9 صور ترصد زيارة السيسي للنصب التذكارى للجندي المجهول    ندوة تثقيفية بجامعة الأزهر عن مبادئ القانون الدولي الإنساني.. صور    وزير الزراعة: أسعار الأعلاف حاليًا عادت إلى ما قبل الأزمة الأخيرة    بيان عاجل وزارة البيئة بشأن تأثير العوامل الجوية على جودة الهواء خلال الفترة المقبلة    أوكرانيا تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أطرافها    أبو عبيدة: الاحتلال الإسرائيلي عالق في غزة    وزير الدفاع الروسي: القوات الأوكرانية خسرت نصف مليون عسكري منذ بداية الحرب    حماة الوطن: التحالف الوطني نموذج فريد في تقديم الدعم الإنساني للأشقاء بفلسطين    حقيقة لحاق ياسر إبراهيم بمباراة العودة أمام مازيمبي    تطورات إصابة دي يونج في الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد    فانتازي يلا كورة.. سون رهان رابح.. وأفضل لاعبي توتنهام في آخر 6 جولات    وزير الشباب والرياضة يشهد ختام مهرجان سباق الهجن في العريش (فيديو)    جمال علام: أزمة «صلاح» و«العميد» «فرقعة» إعلامية.. و«مو» سيتواجد في معسكر المنتخب القادم| حوار    حالة الطقس غدا الأربعاء 24-4-2024 في محافظة الفيوم    ولادنا عايزين يذاكروا| الأهالي يطالبون بعدم قطع الكهرباء عن المنازل أسوة بالمدارس    النسب غير كافية.. مفاجأة في شهادة مدير إدارة فرع المنوفية برشوة الري    الإسماعيلية تتزين استعدادا للاحتفال بأعياد الربيع (صور)    هشام خرما يتعاون مع جوانا مرقص في كليب نروح لبعيد (فيديو)    الإسكندرية للفيلم القصير يشكل لجنة تحكيم نسائية احتفالا بالدورة العاشرة    إبداعات فنية وحرفية في ورش ملتقى "أهل مصر" بمطروح    قبل الامتحانات.. أطعمة تزيد التركيز وتقوي الذاكرة للأطفال    الكتاب.. مفتاح لعوالم لا حدود له | يوم الكتاب العالمي    شباك التذاكر.. «شقو» يتصدر و«فاصل من اللحظات اللذيذة» الوصيف    أحمد بلال البرلسي يطالب بضوابط واضحة لتغطية الجنازات والعزاءات (تفاصيل)    لتيسير تعامل الشركات على أسهم الخزينة .. "الرقابة المالية" تطور قواعد القيد    «الرعاية الصحية»: المرحلة الثانية للتأمين الصحي الشامل تبدأ في دمياط ومطروح    ترامب يهاجم جلسات محاكمته: وصمة عار وفوضى    وزير النقل وسفير فرنسا يتفقدان القطار الكهربائي الخفيف والخط الثالث لمترو الأنفاق    فيديو| فتح باب التصالح على مخالفات البناء.. أبلكيشن لملء البيانات وتفاصيل استعدادات المحافظات    موجة حارة وعاصفة ترابية- نصائح من هاني الناظر يجب اتباعها    محافظة الجيزة تزيل سوقا عشوائيا مقام بنهر الطريق بكفر طهرمس    رئيس جامعة عين شمس يبحث مع السفير الفرنسي سبل تعزيز التعاون الأكاديمي    فتح أبواب متحف السكة الحديد مجانا للجمهور احتفالا بذكرى تحرير سيناء    محافظ بوسعيد يستقبل مستشار رئيس الجمهورية لمشروعات محور قناة السويس والموانئ البحرية    وزير العدل: تشكيل لجنة رفيعة المستوى لوضع مشروع قانون ينظم استخدامات الذكاء الاصطناعي    التصريح بدفن جثة طفلة سقطت من أعلى بأكتوبر    محافظ المنيا: تنظيم قافلة طبية مجانية في مركز أبو قرقاص غدا    دار الإفتاء: شم النسيم عادة مصرية قديمة والاحتفال به مباح شرعًا    هل يحق للزوج التجسس على زوجته لو شك في سلوكها؟.. أمينة الفتوى تجيب    مصرع سائق في حادث تصادم بسوهاج    رئيس الوزراء يحدد موعد إجازة شم النسيم    سيدات سلة الأهلي يواجه مصر للتأمين في الدوري    محافظ كفر الشيخ ونائبه يتفقدان مشروعات الرصف فى الشوارع | صور    نستورد 25 مليون علبة.. شعبة الأدوية تكشف تفاصيل أزمة نقص لبن الأطفال    السفير طلال المطيرى: مصر تمتلك منظومة حقوقية ملهمة وذات تجارب رائدة    الغزاوي: الأهلي استفاد كثيرا من شركة الكرة    «النواب» يبدأ الاستماع لبيان وزير المالية حول الموازنة العامة الجديدة    خلال الاستعدادات لعرض عسكري.. مقتل 10 أشخاص جراء اصطدام مروحيتين ماليزيتين| فيديو    مجلس النواب يحيل 23 تقريرًا برلمانيًّا للحكومة -تعرف عليها    وزير الأوقاف من الرياض: نرفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته    قطاع الدراسات العليا بجامعة القناة يعلن مواعيد امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني    جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف مناطق لحزب الله في جنوب لبنان    الرئيس السيسى يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول    توفيق السيد: غياب تقنية الفيديو أنقذ الأهلي أمام مازيمبي.. وأرفض إيقاف "عاشور"    أسعار العملات العربية والأجنبية اليوم الثلاثاء.. ين ياباني ب 31.16 جنيه    مستدلاً بالخمر ولحم الخنزير.. علي جمعة: هذا ما تميَّز به المسلمون عن سائر الخلق    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    علي جمعة: منتقدو محتوى برنامج نور الدين بيتقهروا أول ما نواجههم بالنقول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ستاذ اجتماع سياسي: مصر بالنسبة لأمريكا الجائزة الكبرى في مشروع الشرق الأوسط
خلال حواره للوفد...
نشر في الوفد يوم 04 - 12 - 2020

الديمقراطية الأمريكية وهمية، وكل ممارسات التلاعب في الانتخابات موجودة تاريخيا.. هذا ما قاله الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة عين شمس خلال حواره ل"الوفد"، والذى تناول العديد من الملفات الساخنة فيما يتعلق بالشأن الداخلي والخارجي، وأبرزها اغتيال زادة العالم النووي الإيراني، والشأن الليبي وتأثيره على الأمن القومي المصري، والتعنت الإثيوبي والمتوقع حول مستقبل مفاوضات أزمة سد النهضة، كما تطرق إلي إدارة بايدن وكيف صعد إلى الرئاسة الأمريكية بعد أن أزاح ترامب في انتخابات غير شريفة، وغيرها من موضوعات تهم الرأي العام.
وإلى نص الحوار..
هل اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زادة تم بأذرع إسرائيلية أم إيرانية؟
زادة أحد كبار علماء الذرة ونحن نعرف أن المتخصصين في البرامج النووية دائماً مستهدفين من قبل إسرائيل، كما أن نتنياهو وضع صورته من قبل عامين وتحدث عن اغتياله وهذا دلالة على أنه كان أحد المستهدفين، خصتاً أن إيران نتفق أو نختلف معها لن يوجد مبرر لاغتيالها أحد علمائها ولا يوجد هدف، نحن نعرف في اللحظة الراهنة أن الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية حكم ترامب تستهدف محور المقاومة بشكل عام، وكان هناك عدوان على سوريا قبل أيام فضلا عن أنه كان هناك حديث حول أن ترامب لن يستطيع أن يقوم بعمل عسكري مباشر ولكنه سيقوم بعدد من الأعمال المحدودة ومن ضمنها اغتيال رموز المقاومة، وأنا اعتقد أن استهداف شخصية بهذا الحجم مقصودة لأنه يُدير أهم ملف من الملفات الساخنة في الداخل الإيراني، ونحن نعلم أنه ملف به العديد من الإشكاليات مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه هي عادة أمريكا حيث اغتالت من قبل سليماني وهو أحد أهم القادة العسكريين الإيرانيين، وبالتالي لا يمكن بأية حال من الأحوال حتى لو لم يظهر مسئول رسمي أعلن عن مسئوليته عن عملية الاغتيال أن نلصق التهمة إلى إيران لأنه ليس من مصلحتها أن تغتال شخص هام بالنسبة لها بهذا الحجم، وهو أحد علمائها الصعب تكراره.
ماذا تتوقع خلال الفترة القادمة حول الثأر الإيراني لزادة ؟
أثق أن رد الفعل الإيراني سيتأخر، ف إيران أعلنت أنها تحتفظ بحق الرد، ونحن نعلم أنها ردت من قبل عندما تم اغتيال سليماني، وانتقمت بتدمير عدد من القواعد الأمريكية رغم أنهم أعلنوا أن القواعد لم تتأثر بنسبة كبيرة، ولكنني أعلم أنه كان رد قاسي فكل طرف يدير معركته ويُقلل من حجم خسائره، وأعتقد حول اغتيال زادة سيكون هناك رد فعل إيراني ولكن بعد انتهاء ولاية ترامب، لأن إدارة ترامب تحاول جرجرة إيران لمواجهة موسعة، لذلك اعتقد أنها ستفوت الفرصة على ترامب وسيكون الرد عندما يتسلم بايدن السلطة.
هل تعتقد هناك أمل فيما يخص أزمة سد النهضة؟
مصر مازالت تؤكد على استمرارية الحل التفاوضي والقيادة السياسية تركز بشكل رئيسي وأساسي على أن الحل يكون سياسي وليس عسكري، رغم أن هناك تحريض لمصر على كافة المستويات تحديداً من قبل ترامب الذي أعلن قبل بدء الانتخابات الأمريكية أن تعنت الجانب الإثيوبي قد يدفع مصر إلى عمل عسكري، ولكن مصر لن تنجر إلى هذا إلى جانب، كما أن هناك مشاكل الآن في الداخل الإثيوبي وهو شكل من أشكال الحرب الأهلية قد تؤدي إلى تعطل مشروع سد النهضة، وبالتالي لا تضطر مصر للجوء إلى عمل عسكري وقد تضطر أو تُدفع إثيوبيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
ولا أعتقد أن آبي أحمد بتصرفاته التي يقوم بها الآن مع بعض القوى المناوئة له بالداخل بل هو مضطر للتراجع، فالدستور الإثيوبي يسمح للأقاليم فنحن نعلم أن تركيبة المجتمع الإثيوبي عرقية في الأساس وبها خطورة لاحتوائه على بُعد قبائلي وعرقي، لذلك لابد الذي يحكم إثيوبيا أن يكون واعي لمثل هذه المسألة، ولا يجب أن يتم تهميش إقليم على آخر لأنه قد يؤدي في النهاية إلى ما حدث اليوم، والدستور يسمح أنهم إذا أجروا انتخابات بعيداً عن الحكومة الفيدرالية فهذا يكون مقدمة للانفصال، وهناك بدأت الحركات الانفصالية في الظهور، والإقليم الذي يوجد به سد النهضة مرشح للانفصال وهذا قد يؤدي إلى مشكلات كبرى في إثيوبيا.
واعتقد أنه لو انفصل الإقليم الذي يوجد به سد النهضة وأصبح تابع للسودان فسيكون إقليم فقير وسيضطرون في النهاية أن يجلسوا مع مصر على طاولة المفاوضات لأن مشروع السد سيتوقف، وفي ظل الحرب الأهلية الآن وتوسيع المواجهة مع الحكومة المركزية أعتقد أن هذا سيؤدي في النهاية إلى إيقاف السد، وخصتاً أن التمويل الخارجي له توقف وأصبح تمويله الآن يعتمد على الميزانية الداخلية لإثيوبيا وفي ظل وجود حرب اعتقد أنه سيؤدي إلى توقف
وستضطر إثيوبيا أياً كان الذي يحكمها إلى التفاوض لذلك مصر تتعامل مع هذا الملف بسياسة النفس الطويل.
هل تعتقد أن ترامب صادق حول التلاعب في الانتخابات الأمريكية؟
بالطبع فالديمقراطية الأمريكية وهمية، وكل ممارسات التلاعب في الانتخابات موجودة تاريخياً وظهرت في هذه الانتخابات بشكل كبير، رغم أن الولايات المتحدة الأمريكية تحدثنا دائما حول الديمقراطية وأنها واحة الحريات وقبلة الدفاع عن حقوق الإنسان ولكن كل هذا كذب، وسقطت الأقنعة عن الديمقراطية الأمريكية، حتى ترامب وأنصاره هددوا في حالة سقوطه في الانتخابات لن يعترفوا بالنتيجة وهذا شكل غير ديمقرطي، فضلا عن تهديدهم باستخدام العنف، فخلال هذه الانتخابات انكشفت خدع عديدة منها تصويت مليون و800 ألف حالة وفاة في الانتخابات، وغيرها من الأقاويل التي كشفت التزوير الفاضح خلال هذه الانتخابات، وهذا يجعلنا نقول أن الشعارات الرنانة للديمقراطية في أمريكا مجرد شعارات فقط.
لماذا تم تزوير الانتخابات لصالح بايدن ؟
الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد على الإدارة والقوى الصلبة وهي مؤسسات الدولة، فهي لا تعتمد على شكل الرئيس أو حزب الرئيس، فحزب الرئيس سواء ديمقراطي أو جمهوري لا يفرق كثيراً في سياسات الإدارة الأمريكية ولكن الأداء هو المهم، فأداء ترامب أظهر الوجه القبيح للولايات المتحدة الأمريكية، وجعل صورتها الذهنية أمام العالم ضد الديمقراطية ودولة استعمارية ومعتدية على حقوق الدول الأخرى، فهو أسقط القناع عن الصورة التي كانت موجودة للإدارة الأمريكية حول الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان.
فكل هذه الأقنعة سقطت في عهد ترامب ولم يمكن في مصلحة أمريكا أن يستمر بهذا التهور والشكل الذي أساء لأمريكا، إلى جانب أنه في ظل حكم ترامب تراجعت أمريكا على المستوى العالمي رغم أنه أفاد الخزانة الأمريكية إلا أنه أظهر الولايات المتحدة الأمريكية كبلطجي يُهدد الكثير من دول العالم من أجل المال، لذلك سعت أمريكا لتعديل هذه الصورة، وكثير من الملفات مثل نقد الاتفاق النووي الإيراني والذي يهدد مصالحها واعتقد أن الديمقراطيين هم من عقدوا أتفاق 5+1، وهم يعملوا لإعادة الوضع إلى ما هو عليه وتبريد الكثير من الملفات الساخنة حول العالم.
هل فوز بايدن هو امتداد لعودة أوباما ؟
طبيعي لأنه يملك سياسة الديمقراطيين، ولكنه يملك الوجه المُحسن للسياسة الأمريكية واللعب من أسفل الطاولة بارتداء قناع، فالوجه الاستعماري للولايات المتحدة الأمريكية وأطماعها حول العالم ومُخططاتها لن تختفي بوجود الديمقراطيين محل الجمهوريين أوالعكس، بل ستظل السياسات ثابتة ولكن الصورة الذهنية التي ستصدر للعالم ستعود مرة أخرى وستعمل من خلال ستار، وتقوم بتدمير مجتمعات وتنفيذ سياستها الاستعمارية من سرقة ونهب ثروات الأوطان، كل هذا سُيستكمل ولكن من خلف الستار وهذا لم يكن يحدث في عهد ترامب، لذلك صعود بايدن كان ضروري لعودة الديمقراطيين ونحن نعلم أن سياستهم أقرب إلى التستر وإظهار وجه غير وجهها الحقيقي.
مشروع الشرق الأوسط الذي كان يتم في إدارة أوباما كان ظاهراً خلال ولاية ترامب، حيث أننا شاهدنا أن الفكرة الرئيسية هو الاعتراف باستمرار المشروع فضلا عن استمرار الجماعات الإرهابية في سوريا وسيناء وتونس على شكل سلطة الحكم، ولازالت موجودة ليبيا، كما أن تركيا مستمرة في نقل الإرهابيين بدعم من أمريكا من سوريا إلى ليبيا، فهذا المشروع مستمر داخل ثوابت السياسة الاستراتيجية الأمريكية ولم تختفي ولكن التكتيك هو الذي يختلف من إدارة إلى أخرى ومن الجمهوريين إلى الديمقراطيين، ولكننا متأكدين أن المشروع ثابت ولن يتغير.
هل إعلان ترامب حول الإيميلات المسربة خطأ منه أم مقصود ؟
ترامب كان يحاول أن يعلن للعالم شكل الديمقراطيين القبيح، لأن باين كشف صورة ترامب السيئة للعالم وأوضح أنه يوقم بكل المحرمات، لذلك ترامب رد بنفس الأسلوب.
هل تصريح ترامب حول حق مصر في ضرب السد الإثيوبي توريط مثلما حدث للعراق وضربت الكويت ثم تم غزوها بعد ذلك؟
بالطبع هو يقصد ذلك لأنه يسعى لعدم استقرار المنطقة، وهو يعلم أن مصر رُمانة الميزان، لذلك يريد أن يتم وضع مصر دائما في مشاكل بشكل دائما بهدف زعزعة الأمن القومي المصري سواء بمشكلة سد النهضة في الجنوب
ووجود الجماعات التكفيرية في سيناء في الشرق على الحدود مع العدو الصهيوني، وأيضا زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة الغربية بوجود قلائل بالداخل الليبي، كل هذا يجعل مصر منشغلة بأمنها القومي الحدودي من أجل السيطرة الأمريكية.
وأعتقد أنه يريد أن يجرجر مصر إلى هذا المنزلق لأنه يعلم جيداً أن مصر بعد 2013 والإطاحة بالجماعة الإرهابية من سلطة الحكم أصبحت مصر تسير في اتجاه استقلال لقرارها الوطني، ولم تعد تابعة لأمريكا كما كانت خلال عصر السادات ومبارك، وبالتالي اختلفت المسألة بشكل كبير لذلك يريدون أن يُعيدوا مصر للحظيرة الأمريكية مرة أخرى من خلال توريطها في هذه الملفات، لذلك مصر تُدير ملفات الأمن القومي بحذر شديد وهدوء في قضية سد النهضة ومواجهة الإرهابيين في سيناء، فضلاً عن محاولة ربط الصدع للداخل الليبي وتبريد الملفات الساخنة في محيط أمننا القومي الحدودي، فمصر تدخلت في هذا الضوء لحل مشاكل الداخل السوداني، ومن خلال كل هذا تسعى مصر إطفاء النيران التي تحاول الولايات المتحدة الأمريكية إشعالها بالداخل، فمصر في مشروع الشرق الأوسط الكبير هي الجائزة الكبرى بالنسبة لهم.
ما الهدف من زيارة الرئيس لجنوب السودان ؟
السودان هي الامتداد الطبيعي للأمن القومي المصري، وقضية سد النهضة جزء منها يمثل عدم استقرار السودان، وبالتالي استقرار إدارة السودان ومد العلاقات بين مصر وشمال السودان وجنوبها يؤدي إلى استقرار وإمكانية التوثيق للوصول إلى حلول في قضية مياه النيل، فمصر تعتمد على نهر النيل بنسبة 97% من احتياجاتها كما أن حياة المصريين تعتمد عليها ويمثل بالنسبة لهم أمن قومي ولا يمكن التفريط في هذا الملف، لذلك الرئيس السيسي بمحاولة إعادة دور مصر في دول حوض النيل بشكل عام وليس فقط السودان، كما أن البوابة السودانية هامة بالنسبة لمصر والزيارة لجنوب السودان هامة في هذا التوقيت لحسم الكثير من الملفات العالقة، فضلاً عن حسم كثير من الإشكاليات في العلاقة ما بين مصر ودول حوض النيل، لذلك مصر لابد لها أن تكون موجودة داخل دول حوض النيل لمد علاقتها.
وجميعنا نعلم أن مصر تستطيع توجيه ضربة إلى سد النهضة ولكنها لن تسعى لذلك وتسعى لتنمية مجتمعات دول حوض النيل، كما أن مصر حريصة أن تستفيد إثيوبيا من مياه النهر في توليد كهرباء وطاقة ولكن دون أن يمس ذلك حصة مصر من مياه النيل لآن النيل بالنسبة لمصر هو شريان الحياة.
هل مازالت ليبيا مُهددة للأمن القومي المصري بسبب الحروب التي تُدار داخلها؟
طبعاً سيظل الملف الليبي مُهدداً مالم تُحسم الأزمة الليبية وأن لم يحدث لم شمل للداخل الليبي وحدوث مصالحة وطنية حقيقية بين المتواجدين في البرلمان والحكومة المؤقتة الموجودة في الشرق مع حكومة السراج في الغرب مع أبناء الجماهيرية، في هذه الحالة ستكون الأمور هدأت، وسيتم مواجهة المُخططات الاستعمارية الغربية، لأن الذين لا يريدون حل الأزمة الليبية هي قوى العدوان التي اعتدت على الدولة الوطنية الليبية في 2011، والتي اغتالت مُعمر القذافي وبالتالي أدت إلى انهيار مؤسسات الدولة الليبية وتفتيت المُجتمع الليبي، لذلك اعتقد أن كل الجهود التي تتمت لابد أن تكون مصر جزء منها.
واعتقد أن مصر حين تجاوزت حكومة السراج التي عقدت اتفاقيات باطلة وغير شرعية مع أردوغان الذي حاول الدخول لإيقاف التمدد للجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر الذي كاد أن يسيطر على البلاد وإعادتها مرة أخرى، في هذا الوقت مصر تدخلت وأعلنت أن هناك محاولة تركية للسيطرة على منابع النفط، وقال الرئيس السيسي "إن سرت والجفرة خط أحمر"، وهذه المنطقة تبعد ألف كيلو عن الحدود المصرية ولكن حديث الرئيس السيسي يعني أن ليبيا خط أحمر وجزء من الأمن القومي المصري، وعدم استقرارها يؤدي لتهديد الأمن القومي المصري.
هل تعتقد وجود أردوغان في ليبيا عبارة عن إلهاء لما يحدث في سوريا ؟
نحن نعلم أن العلاقة بين مصر وسوريا موجودة منذ القدم، وما يحدث بها امتداد للأمن القومي المصري، وسوريا هي البوابة الشرقية التي أتت لها كل الغزوات تاريخيا وكل من بدأ بسوريا ثنى بمصر، وما من معركة خاضتها مصر إلا بالمشاركة مع سوريا، بالطبع يحاولوا إلهاء مصر بوضعها الداخلي في مشكلات حدودية في ليبيا أو السودان وسد النهضة في إثيوبيا في الجنوب، فضلا عن الإرهابيين الموجودين في سيناء فكلها معارك للإلهاء وإبعاد مصر عن المشروع التقسيمي الذي شن حرباً كبيرة على سوريا كي ينفردوا بعد ذلك بمصر.
ولا يمكن أن ننسى مقولات بن جوريون وهو مؤسس الكيان الصهيوني عام 1949 خلال الإعلان عن ميلاد الكيان، عندما قال "لا يمكن أن تعيش وتحيا إسرائيل آمنة إلا بالقضاء على 3 جيوش عربية ( الجيش المصري والعراقي والسوري)، وبعد غزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق في 2003 تم تدمير الجيش العراقي وأصبح لا يوجد في المنطقة إلا الجيش المصري والسوري، وكانت هناك معركة منذ 2011 ضد الجيشين لذلك صمود سوريا والجيش العربي السوري وانتصاراته على الإرهاب وعلى مشروع التخصيب والتفتيت، فضلا عن انتصاره على المشروع الصهيوني الأمريكي هو تكملة لدور الجيش المصري الذي استطاع أن يقضي بالفعل على أحلام وأوهام الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تعتبر فيه مصر الجائزة الكبرى حين أطاح الجيش المصري الجماعة الإرهابية من جيش الحكم.
ما سر الاتفاقات التركية القطرية في الفترة الأخيرة بشكل ظاهر جدا ؟
ذلك في إطار الرجعية العربية وهي تاريخيا معروف أنها تعمل للصالح الأمريكي، وأمريكا في ظل مشروع الشرق الأوسط الكبير لها أدوات في المنطقة، وأحد أهم هذه الأدوات تركيا بشكل رئيسي ومعها قطر التي تقود تمويل تركيا التي تحتضن الجماعات الإرهابية وترسلها إلى المجتمعات العربية التي تريد تفتيتها وتدميرها، فضلا عن دول كبرى تمول هذه الجماعات مثل دول الخليج بشكل عام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة