قالت صحيفة "جارديان" البريطانية إن مخاوف الأكراد بسوريا تزداد بشكل كبير مع تدهور قوات الرئيس السوري "بشار الأسد" واقتراب سقوطه، مؤكدة أنهم سيواجهون مستقبلًا غامضًا أو مجهولًا بعد رحيله في ظل الثورة التي اندلعت في سوريا ذات الأغلبية السنية. وأضافت الصحيفة أن المخاوف ازدادت وتفاقمت إلى حد بعيد بعد انعدام الثقة بين الثوار السوريين وثالث أكبر جماعة عرقية في البلاد والتي أتت على خلفية وقوفهم بجانب الرئيس السوري "بشار الأسد" ودعمهم لقواته ضد الثورة السورية. وأوضحت الصحيفة أن الاشتباكات العنيفة والدموية التي وقعت طيلة الشهر الماضي بين الثوار والأكراد، الذين يمثلون 3 ملايين في البلد التي تضم 23 مليون نسمة، تُظهر مدى التوتر الذي نشب على خلفية الانتفاضة السورية. ولفتت الصحيفة إلى أن الأكراد الذين يعيشون في المناطق والمدن الجبلية في شمال سوريا بالقرب من الحدود التركية يسعون إلى الاستقلال وامتلاك حق تقرير المصير، لا سيما بعد أن عانوا من التمييز على مدى الأنظمة المتعاقبة في دمشق والآن ينتظرون مصيرهم في سوريا ما بعد الأسد. وذكرت الصحيفة أن حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يمثل الأكراد في سوريا حليف مقرب من حزب العمال الكردستاني، وهي جماعة محظورة ومسلحة من أكراد تركيا، الذي يقاتل الحكومة التركية منذ عقود. وفي الوقت الذي أصبحت فيه تركيا عدو لدود لنظام "الأسد" وحليف قوي للثوار السوريين، أصبح موقف "الأكراد" صعبًا للغاية بعد أن تم محاصرتهم بين بلدين يسعون إلى التخلص من هذه الجماعة. وأشارت الصحيفة إلى أن قادة الجيش السوري الحر يتهمون الأكراد بالخيانة وأنهم عملاء للنظام السوري، متسائلون "لماذا لم ينضم الأكراد إلى صفوف الثوار ودعم الثورة؟"، بل والأسوأ بالنسبة للأكراد أن بعض الجماعات الجهادية مثل "جبهة النصرة" يعتبرونهم من الكفار الذين يجب مقاتلتهم وإخراجهم من البلاد.