بقلم ضياء حسني تنعقد حاليا لجنة تسمي لجنة الأوسكار وهي لجنة تابعة لمهرجان القاهرة السينمائي لترشيح الفيلم المصري الذي من المفترض أن يخوض سباق الترشيح لجوائز الأوسكار كأحسن فيلم أجنبي ، وقد خلف مهرجان القاهرة المركز الكاثوليكي في وظيفة ترشيح الأفلام المصرية التي من المفترض أن تخوض السباق من أجل الحصول على جائزة أوسكار. و بالطبع قلوبنا مع تلك اللجنة الميمونة التي تواجه حيرة شديدة في اختيار فيلما مصريا واحد ليمثل مصر في هذا السباق من اجل الأوسكار من بين التحف المصرية التي عرضت العام الفائت ، و هي حيرة نأسف على اللجنة منها ، و في نفس الوقت نخاف أن يكون في خيارتهم ظلم لأحدى تلك التحف السينمائية .... لأنه في النهاية يجب اختيار تحفة واحدة و بالتالي حتما سيتم ظلم التحف الأخرى من أعمال أحمد حلمي و عادل أمام و محمد سعد و غيرها من التحف السينمائية التي أنعم الله بها على الجمهور المصري . كما يجب أن أنصح اللجنة الموقرة أن تشاهد الكثير من الأعمال السينمائية الأجنبية التي أنتجت في السنوات العشر الأخيرة حتى لا تقع اللجنة ( لا قدر الله ) في خطأ اختيار فيلما مصريا مسروق عن أصل أجنبي حتى لا تكون فضيحتنا بجلاجل كما يقول أبناء الشعب من البسطاء. هذا الانبهار بجائزة الأوسكار ومحاولة تقليده في مهرجاناتنا المتعددة و بالذات عبر محاولة تقديم استعراض فني من الرقص و الغناء في ليلة افتتاح المهرجانات ، و كأننا أمام افتتاح مهرجان للفنون الشعبية و ليس مهرجان للسينما ، لا يقابله أي رغبة منا في صنع سينما متميزة على الأقل تصلح للترشيح للأوسكار . هذا بالطبع باستثناء محاولة وزارة الثقافة و وزيرها في صناعة أفلام متميزة تصلح لتمثيل مصر في المهرجانات العالمية ، و أن كانت قد المحاولة الأولي قد فشلت مع فيلم المسافر فأن هذا الفشل ليس سوى الفشل الأول و أن شاء الله سيكون النجاح هو حليفنا في المحاولات القادمة . لا يهم بالطبع ما أنفق على تجربة فيلم المسافر و لا ما سينفق مستقبلا لأننا سنصل في يوم من الأيام ، و ألا ما كان شادي عبد السلام قد نجح في تعريف العالم بالسينما المصرية مع فيلم المومياء بالرغم من محاربة الجميع له ، و لا كانت دول مثل الفلبين و تشاد قد نجحت مؤخرا في انتزاع سعفات مهرجان كان السينمائي الأخير و بالرغم من أن تاريخهم السينمائي لا يصل إلي خمس تاريخ مصر السينمائي، و لا نجحت فلسطينالمحتلة بالحصول على جائزة الجولدن جلوب مع فيلم " الجنة الآن " و لا كانت السينما الإيرانية " المحجبة على حد قول البعض " و المتعصبة قد نالت هذا التقدير العالمي . من الواضح أن ملايين وزارة الثقافة التي صرفت على تجربة المسافر تم توجيهه في الطريق الخطأ ..... فيجب أن يتم توجيهه في الطريق السليم في المحاولة التالية ، حيث يجب علينا أولا استنساخ مخرج كشادي عبد السلام ثم بعد ذلك نقوم بإنتاج عمل سينمائي للمخرج المستنسخ و أن شاء الله سيكون التوفيق من نصيب الوزارة و الوزير و مصر. من الواضح أن هذا الانبهار بالأوسكار و بالعالمية ليس هو شعور جميع العاملين في مجال السينما و ذلك من بعد أن أعلنت لجنة الأوسكار منح المخرج العالمي و أحد رموز الموجة الجديدة جان لوك جودار أوسكار خاص عن مجمل أعماله ، و لكن اللجنة لم تنجح حتى الآن في التوصل للمخرج لدعوته لاستلام الأوسكار الفخري عن مجمل أعماله. وقد تمت محاولة الاتصال بالمخرج الكبير تليفونيا و عبر الفاكس و البريد الإليكتروني و لكنه لم يجيب . و من المعروف أن المخرج الكبير صاحب إسهام كبير في صناعة السينما الذهنية الملتزمة بأحداث العالم السياسية و متمرد كبير على صناعة السينما الهوليودية و تكنيك السينما التقليدية ، و أنه كان من أول المدافعين عن استقلال الجزائر من خلال أفلامه التي ظهرت في تلك الفترة منها فيلمه الشهير ( الجندي الصغير 1960 ) و أنه يعد من أكبر مندد بالاستعمار الأمريكي و الهيمنة الامبريالية الأمريكية و قدم مؤخرا فيلما يحمل اسم "الاشتراكية " في مهرجان كان السينمائي في دورته السابقة . لكن ما يخصنا نحن العرب فلنا أن نتذكر أن جان لوك جودار هو أول سينمائي غربي صنع فيلما عن القضية الفلسطينية مع فيلمه ( ثورة حتى النصر ) الذي قام بتصويره على الأراضي الفلسطينية عام 1970 ، كما أنه قاطع مهرجان حيفا الإسرائيلي من بعد أحداث قافلة فك الحصار عن غزة ، و قد أتهم جودار بتهمة المعادة للسامية عدة مرات لوصفة الفلسطينيين بكونهم ضحايا المحرقة الجدد لدولة إسرائيل. يترقب الجميع نتائج اختفاء جان لوك جودار و هل سيحضر مراسم التكريم أم لا ، و في حالة حضوره لهذه الاحتفالية ينتظر الجميع خطابه عند استلام الأوسكار الخاص ، حيث أشتهر جودار بخطاباته النارية ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية. سيتم مع جودار تكريم كل من المخرج الأمريكي الكبير فرنسيس فورد كوبلا و الممثل الكبير إليي والاش ( الطيب و الشرس و القبيح )، سيحصل كوبلا على جائزة خاصة كمنتج و قد سبق له الحصول على خمس جوائز اوسكار في مجال الإخراج و كتابة السيناريو . ستقام الاحتفالية يوم 13 نوفمبر بقاعة " كودك " و من المعروف أن الوحيدة التي حصلت على جائزة أوسكار خاصة دون حضورها كانت الممثلة الأمريكية الكبيرة " أودري هيبورن " و ذلك لوفاتها قبل مراسم التكريم . جوائز الأوسكار الخاص ستتم بعيدا عن جوائز الأوسكار الأصلية و التي يتم تصويرها و نقلها تليفزيونيا. صرح بعض المقربين من المخرج الكبير بأنه قال " لقد أصبحت عجوزا و كبير في السن و لا أعتقد أن سأركب الطائرة من أجل قطعة من الحديد " . أقترح على اللجنة الموقرة أن تقنع وزارة الثقافة بشراء قطعة الحديد تلك من جان لوك جودار طالما لا يرغب فيها و قد تكون تلك هي الطريقة الوحيدة لحصول مصر على تمثال أوسكار ، و كل عام و أنتم بخير كاتب وناقد بالأهرام