فتحية بسيوني أحمد، وشهرتها نورا، امرأة صعيدية، كانت دليلًا على " جدعنة الصعايدة"، خاصة السيدات منهم، بعد أن امتهنت مهنة شاقة ، لايمتهنها إلا الرجال، لمساعدة والدها المريض، لتكون شاهدًا على التربية السليمة التي ما زالت تسير عليها حتى بعد وفاتها. المعلمة نورا الجزارة، كما يُطلق عليها هنا في قنا، هي صاحبة 26 عامًا، ومقيمة بقرية المحروسة في قنا، عزباء، وهي أصغر أشقائها البالغ عددهم 6 جميعهم متزوجون، تحدت العادات والتقاليد خاصة هنا في الصعيد الذي تحكمه القبلية، وبدأت في مساعدة والدها في محل الجزارة. المهنة الشاقة بدأتها المعلمة نورا، منذ صغرها، حيث كانت تذهب مع والدها في محل الجزارة، تراه يمسك بسكينته وساطوره لتقطيع اللحوم، وبيعها للزبائن، فضلأ عن وجهه البشوش، في التعامل مع المواطنين. بدأت نورا الطفلة الصغيرة، في أن تمسك الساطور والسكين، كنوع من اللهو في محل والدها، إلا أنها بعد فترة قليلة، بدأت في أن تنتهج منهج والدها في العمل، خاصة بعد أن بلغت الحادية عشر من عمرها، وأصيب والدها بوعكة صحية أدت إلى وفاته، وأصرت على الاستمرار في العمل داخل محل والدها ولم تتوقف بعد، لتصبح أول جزارة في قنا ، تتحدى العادات والتقاليد. ترى المعلمة نورا، أنها فخورة بعملها، في هذه المهنة الصعبة، التي توارثتها عن أبيها، مشيدة بمساعدة أهلها وأشقائها لها، في شراء المواشي لذبحها وبيعها، متمنية من الدولة توفير محل خاص لها، حيث أن هذا المحل الذي تعمل فيه ملك لشقيقها. اللواء أشرف الداودي، محافظ قنا ، كرمها ومنحها شهادة تقدير ومكافأة مالية تقديرا لجهودها في ممارسة الجزارة ، مؤكدا أن فتحية بسيونى نموذج مشرف لسيدات محافظة قنا التي تحدت العادات والتقاليد لتعمل في مهنة والدها لتساعد اشقائها في مهنة الجزارة التي جرت العادة ان يعمل بها الرجال فقط .