فى البداية لابد أن أحيى وأعتذر للصديق الإعلامى الكبير سليمان جودة صاحب عمود «خط أحمر» فى إحدى الصحف اليومية المحترمة.. خاصة وأن اللون «الأحمر» تحول حاليًا إلى اللون «القرمزى» سياسة واقتصاد!. وفى جميع الأحوال.. وبوصفى أنتمى إلى الجيل قبل الماضى – أوجه حديثى بالدرجة الأولى لأحفادى من الشباب البنين والبنات ممن ينتمون «حصريًا» لمصر.. على الرغم من أنف من يحاولون سلب هذا الشباب من القدرة على إعمال الفكر والتوصل ذاتيًا إلى قرارات.. تتجه كلها إلى «مصلحة مصر» ومصر فقط. الخط القرمزى الأول: على الرغم من أن «السلطة الحاكمة» – ولها أطراف متعددة ولكن.. رأس واحد – على الرغم من أنها تدرك تمامًا «العوار» الذى تتصف به الجمعية التأسيسية للدستور.. فإن الجمعية مازالت تلف وتدور.. وتموه.. بهدف إصدار «دستور أحادى» على الرغم من أن «دستورية الجمعية» من المؤكد أنه مطعون فيها.. إلا أن ما يلفت النظر أن إعلاناً يصدر عن الجمعية فى القنوات التليفزيونية يخاطب المواطنين ويقول لهم إن «مسودة الدستور» التى توصلوا إليها «تنفذ كل أحلامنا».. وقد فات كاتب الإعلان أومن أملاه أن المسودة سالفة الذكر إنما تعكس «كل كوابيسنا»..! أقول «للسلطة الحاكمة» مازال الباب مفتوحًا للتوبة والعودة إلى الطريق الحق.. فلا تغلقوه..!. الخط القرمزى الثانى: قدمت انتخابات بطريرك الأقباط الجديد.. العديد من الدروس من حيث: عدم الاقتتال على المقعد ذى القيمة - التنظيم الذى ساهم فيه رجال الأمن والمرور ثم الشباب المؤمن بمصر حصريًا - الشفافية المطلقة..! ولكن الحدث ما كان ليمر دون أن يحاول «البعض» التشويش أوالإيقاع أوالتفرقة.. فهناك من يسأل عن الذين أبعدوا من القائمة الأصلية.. وجاءهم الرد: هم جميعاً من الصالحين..!! وهناك من يسأل عما إذا كان البطريرك 118 القادم يستطيع أن يحل محل «البابا شنودة» وجاءهم الرد: لا يوجد من يحل «محل أحد» فلكل مزاياه.. والكنيسة تبقى.. والأقباط سيبقون بقيادة «الرجل الصالح» الذى سيتولى القيادة..!! وهناك من يسأل: ما أهم مهام البابا الجديد.. وجاءهم الرد: أولاً - تعميق الممارسة الديمقراطية فى الكنيسة من خلال مراجعة وتعديل لائحة 1957، ثانياً - تعميق ممارسة «المواطنة» فالأقباط شركاء وإخوتهم المسلمون فى كل شئون «مصر المحروسة» شركاء فى التاريخ وفى التضحية من اجل مصر وفى التطور والاقتصاد والتنمية وفى العدالة والديمقراطية..!! وليعلم «البعض» أن «الفتنة أشد من القتل» وعقوبة القتل هى «الإعدام».. هل فهمتم..؟! . ولابد هنا أن أحيى من جاءوا ليحضروا الانتخابات التمهيدية للبابا من رجال الدين الأقباط الاثيوبيين ومن أبناء مصر فى كل بلاد الدنيا..!! أهلا وسهلا.. نورتونا..!!. الخط القرمزى الثالث: «السلطة الحاكمة» ماضية فى «هوايتها» التى تتمثل فى.. «الصدام» وبالتالى اكتساب العداوة، صدام مع الثوار الحقيقيين.. صدام مع المثقفين.. صدام مع الفنانين.. صدام مع الفنانات.. صدام مع القضاء.. صدام مع الفلاحين.. صدام مع الإعلام..!! بل إن البعض يرى أنهم فى نهاية الأمر سيمارسون الصدام مع أنفسهم، أين تعلمتم هذه الممارسات التى لا تكسبكم سوى المزيد من عدم الرضا بل والكراهية..؟!! لقد تغلبتم على ميكيافيللى (الغاية تبرر الوسيلة)..!! إنكم – بما تفعلون – تنافسون «نيرون» الذى استمتع بحرق روما..!! أنسيتم أن ثورة 25 يناير قامت من أجل أهداف رفيعة من بينها الحرية والديمقراطية وأنها لم تقم.. ولن يعمل أبناء مصر.. من أجل بناء «ديكتاتورية» يمكن أن تكون من أسوأ أنواع الديكتاتورية..!! أفيقوا.. يا قوم قبل أن يسبق السيف العذل! الخط القرمزى الرابع: مرة ثانية وثالثة ورابعة.. أقول إن سياستنا تجاه الدولة الشقيقة ودول الجوار تحتاج إلى مراجعة بعيداً عن الايديولوجيات المتضاربة وبعيداً عن الارتماء فى بعض الأحضان.. بعد أن كان الجميع يرتمون فى أحضان مصر.. وبعيدا عن الاحتكارات العنصرية التى لا تخدم سوى «يعقوب» الذى فى نفسه «أغراض» وأكرر – وسوف أكرر – إن علاقاتنا يجب ألا يحكمها سوى مصالح مصر ( الدولة الأم.. والحضن الكبير ) ولذلك أقول: أهلاً بالإمارات العربية.. وأهلاً بالمملكة السعودية.. وأهلاً بالكويت وكذا أقول: لا لتهريب السلاح المتطور إلى مصر.. ولا لتسلل الإرهابيين والمرتزقة.. ولا لسرقة السولار والبنزين..!! إن الأمر يتصل اتصالاً مباشراً بالأمن القومى المصرى.. فلا تتبعوا سياسة تستهدف استنساخ «حلف بغداد جديد» مع اختلاف فى الأعضاء.. إن أمثال ذلك الحلف تفشل دائماً..!! الخط القرمزى الخامس: ماذا يحدث للاقتصاد المصرى من جراء فتاوى وادعاءات «مدمرة» من بعض من لا يعلمون ولا يدركون.. وعجبى (رحم الله ابن مصر صلاح جاهين)..!! تدمير السياحة (أحد المصادر الرئيسية للعملات الأجنبية ولخلق فرص عمل) أصبح واجباً وحتمياً، لماذا لا تأخذون بأمثلة ناجحة فى تركيا وأندونيسيا وماليزيا..؟ ثم يجيء دور البنوك الفاحشة التى يجب أن تتوقف عن التعامل مع النظام العالمى..!! لماذا لا تأخذون بأمثلة دول كالسعودية، حيث تعمل 9 من 10 بنوك بنظام «البنوك التجارية» لا تتفننوا فى إصدار ادعاءات وفتاوى تزيد من الجراح التى يعانى منها اقتصادنا فى كل جوانبه..!! ابتعدوا عن اقتصاديات الأزمنة السحيقة الماضية وكفاكم ما نحن فيه من غلاء وزيادة فى الفقر وارتفاع فى معدل البطالة و.. و..!! ماذا تريدون..؟! خطوط مؤلمة ولكن نسردها.. وسنسرد غيرها من أجل مصلحة مصر.. ومن أجل مستقبل مصر.. ومن أجل شباب مصر..!! وإذا طال الأجل فللحديث بقية.. فمصر فوق الجميع..!! وتحيا مصر.. تحيا مصر.. ولسوف تحيا