عندما تمر بشارع رياض الذي يعتبر من أشهر الشوارع التجارية بمدينة أسيوط سوف تشد انتباهك ويثار اندهاشك من وجود فتاة صغيرة ترتدي الجلباب و"الكزلك" في قدميها وتضع "السكاكين" في جيب الحزام وتمسك "الساطور" في يديها لتساعد والدها في أعمال الجزارة داخل محلهم الشهير بهذه المنطقة دون أي خوف من هذه المهنة الشاقة التي لا تزال حكراً على الرجال خاصة في الصعيد ؛ إنها "ملك زين" الجزارة الصغيرة التي لم تتعدى ال 15عاماً كسرت العادات والتقاليد ونجحت في خطف الأضواء وإثبات نجاحها وقدرتها على مواجهة التحديات بكفاح وقوة وصلابة رغم صغر سنها. حيث تبدأ حديثها مع "الوفد" بكلمات بسيطة تملأها السعادة "الشغل مش عيب .. وفخورة بهذه المهنة التي توارثتها أباً عن جد" وتروي حكايتها من البداية وتقول "من صغري وأنا عندي 4 سنين وكنت أشاهد والدي أثناء عمله فى محل الجزارة مع جدي وأخوالي وأحيانا أنزل معهم السلخانة من الساعة 5 صباحاً احضر معهم واشاهدهم أثناء الذبح وتجهيز الذبيحة ونقلها إلى المحل ، وخطوة بخطوة فهمت وتعلمت ومع الممارسة العملية بدأت أفهم أكثر تفاصيل المهنة لحد ما شربت الصنعه مثل أي جزار موضحة أنها كانت تبكي عندما كان والدها يأخذ منها السكين خوفاً عليها في البداية إلا أن جدها شجعها على التعلم حيث قال لها "لا تخافي حتى لو اتصبتي من السكين كملي طريقك .. كلنا اتصبنا و أخدنا بالنا بعد كده واتعلمنا" حتى كانت البداية في عيد الأضحى حيث ارتديت ملابس الجزارين (الجلابية و الكزلك والسكاكين في جنبي) وقمت بأعمال (الذبح والسلخ والتقطيع وتنظيف الأحشاء "السقط" ، وغيرها) مؤكدة على حبها لهذا العمل؛ لأنه عمل أسرتها وعائلتها التي تفتخر بها أمام الجميع. وأوضحت الجزارة الصغيرة أنها حلمها وطموحها أن اكون "مضيفة طيران مشهورة؛ لذا فهي تحرص على الذهاب إلى مدرستها، مضيفة :"استكمل دراستي وأذهب للمحل لمساعدة والدي لأني ابنته الوحيدة بعد وفاة شقيقتي الصغري في حادث موتوسيكل حيث إني أحاول التوفيق بين دراستي وعملي لافتة إلى أن زملائي وأصحابي والمعلمين يعلمون أنني أعمل جزارة مع والدي وأحياناً يأتي أحدهم ليشتروا اللحوم من المحل عندنا موضحة أنها لم تواجه إلى الآن مضايقات أو تحرش من أي نوع والحمدلله مشيرة إلى التشجيع الذي تلاقيه من الزبائن أثناء عملها فضلاً عن الدعوات بالستر وكرم الله وزيادة وبركة في الرزق رغم اندهاش الكثير منهم أنني أعمل في هذه المهنة و ارتدى الجلباب وأقوم بالذبح. وطالبت "مالك" أي فتاة لديها حلم أو تجد لنفسها فرصة عمل مهما كانت صعبة وشاقة و مخالفة للعادات والتقاليد أن تبدأ فوراً دون التقييد بحواجز وهمية وأن تكسر كافة العراقيل والكلمات المحبطة التي يضعها بعض الأشخاص بمحيطها موجهة الشكر والعرفان لوالدها وجدها الذين ساعدوها في تحقيق حلمها وشجعوني على إثبات نفسي وأعطوني الفرصة أن أفعل ما أريد وعلموني الكثير عن الذبح وغيره