يعتبر المخرج الكبير علي عبد الخالق أحد رواد السينما المصرية والعربية وظلت أعماله علامة بارزة في تاريخها مثل أفلام "العار - جري الوحوش - إعدام ميت» للراحل أحمد زكي و«أغنية علي الممر" الذي نال العديد من الجوائز العالمية. أعرب علي عبدالخالق عن تفاؤله الكبير بمستقبل مصر والسينما المصرية وقال إن يوم الرابع من ديسمبر هذا العام يعتبر يوما مشهودا في تاريخ مصر ويؤكد أن الشعب سيظل شامخا أمام الحكم الديكتاتوري وهذا ما يبشر بمستقبل جيد، ويؤكد أن وقوف الحاكم أمام رغبة شعبة هو بداية طريق نهايته، وهذا ما حدث مع الرئيس السابق حسني مبارك وأشار الي أن العصر السينمائي القادم لمصر هو عصر التقدم والازدهار والجوائز العالمية. أما عن المشهد السياسي الحالي لمصر والاستفتاء علي الدستور ومستقبل الفن والسينما المصرية خلال الفترة القادمة فكان معه هذا الحوار: في البداية ما تفسير المشهد السياسي الحالي لمصر من وجهة نظرك؟ - بالرغم من جميع الأحداث المؤسفة التي نمر بها حاليا وأحداث العنف وسفك الدماء التي نرفضها جميعا فإنه من وجهة نظري المستقبل القادم سيكون أفضل للغاية وما نمر به حاليا هي طبيعة سياسية لكل بلد يريد التقدم والقضاء علي الديكتاتورية والفساد وهذا ما حدث مع معظم دول العالم الحديث في بداية التغيير وما يبشرني بمستقبل جيد هو الشكل الذي ظهر عليه الشعب المصري يوم الرابع من ديسمبر الماضي عندما نزل جميع فئات الشعب أمام قصر الاتحادية لرفض الإعلان الدستوري وعلي حسب ما تناولته وكالة «رويترز» العالمية أن عدد المتظاهرين امام القصر كان قد وصل الي 2.5 مليون متظاهر ومن المؤكد أن هذا الحدث يبشر بمستقبل جيد ويقول إن مصر يوجد بها شعب سيظل صامدا أمام الفساد والديكتاتورية ولن يسمح بإهانة بلده أو القضاء عليه مهما كان من يقف أمامه ولكن سنمر بفترات صعبة طوال المرحلة القادمة ولكن المستقبل القادم سيكون أفضل للشعب والبلد ان شاء الله. وما تقييمك للاستفتاء علي الدستور الجديد حتي الآن؟ - الصورة الواضحة حاليا بعد انتهاء مرحلة التصويت هو ان النتيجة تسير في اتجاه «نعم» وأعتقد أن السبب في ذلك هو أن الشعب المصري يعاني نسبة كبيرة من الأمية تصل الي 40% وأكثر وهذا ليس موجودا في معظم دول العالم وفي الحقيقة جماعة الإخوان المسلمين اعتمدت علي نسبة الأمية الكبيرة في توجيه الشعب الي الموافقة علي الدستور بالاضافة الي الجبهة الأخري التي عملوا عليها وهي إقناع كل من لاعلاقة له بالسياسة بالموافقة علي الدستور من أجل عودة الاستقرار من جديد ولكن لابد أن نتعامل مع الموقف بهدوء إذا جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وأن نؤكد للعالم بالكامل وليس للحكومة فقط أن الاستفتاء الحقيقي علي الدستور كان في الرابع من ديسمبر عند نزول جميع طوائف الشعب بمختلف الأعمار للتنديد بالاعلان الدستوري. هل تعتقد أن هذا الاستفتاء يتسم بالنزاهة والشفافية بالرغم من وجود العديد من المعلومات التي تؤكد أن العديد من لجان الاستفتاء أشرف عليها معلمون وموظفون وليس قضاة؟ - أعتقد أن هذا الاستفتاء يشوبه شبهة التزوير بعد أن ظهر العديد من الصور للجان الاستفتاءات توضح أن من يشرف عليها ليسوا بقضاة ولكن هذا التزوير لن يكون واضحا في النتيجة بشكل كبير، وذلك لأن معظم طوائف الشعب خرجت في اليوم الاول للاستفتاء لتقول «لا» وهذا ما أكده معظم الناخبين في العديد من اللجان ولكن ما يجعلني أقول إن النتيجة في سيرها للموافقة علي الدستور هو أن محافظات المرحلة الأولي التي كنا نعتمد عليها خرجت نتيجتها مخالفة لما نريده ومازلنا نأمل في رفض الدستور ولكن ننتظر إعلان النتيجة النهائية للاستفتاء. ما تفسيرك لهجوم أنصار الشيخ حازم أبوإسماعيل علي مقر حزب وجريدة «الوفد» في اليوم الاول للاستفتاء علي الدستور؟ - هذا الهجوم كان رسالة للإعلام، بعد أن فضح هذه الجماعة عند محاصرتهم لمدينة الإنتاج الإعلامي واعتدائها علي الإعلاميين والمخرج السينمائي خالد يوسف ويعلمون أن هذه الرسالة ستصل الي الفضائيات، وأيضا كانت رسالة لتهديد المعارضة التي تقف حائلا بينهم و بين الموافقة علي الدستور، ولكن هذا الاسلوب مرفوض تماما ولابد من محاسبة كل من ساهم في هذا الاعتداء وتقديمه للقضاء. وسط هذه الاحداث والمشهد السياسي المتخبط، كيف تري مستقبل السينما المصرية؟ - السينما المصرية ستحصل علي دعم جديد وفكر جديد بعد أن علم الفنانون مدي ثقافة الشعب وأعتقد أن الفيلم المسيء للرسول أثبت ان السينما لها دور كبير في إثارة وتحريك الشعوب بالرغم أنه فيلم قصير وسيئ للغاية لا يتمتع بأي امكانيات ولكنه أثار الشعوب الإسلامية بالكامل، ولذلك أعتقد أن القادم للسينما سيكون جيدا وسنحصل علي العديد من الجوائز العالمية لأننا نتمتع بمجموعة من أفضل الفنانين والمخرجين والمؤلفين ولكن ما ينقصنا هو دعم الدولة ولكن في المستقبل سيلتفت الحاكم الي ضرورة تدعيم السينما. وكيف تراها في ظل نوعية من الافلام مثل «عبده موتة»؟ - هذه النوعية من الأفلام جاء نجاحها لخلو الساحة الفنية لعدم وجود جو ملائم للعمل وأيضا بسبب برامج التوك شو التي اصابت المشاهدين بصدمات نفسية وعصبية وبالتالي ذهبوا لفن الاستعراض والرقص. ما الجديد في مشروعاتك السينمائية؟ - بعد مشاهدتي للفيلم المسيء للرسول حضرتني فكرة جيدة لمخاطبة المجتمعات الغربية والتعرف عليها، فقمت بالاتصال بنقيب السينمائيين مسعد فودة واتفقت معه علي مشروع 10 أفلام قصيرة تتراوح مدتها من دقيقة وخمس دقائق يقوم بتنفيذها مجموعة من المخرجين الشباب ونعرض خلال هذه الأفلام مشاكل الشباب والمجتمع المصري السياسي وبالفعل تحمس للمشروع واتفقنا مع عدد من المخرجين الشباب الذين أري فيهم قدرا كبيرا من الموهبة والاجتهاد مثل علي إدريس ورامي إمام وسامح عبدالعزيز وكاملة أبوزكري ولكن مع اشتعال الأحداث قمنا بتأجيل هذه المشروع حتي هدوء الأوضاع.