18 يونيو 2025.. أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة اليوم    18 يونيو 2025.. الدولار يرتفع 32 قرشا أمام الجنيه مع بداية التعاملات    الرقابة المالية تصدر القواعد والمعايير المهنية لقيد ومزاولة نشاط الوساطة في التأمين أو إعادة التأمين    مسئول إيراني: الضرر قد يلحق بعدد كبير من دول الجوار إذا استهدفت إسرائيل منشآتنا النفطية    انخفاض الحرارة وأمطار.. تفاصيل حالة الطقس في مصر حتى الأحد 22 يونيو    ضبط 14 مركزا لعلاج الإدمان بدون ترخيص والقبض على 15 مشرفا ومسئولا    المنصورة.. تركيب رادارات ولوحات إرشادية على الطريق الدائري لتقنين السرعات    الصحة: إصدار أكثر من 18 مليون قرار علاج على نفقة الدولة خلال 5 سنوات    وزير الدفاع الإسرائيلى: سنقصف رموزا سيادية وحكومية إضافية فى إيران قريبا    «جوتيريش» يطالب بالتحقيق في «قتلى الجوع» بغزة.. ويشدد على ضرورة إدخال المساعدات    قنصل مصر في نيويورك يدعم بعثة الأهلي    رئيس "ضمان جودة التعليم" يستقبل وفد الهيئة الليبية    ب«34 خلسة».. إطلاق حملة لضبط وصلات مياه الشرب المخالفة بدمياط الجديدة (تفاصيل)    تراجع جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل تعاملات جلسة الأربعاء    تحرير 576 مخالفة لعدم ارتداء «الخوذة» وسحب 906 رخص خلال 24 ساعة    نتيجة الشهادة الإعدادية فى 7 محافظات بالاسم ورقم الجلوس    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 5 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    ترامب يؤجل حظر تيك توك للمرة الثالثة بتمديد جديد لمدة 90 يومًا    الموت يفجع الفنانة هايدي موسى    رئيس جامعة أسيوط يترأس اجتماع مركز استشارات الحاسبات لبحث تطوير الخدمات الرقمية    إنقاص الوزن وزيادة النشاط.. ماذا يحدث لجسمك عند تناول مشروب الكمون والليمون صباحًا؟    المعركة بدأت.. ومفاجأة كبرى للعالم| إيران تعلن تصعيد جديد ضد إسرائيل    تركي آل الشيخ يكشف كواليس زيارته لعادل إمام    "فات الميعاد" يتصدر المشاهدات وأسماء أبو اليزيد تشارك أول لحظات التصوير    بحضور رئيس جامعة حلوان.. رسالة علمية عن "منير كنعان" بمجمع الفنون والثقافة    صحة إسرائيل: 94 مصابا وصلوا إلى المستشفيات الليلة الماضية    تداول 11 الف طن بضائع و632 شاحنة بموانئ البحر الأحمر    «زي النهاردة».. وفاة قديس اليسار المصرى المحامى أحمد نبيل الهلالي في 18 يونيو 2006    نائب وزير الصحة تزور قنا وتشدد على تنفيذ برنامج تدريبي لتحسين رعاية حديثي الولادة    الهلال ضد الريال وظهور مرموش الأول.. مواعيد مباريات اليوم في كأس العالم للأندية 2025    طريقة عمل الحجازية، أسهل تحلية إسكندرانية وبأقل التكاليف    تياجو سيلفا: فلومينينسي استحق أكثر من التعادل ضد دورتموند.. وفخور بما قدمناه    وكيل لاعبين يفجر مفاجآت حول أسباب فشل انتقال زيزو لنادي نيوم السعودي    الإيجار القديم.. خالد أبو بكر: طرد المستأجرين بعد 7 سنوات ظلم كبير    "أدوبي" تطلق تطبيقًا للهواتف لأدوات إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي    «رغم إني مبحبش شوبير الكبير».. عصام الحضري: مصطفى عنده شخصية وقريب لقلبي    الرئيس الإماراتي يُعرب لنظيره الإيراني عن تضامن بلاده مع طهران    مؤتمر إنزاجي: حاولنا التأقلم مع الطقس قبل مواجهة ريال مدريد.. ولاعبو الهلال فاقوا توقعاتي    نائب محافظ شمال سيناء يتفقد قرية الطويل بمركز العريش    غادة عبدالرازق راقصة كباريه في فيلم «أحمد وأحمد» بطولة السقا وفهمي (فيديو)    إسرائيل تهاجم مصافي النفط في العاصمة الإيرانية طهران    كوريا الجنوبية تمنع توتنهام من بيع سون لهذا السبب!    التفاصيل الكاملة لاختبارات القدرات لطلاب الثانوية، الأعلى للجامعات يستحدث إجراءات جديدة، 6 كليات تشترط اجتياز الاختبارات، خطوات التسجيل وموعد التقديم    مينا مسعود: السقا نمبر وان في الأكشن بالنسبة لي مش توم كروز (فيديو)    جاكلين عازر تهنئ الأنبا إيلاريون بمناسبة تجليسه أسقفا لإيبارشية البحيرة    الشيخ أحمد البهى يحذر من شر التريند: قسّم الناس بسبب حب الظهور (فيديو)    ألونسو: مواجهة الهلال صعبة.. وريال مدريد مرشح للتتويج باللقب    سي بي إس: لا يوجد توافق بين مستشاري ترامب بشأن إيران    نجم سموحة: الأهلي شرف مصر في كأس العالم للأندية وكان قادرًا على الفوز أمام إنتر ميامي    جدال مع زميل عمل.. حظ برج الدلو اليوم 18 يونيو    الجبنة والبطيخ.. استشاري يكشف أسوأ العادات الغذائية للمصريين في الصيف    الأبيدى: الإمامان الشافعى والجوزى بكيا من ذنوبهما.. فماذا نقول نحن؟    المنيا خلال يومين.. حقيقة زيادة أسعار تذاكر قطارات السكك الحديدية «التالجو» الفاخرة    العدل يترأس لجنة لاختبار المتقدمين للالتحاق بدورات تدريبية بمركز سقارة    اللواء نصر سالم: الحرب الحديثة تغيرت أدواتها لكن يبقى العقل هو السيد    فضل صيام رأس السنة الهجرية 2025.. الإفتاء توضح الحكم والدعاء المستحب لبداية العام الجديد    الشيخ خالد الجندي يروي قصة بليغة عن مصير من ينسى الدين: "الموت لا ينتظر أحدًا"    أمين الفتوى يكشف عن شروط صحة وقبول الصلاة: بدونها تكون باطلة (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القضاة يرفضون «ستر عورات» الدستور.. والإخوان يبحثون عن «ورقة توت»

شائعة رفع بدل الإشراف إلى 20 ألف جنيه إهانة لكرامة القضاء المصرى
الخضيرى: الوضع حرج والدستورية ستوقف الاستفتاء
سعيد الجمل: الشرفاء، يرفضون «دس السم فى العسل» والمسودة مليئة بالعوار

مصر تحبس أنفاسها، وتتأهب للاستفتاء على دستور، مازال بعيدًا كل البعد عن التوافق الوطنى، وفى المشهد الراهن، ثمة مليونيات تنطلق، هنا تؤيد، وهناك تعارض.
الدعاية الحاشدة ل«نعم»، تزعم أن الدستور سيحقق شرع الله، فيما يؤكد معارضو الدستور أن هذه الدعاية محض هرطقات لا أساس لها من الصحة. فالمادة الثانية ليست مستحدثة، وهى موجودة بنصها فى «دستور 71»، وما يدعيه الإخوان المسلمون محاولات للتغرير بالبسطاء.
الكنيسة والصحفيون والأطباء ومعظم أساتذة الجامعات والدبلوماسيون والمثقفون المستنيرون يرفضون الدستور، والأخطر من هذا كله أن القضاة يرفضونه، ويؤكدون أنهم لن يشرفوا عليه.
رفض القضاة تمرير دستور يعتريه العوار، ويعادى الحريات، ويحوّل مصر إلى سجن كبير، يأتى حسب قولهم، حفاظًا على مكتسبات الثورة، لكن الذين يريدون أن يرتدى دستورهم «على سبيل التنكر» لباسًا شرعيًا، لم يقفوا مكتوفى اليدين، فأعلنوا أن مكافأة كل قاضٍ سيشرف ستصل إلى 20 ألف جنيه.. ولا عجب، فماذا تكون العشرين ألفًا أمام أطنان الزيت والسكر والمواد التموينية؟
إنه إذن دستور التغرير بالشعب، والرشاوى وإلباس الذئب ثياب الحمل.. ولا بأس من أن يتاجر الإخوان بالدين، فهذا لا يخالف شرع الله، كما جاء فى تصريح أحمق لأحد قيادات الجماعة.
اندلع غضب القضاة وشبت الحرب بينهم وبين مؤسسة الرئاسة، مع الإعلان الدستورى، أو بالأحرى الديكتاتورى، الذى نسف استقلالية مؤسسة القضاء المصرية، وأعلن القضاة تعليق عملهم بالمحاكم، وامتنعوا عن الإشراف على الدستور، الأمر الذى يسقط عنه «ورقة توت» يحاول التيار الداعم له أن يدارى بها عوراته.
ومع رفض القضاة الإشراف، أخذ طباخو الدستور، ينشرون الشائعات بأن انقسامًا حادًا بدأ يدب وسطهم، وشرعوا يزعمون أن قطاعًا كبيرًا منهم قرر شق الصف والإشراف على الدستور، وهو ما يخالف الحقيقة، ذلك أن نحو 15 نادى قضاة من أصل 19 ترفض الإشراف، هذا مع ملاحظة أن الأندية التى أعلنت موافقتها على الإشراف هى التى انقسمت لأن قطاعًا كبيرًا من أعضائها تشبثوا بعدم الخروج عن الإجماع.
وعمومًا لم يخرج عن إجماع القضاة، إلا أصحاب الميول الإخوانية، حيث يقول المستشار محمود الخضيرى، نائب رئيس محكمة النقض الأسبق، ورئيس اللجنة التشريعية بمجلس الشعب المنحل: يجب على جميع قضاة مصر «الشرفاء» الإشراف على الدستور الجديد حتى يتم العبور بالبلاد إلى بر الأمان، مشيرًا إلى أن رفض القضاة الإشراف، سيؤدى إلى أن توقف المحكمة الدستورية عملية الاستفتاء، ما سيؤدى إلى إعاقة حركة البلاد.
ويرفض الخضيرى أن يكون رفع مكافأة القاضى للإشراف إلى 20 ألف جنيه، وسيلة لحثهم على تغيير موقفهم، قائلا: هذه تحليلات لا أساس لها من الصحة.
ويرى أن مشاركة الإخوان فى الإشراف على الدستور، سيضرب شرعية الدستور فى مقتل، إلا إذا أصدر الرئيس إعلانًا دستوريًا بذلك. موضحًا أن لجنة الانتخابات الرئاسية انتهت من اتخاذ الإجراءات اللازمة، وقررت اللجنة فى حال امتناع جموع القضاة، اعتماد نظام المجمعات الانتخابية والتى من خلالها يقوم القاضى بالإشراف على أكثر من لجنة.
ويؤكد المستشار سعيد الجمل، رئيس محكمة الاستنئاف الحالى، أن جموع القضاة الشرفاء، يرفضون سياسة «دس السم فى العسل»، قائلًا: إن الدستور بصورته الحالية لا يليق بالشعب المصرى بعد الثورة، فهو أحادى، وضعه فصيل يريد شرعنة مساعيه للسيطرة على كل شىء.
ويقول: لا يوجد إعلان دستورى يقضى بإشراف أساتذة الجامعة على الاستفتاء، وهذا كلام أجوف لا ينتمى للقانون من قريب أو بعيد، ولو تم الاستفتاء بدون القضاة، وحظى بنعم سيظل دستورًا باطلًا، من وجهة نظر القانون.
ويعارض المستشار حسن أحمد عمر الخبير بالقانون الدولى إشراف القضاء على الاستفاء على الدستور، لأن الإخوان -حسب رأيه - يريدون استغلال القضاة لمنح دستور، لم يتوافق الشعب عليه، شرعية وهمية.
ويؤكد أن المكافآت التى تعرضها اللجنة العليا للانتخابات، تعتبر محاولة رخيصة لإغراء القضاة، وهذه إهانة مرفوضة، إهانة للقضاء المصرى واستخفاف بهيبته وكرامته.
ويقول المستشار محمود اليمانى، رئيس النيابة الإدارية بالمنصورة: إن إعلان أغلبية القضاة رفضهم الإشراف على الانتخابات، وبعد موقفهم من الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس، فإنهم يؤكدون نزاهتهم وحرصهم على مستقبل مصر، واصفًا شائعة رفع مكافأة الإشراف إلى 20 ألفا لكل قاضٍ بالشائعة الرخيصة التى لا يجدر الاهتمام بها.
وردا على سؤال حول إشراف «قضاة من أجل مصر» على الاستفتاء يقول: لا يتجاوز عدد هؤلاء القضاة 500 قاضٍ، وأن الإشراف يتطلب أكثر من 12 ألف قاضٍ ومستشار، وهناك محاولات «مفضوحة» للترويج بكبر كتلة قضاة من أجل مصر خلافًا للحقيقة.
ويوافقه الرأى المستشار حسين سليم، رئيس النيابة الإدارية بالمنيا، الذى يصف الكلام عن رفع المكافأة بالشائعات ويقول: على مروجى هذه الشائعات ألا يتوهموا أن بوسعهم شراء القضاة الشرفاء. مطالبًا الرئيس بأن يحقن الدماء، لأن هذا الدستور سيكون دستورًا ملوثًا بالدماء حسب وصفه.
ويقول محمود على «مدير النيابة الكلية بالشرقية بشمال الزقازيق»: إن النيابة الإدارية بالزقازيق تتكون من 8 قضاة ومستشارين لن يشارك منهم سوى قاضٍ واحد، وقد أرسل القضاة فاكسات باسم كل قاضٍ، على حدة، تؤكد موقفهم الرافض. واصفًا الإعلان الدستورى بالاعتداء الغاشم من السلطة التنفيذية على السلطة القضائية.
ويؤكد أن ما تسرب عن رفع مكافأة الإشراف دفع عدد كبيرًا من القضاة، نحو التشبث بموقفهم الرافض، لأنهم وجدوا فى الأمر إهانة وقحة، ومحاولة لشراء ضمائرهم. موضحًا أن قضاة من أجل مصر، خرجوا عن إجماع القضاة، وأصبحوا لا يمثلون إلا أنفسهم.
ويشدد المستشار عبدالله قنديل، رئيس مجلس إدارة نادى مستشارى هيئة النيابة الإدارية، على رفض الجمعية العمومية للنادى الإشراف على الاستفتاء على مشروع الدستور، ورفض كل ما جاء فى الإعلان الدستورى، فيما عدا القرار الخاص بصرف المستحقات المالية للمصابين فى الثورة. مشيرًا إلى أن قرار الرفض جاء بناء على استطلاع آراء أعضاء النيابة الإدارية والجمعية العمومية للنادى، التى انتهت إلى هذا القرار بأغلبية ساحقة.
ويقول: لا يمكن أن نقبل الإشراف على دستور يصنع ديكتاتورًا جديدًا ويؤسس دولة الظلم والطغيان، مشيرًا إلى أنه إذا تم الإشراف على الاستفتاء من غير القضاة، فلا يجوز العمل به. موضحًا أن هناك أعضاء بالنيابة العامة والإدارية ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، ويؤيدون الاستفتاء على الدستور، ولا يمكن أن نحجر على آرائهم، ولكن مثل هؤلاء يعلمون تماما أنهم أقلية وسط القضاة وسوف يحاسبهم التاريخ على موقفهم.
ويقول الخبير القانونى الدكتور عمرو أبو الفضل: إن جمعيات القضاة العمومية اتخذت موقفًا رافضًا، وهناك بعض الهيئات القضائية أعلنت موقفها مثل: النيابة الإدارية، وهيئة قضايا الدولة، بالإضافة إلى اتجاه النائب العام لمخاطبة النيابات لمعرفة من يرغب من أعضاء النيابة العامة فى الإشراف.
ويضيف الباحث بمركز الجمهورية للدراسات السياسية: «من المهم الإشارة إلى أن الإعلان الدستورى الأول حدد أنه يجب الإشراف القضائى على الاستفتاء، ويمكن للرئيس الجمهورية بما أنه يملك السلطة التشريعية أن يقوم بتعديل بسيط، يسمح بالاستعانة بأى هيئة أخرى تتيح إجراء الاستفتاء، إذن لن تكون هناك مشكلة».
ويتابع حديثه: «سيكون هناك عدد من القضاة الموافقين على الإشراف، وهؤلاء عددهم ليس بالقليل، وأيضًا يمكن استكمال هذا العدد من خلال أعضاء أى هيئة أخرى، يرى الرئيس أنها مناسبة وتتمتع بالحيدة والنزاهة».
ويوجه المستشار مصطفى عبدالفتاح تركى نائب رئيس محكمة النقض اعتذارا إلى شعب مصر، كونه لا يمكن أن يشارك فى تحمل هذه الأمانة التاريخية، واصفا مسودة الدستور بصيغتها الحالية، بأنها بوابة للدخول إلى ظلمات دامسة، وهذا الدستور جاء لقيطا بلا شرعية، لأن الجمعية التأسيسية التى وضعته مطعون عليها.
ويقول: مسودة الدستور «حُبلى» بأفكار هدامة خبيثة انتقامية طائفية فئوية إقصائية تفصيلية، لا يستطيع المواطن البسيط كشفها، وهناك خداع تحت عنوان كاذب اسمه «حماية الشريعة»، فكيف يطمئن القاضى إلى عمل انفرد بوضعه فصيل دون غيره من طوائف الشعب ووُضع بليل وبذل الباطل كل ما فى وسعه واستعمل كل وسائله ليحول بين القضاء وقول الحق فى أمره؟.
كما تساءل: كيف يأمن القاضى على وصول صوتك الحر المبنى على فهم مسبق لمواد المسودة، فى ظل تعمد خداعه وتضليله من على المنابر؟.
ويوضح المستشار حازم بباوى أن تعليق القضاة العمل بالمحاكم ورفضهم الإشراف يأتى ردا على محاولات انتزاع سلطتهم، وسوف تعقد الجمعيات القضائية اجتماعات لبحث إجراءات تصعيدية فى حال الإبقاء على الإعلان الدستورى
وإجراء الاستفتاء على الدستور فى موعده.
ويؤكد المستشار عبدالناصر محمد أن كل محكمة قد عقدت جمعية عمومية وقررت بالإجماع عدم الإشراف القضائى على الاستفتاء الدستورى والإبقاء على تعليق العمل بالمحاكم بناء على ما وصل إليه اجتماع الجمعية العمومية لمحكمة استئناف القاهرة.
كما يؤكد نائب رئيس مجلس الدولة والمتحدث الرسمى ب«مجلس الدولة» المستشار محمد عبدالعليم أن أعضاء مجلس الدولة رافضون الإشراف على الاستفتاء، وأن أحدا لا يستطيع إجبار أى مستشار بالإشراف على الانتخابات دون إرادته موضحا أن معظم المؤيدين تراجعوا عن موقفهم بعد شائعة رفع أجر الإشراف ومحاولة تشويه صورة القضاة فى نظر الشعب ومحاولة إثارة الغضب الشعبى ضد القضاة، موضحا أن المكافأة لن تتعدى 3500 جنيه.
ويقول ردا على سؤال حول شرعية إشراف أساتذة الجامعات: إن الإشراف القضائى بنهاية حكم مبارك انحسر على اللجان العامة فقط، وذلك لتسهيل عملية التزوير، بينما بعد عصر مبارك جاء تعديل مادة الإشراف، من ضمن المواد المعدلة باستفتاء شعبى، ولن يستطيع رئيس الجمهورية عمل إعلان دستورى إلا باستفتاء شعبى لشرعية إشراف أساتذة الجامعات على الانتخابات.
ويقول الدكتور عادل عامر أستاذ القانون العام، الخبير بالمعهد العربى الأوروبى للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية: إن الاعتداء على القضاء ودهس حصانته بصورة غير مسبوقة وصولا إلى وقوف جحافل أمام باب المحكمة الدستورية لفرض الأمر الواقع، يمثل إهانة لا يمكن ابتلاعها، واصفا الدعوة لإجراء الاستفتاء، بمحاولة للضحك على الذقون، وتمرير دستور نصف الليل، رغم ما يعتريه من عوار قائلا: إن القضاة لن يشاركوا فى هذه الجريمة ضد الشعب المصرى.
ويؤكد أن الأيام القليلة المقبلة ستحسم الجدل، خاصة أن الصورة الكلية مرتبكة، ولا أحد يستطيع أن يحدد إلى أى اتجاه ستنتهى الأمور، لكن فى رأيى أن الاستفتاء سيتم بإشراف قضائى تام. مشيرا إلى أن ما صدر عن مجلس القضاء الأعلى هو إرشاد للقضاة بالإشراف على استفتاء الدستور، وما أصدره نادى القضاة مجرد توصية بعدم الإشراف، ولا هذا ولا ذاك ملزم للقضاة المستقلين بحكم قانون السلطة القضائية، والإعلان الدستورى الوحيد المستفتى عليه ووافق عليه الشعب لم ينص على إلزام القضاة بالإشراف على الاستفتاء، وإنما نص على أن يتم بإشرافهم.
ويقول: إن الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس يتناقض مع الإعلان الأول بعد الثورة، الذى استفتى عليه الشعب، ومن ثم، فوجهة النظر القانونية، هى أن الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس، يعتدى على أعلى محكمة فى مصر دون أن يحرك أحد ساكنا، فالقضاة يبررون عدم الإشراف لعدم التأكد من حمايتهم والخشية من التدخل فى استقلالهم.
ويضيف: إن التزام القضاة بتوصية نادى القضاة عدم الإشراف، ترجع إلى الالتزام الأدبى، لأن النادى منتخب من قبلهم، والدستور اختار القضاة للإشراف على الانتخابات والاستفتاءات لضمان حسن سير العملية الانتخابية دون إلزامهم بهذا الإشراف.
ويتابع: المجتمع الدولى لن يعترف بالاستفتاء إذا من غير القضاة، لأن الإشراف القضائى مؤشر على النزاهة، والمجتمع المصرى يؤمن بالنتائج النهائية لأى استفتاء يشرف عليه القضاة دون غيرهم، ومن غير هذا لن تصبغ الشرعية المجتمعية والدولية على الدستور فى حالة جاءت النتيجة ب«نعم».
كما لا يجوز قانونا إجراء الاستفتاء على الدستور على أكثر من مرحلة لأن الاستفتاء كالانتخابات الرئاسية تجب فيها وحدة التصويت للناخبين.. وإجراؤه على مراحل سيؤدى إلى التأثير على أصوات الناخبين فى المراحل التالية للمرحلة الأولى.
ويقول: إن المادة «61» من قانون السلطة القضائية تبيح للجمعيات العمومية للمحاكم عدم الموافقة على ندب القضاة إلى أى عمل آخر، سواء قضائى أو غير قضائى بما فيها الإشراف على الاستفتاءات أو الانتخابات.
وتشترط لانتداب القضاة، موافقة ثلاث جهات على الندب وهى القاضى نفسه، والجمعية العمومية للمحكمة التى يعمل بها، ومجلس القضاء الأعلى وهو الذى يصدر باسمه قرار الندب، فإذا اتخذت الجمعية العمومية لأى محكمة قرارا بمنع انتداب القضاة من الإشراف على الاستفتاء، فلن يجد القاضى أمامه حلا، سوى الانصياع لقرار الجمعية العمومية، حتى لو موافقا بشكل شخصى على الندب.
ويتابع: إن هناك همسا بين القضاة بعضهم البعض، للجوء إلى تلك الحيلة القانونية، لأن القانون نص على أخذ رأى الجمعية العمومية للمحكمة التى يعمل بها القاضى، ومن هنا فطبقا لتفسير القانون يصبح رأى الجمعية العمومية ملزما للقضاة.
ولا يمكن لمجلس القضاء الأعلى أو أية جهة فى الدولة أن تجبر قاضيا على أن يشرف على الانتخابات أو يفعل شيئا خارجا عن إرادته، كما أن مجلس القضاء الأعلى من حقه أن يعلن قراراته لكن ليست من سلطاته أن يجبر قاضيا بالإشراف أو أداء عمل ليس قابلا له.
ويقول: إن مفهوم الإشراف القضائى الكامل على الانتخابات أو الاستفتاءات مفهوم غير دقيق فى الواقع لأن النص الذى أورده الإعلان الدستورى الأول جعل عمليات الاقتراع والفرز فيما يتعلق بالانتخاب أو الاستفتاء تجرى تحت إشراف القضاة وأعضاء من هيئات قضائية ترشحهم مجالسهم العلُيا.
إنفوجراف
*أسفرت نتائج التشاور بين القضاة على الإشراف على الاستفتاء، عن رفض أكثر من 90% منهم للإشراف.
*قضاة القاهرة أعلنوا الرفض بالإجماع وقرر نادى قضاة الإسكندرية مواصلة تعليق العمل والاتفاق بالإجماع عدم الإشراف على الاستفتاء.
*رفض قضاة كفرالشيخ بالإجماع الإشراف على الاستفتاء باستثناء قاضيين ورفض 90% من قضاة المنوفية و95% من قضاة أسوان الإشراف فيما رفض 108 قضاة بالفيوم من أصل 161.
*جاء رفض قضاة المنصورة بالإجماع.. وفى بورسعيد بلغت نسبة الرفض 90% ووصلت فى طنطا إلى 93%.
قضاة من أجل مصر: رفض الإشراف يدعم الفلول
الحركة تتهم الزند بتأجيج الفتنة بين السلطة التنفيذية والقضائية
اتهمت حركة قضاة من أجل مصر القضاة الذين يرفضون الإشراف على الدستور بأنهم يدعمون الفلول، ما يجعلها تسير فى معية الإخوان الذين أصبحوا يوزعون هذه التهمة بكرم بالغ على كل معارضيهم مؤخرا.
وصرح المستشار وليد الشرابى المتحدث باسم حركة قضاة من أجل مصر بأن حركته هى الوحيدة التى لم يتغير موقفها من الاستفتاء منذ الإعلان الدستورى قبل الأخير.
وأكد أن المجالس العليا للهيئات القضائية الأربعة أعلنت موقفها بالموافقة على الاستفتاء مشيرا أنه طبقا لقانون السلطة القضائية وقانون هذه الهيئات «المجالس القضائية» الخاصة بالقرار هى المختصة الوحيد بندب القضاة على الاستفتاء فهذا يؤكد أن القضاء ليس عنده

الاعتراض على الإشراف.
أما عن مواقف الأندية فأكد أنها ليست المختصة بندب القضاة ومع ذلك أعلنت الأندية سواء بمجلس الدولة، «هيئة قضايا الدولة والنيابة الإدارية» الإشراف على الاستفتاء لا سيما بعد إلغاء الرئيس للإعلان الدستورى قبل الأخير.
وقال: إذا رأت القيادة السياسية أن الحالة تستدعى تولى جهة أخرى للإشراف فلا يوجد عائق قانونى لمنح القيادة لكن القيادة السياسية حريصة على توكيل هذه المهمة للقضاة، وأضاف شرابى أنه لا توجد مطالب محددة لحركة قضاة من أجل مصر فيما يخص الدستور الجديد.
كما شدد على أن القضاة يريدون أن يصل الشعب المصرى إلى حقه فى قبول أو رفض الدستور ولا يجوز لأى مجموعة سياسية أو حزب أن يفرض رأيه برفض الدستور أو قبوله بأى حال.
وزعم أن سبب الانقسام بين القضاة ما بين مؤيد ومعارض للإشراف هو نادى القضاة برئاسة المستشار أحمد الزند وأشار الشرابى إلى أن المستشار الزند يؤجج الفتنة بين القضاة والقيادة السياسية، ما أحدث حالة من الريبة لدى العديد من القضاة فى قرارات القيادة السياسية.
وأكد أن نادى القضاة تبنى موقفا سياسيا يدعم نظام ما قبل الثورة وأن موقفهم لن يتغير وسيظل على نهج محاربة النظام الحالى الشرعى ومحاولة إنتاج النظام السابق ولو بوجوه مختلفة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.