكبير لمن حفظها، حيث قال -تعالى- في سورة المؤمنون: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ* أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ* الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. فقد قرن الله -تعالى- أداء الأمانة وحفظها بصفات وارثي جنّات النعيم في الآخرة. كما تكمن أهميّة الأمانة في الإسلام في كونها صفة اتّصف بها الأنبياء والرّسل، فقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حتّى قبل بعثته يُلقّب بالصّادق الأمين، وقد وصف الله -سبحانه- نبيّه موسى -عليه السّلام- بالقويّ الأمين على لسان ابنة الرجل المسن، حيث قال -تعالى- في سورة القصص: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}. وقد بيّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الارتباط الوثيق بين الأمانة والإيمان في الحديث الصّحيح الذي رُوي عنه: "لا إيمانَ لمن لا أمانةَ لَهُ، ولا صَلاةَ لمن لا طُهورَ لَهُ، ولا دينَ لمن لا صلاةَ لَهُ، إنَّما موضِعُ الصَّلاةِ مِنَ الدِّينِ كموضعِ الرَّأسِ منَ الجسَدِ".