تمت المرحلة الأولى من عملية «الاستفتاء» على دستور «الغريانى» أو دستور أحزاب «الإسلام السياسي».. أو «دستور آخر الليل».. أو.. «دستور اللامواطنة المصرية» ومهما كانت «الصفة» وبصرف النظر عن «شرعية» مسودة الدستور وعن «ما حدث» على مدى يوم المرحلة الأولى فلا شك أن هناك دروساً لقنها «الشعب المصري» لجميع اللاعبين على المسرح السياسى وهى دروس «تنفع المؤمنين» وأقصد «المؤمنين بمصر الوطن» وهم كثيرون..!! أول الدروس المستفادة أن «فصيل الغالبية» لا يستطيع أن يفرض إرادته على الشعب المصرى الأصيل ذى «التاريخ النضالى» الضخم، فهناك دائماً «أغلبية» من المصريين تنتفض فى مواقع الخطر لتقول للغزاة «قف من أنت..؟!!» ولتأكيد هذا الدرس أذكركم بأن نسبة من صوتوا فى الاستفتاء – فى جولته الأولى – لم تتعد 30% من إجمالى من لهم حق الاستفتاء وأن النتائج التى أعلنت حتى الآن – مع تناسى الطعون عليها – أوضحت أن أقل من 57 % من الناخبين صوتوا بنعم.. أى أن نسبة من وافقوا على «الدستور المقترح» لم تتعد 17 % من إجمالى من لهم حق الإدلاء بأصواتهم..!! هل هذه النسبة تعبر عن إرادة «شعب مصر»..؟! ثانى الدروس المستفادة أن «السلطة» – مع افتراض وجودها – لا تستطيع أن تسير فى إجراءات يشوبها الكثير من «العوار» دون أن « تتعرى» أى أن الرأى العام المصري.. أصبح قادراً على كشف « ملاعيب شيحة» مهما كان شكلها ومهما كانت أدواتها ومهما كانت محاولات إخفائها ولو حتى فى «سوبر ماركت» أو فى «ورقة دوارة» أو فى «تواجد داخل اللجان» أو فى حالة «الفرز» الخفي..!! يا قوم.. عيب عليكم هذا «العوار» فتوبوا إلى الله فإن «أحب الناس عند الله.. التوابون»..!! ثالث الدروس - وهو من أخطرها – أنه لا ضمان لنزاهة أى عملية انتخابية إلا من خلال إشراف «قضائى كامل وشامل» أى أن الضمان هو «القضاء المصرى الشامخ».. الذى تعرض «لسعار» غير مسبوق على الرغم من أنه «قضاء» مشهود له بالتميز على مستوى العالم، خاصة أن مواقفه «دروس» فى حد ذاتها ضد البطش.. والظلم.. والتزوير.. والقهر.. ليس فقط خلال فترة النظام السابق بل منذ أيام «المحاكم المختلطة» التى شهدت «مواقف وطنية» مُثلى فى مواجهة السيطرة الاستعمارية..!! والآن دور «اللجنة القضائية العليا المشرفة على الاستفتاء «لتقول.. قولة الحق.. مهما كان المتضرر من ذلك «الحق».!! تحية إجلال وتقدير – على الأقل من « مصرى مخضرم» - لكل رجالات القضاء الكبار والشباب..!! رابع هذه الدروس المستفادة... يتمثل فى أن «الإرهاب» و«التخوين» و«إشعال الحرائق» وإطلاق «الرصاص والخرطوش والمولوتوف».. كل هذا لا يخيف «أبناء مصر» بل يشد من عزائمهم ويقوى من صفوفهم...!! أقول هذا لمن حرضوا... ولمن نفذوا.. « اغتيال شهيد الصحافة ابن سوهاج البار.. ولمن حرضوا.. ولمن نفذوا..» المحاولة فاشلة «لاغتيال الصحافة الحرة ممثلة فى ذلك الهجوم الهمجى على حزب الوفد.. وجريدته.. الحزب الذى أسسه «سعد زغلول» بتكليف من الشعب المصري.. والذى استمد قوته طوال ما يقرب من قرن من الزمان من «وطنيته المصرية» وليس من خلال «الميليشيات» أو «المرتزقة». أقول للمحرضين.. وللمنفذين «ثكلتكم أمهاتكم»، أما الشهداء فهم «أحياء عند ربهم يرزقون»!! يا صحافة مصر.. ويا إعلام مصر.. أكملوا مسيرتكم.. الله يرعاكم.. ومصر تحتضنكم.. والمصريون يدعون لكم..!. والآن يأتى دور «همسات» فى أذن الرئيس والجماعة: لا تعاندوا.. ولا تقاوموا مسيرة التاريخ.. ولا تغلبوا أية مصالح على مصالح «الشعب المصرى حصرياً» لقد آن الأوان لأن تعيدوا النظر فى بعض «أيديولوجياتكم» فى منهجكم.. ذلك ضرورة حتمية إذا أردتم أن تستمروا جزءاً من «نسيج» مصر الغالية..! مازال الوقت.. متاحاً. فى إطار ما سبق لابد أن تعترفوا «بالمواطنة المصرية» وبأن المسرح العالمى حجزت «مصر» لنفسها موقعاً فيه، كل ما هو غير مصر.. يرد فى «المرتبة الثانية».. بصراحة..!! وبمزيد من الصراحة أقول لكم إن (85) مليون مصرى لن يتحولوا إلى «نسخة» «مستنسخة» من (1.5) مليون فلسطينى فى غزة، فارق كبير.. ليس فقط فى «الكم» وإنما أيضاً – وبالدرجة الأولى – فى «الكيف». ثم أقول لجموع المصريين – من غير أتباع «السمع والطاعة» - وبصراحة: وقفتكم فى المرحلة الأولى.. مصدر فخر واعتزاز من كل من يحب مصر.. ويريد لها مستقبلاً مبشراً مملوءاً ب «العيش» «الحرية» «العدالة الاجتماعية»..!! فقط عليكم أن تكثفوا جهودكم.. وأن تعملوا على وقف العوار كلية. ابتعدوا عن «التعالى» و«المعاندة» و«تكفير» الغير..! فأنتم لستم فى حاجة لمثل هذه الألاعيب..! حاولوا – قدر الاستطاعة – هداية غيركم من المصريين.. فكلنا خيوط فى نسيج واحد.. وأنتم يجب أن تعملوا من أجل «دعم» هذا النسيج. لا تفزعكم محاولات «الفتنة الطائفية».. هذه «الفتنة» التى تحولت أخيراً – على لسان بعض قيادات «الجماعة» – إلى سلاح للإرهاب «ولإملاء «الإرادة» ولتغييب «المواطنة، المسلمون والأقباط شركاء فى مصر.. فى التضحيات.. وفى الحقوق والواجبات، نحن جمعياً نعيش متساوين على أرض مصر وتحت علم مصر..!!» الفتنة الطائفية «لم تفلح قديماً وسوف تفشل الآن.. وفى كل الأوقات..! «فزاعة»..لهم.. وليس لأبناء مصر الأوفياء. وأخيراً – وليس آخراً – أقول لمن يملكون القرار «رضاء.. أو.. قسراً».. راجعوا موقفكم.. وكفوا عن محاولات «تلميم» السلطات «وألاعيب السياسة» و«الاستحواذ الكامل».. فوراً ودون تردد، فإن مصر «تختنق» اقتصادياً..!! إن الاقتصاد المصرى بلغ مرحلة «الاحتياج لقبلة الحياة»..!! ليس الأمر «مستحيلاً» ولكنه يتطلب: نوايا حسنة.. رؤى واقعية.. سياسات سليمة.. ثم – وهو الأهم – «الالتزام بمصلحة مصر حصرياً وأبناء مصر حصرياً. لدينا القدرة.. ولدينا الإمكانات.. ولدينا الكفاءات والخبرات.. ولدينا الشباب القادر وعالى التصميم..! لا ينقصنا سوى «التعقل» و«إعمال العقل» و«الانتماء الكامل لمصر»..!! هل فهمتم..؟! ثم هل وعيتم..؟!. وفى كل المواقف.. ومهما كانت الظروف.. دعونا نسير فى «مسيرة الشعب المصرى» ونحن نهتف معاً «مصر فوق الجميع... وتحيا مصر... ولسوف تحيا».