قبل أسبوع، علقت في هذا المكان علي «التهديد والوعيد» الذي حملته تصريحات القطب الإخواني البارز «خيرت الشاطر» مهوناً من المليونيات التي تنظمها القوي السياسية المناوئة لسياسات الرئيس محمد مرسي وممارسات التيار الإسلامي، وقد تلخص «تهديدات الشاطر ووعيده» في أنه يمكنه تنظيم مليونيات تتفوق بأعدادها علي أية مليونيات أخري، مما يبدو معه أن الأعداد التي يمكن للإخوان المسلمين حشدها في مظاهرات مليونية يمكن أن تكون مفزعة أو فزاعة للمعارضين، خاصة إذا أثبتت التجربة مع مظاهرات الإخوان التي يدعي «الأقطاب» أنها سلمية رغم ما وقع من اعتداءات هذه الحشود علي أفراد وتجمعات القوي السياسية المعارضة عند محيط القصر الرئاسي، وقد فوجئت بما صرح به الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس حزب «الحرية والعدالة» يوم السبت الماضي وهو يؤكد الإصرار «الإخواني» علي الاستفتاء علي مواد الدستور في موعده المقرر، لكن الدكتور الكتاتني شاء أن يحمل تهديداً إلي كل الناس - بعد مشاركته في مؤتمر جماعة الإخوان بمقرها في المقطم - بأن الإخوان سينزلون بالملايين إذا تكررت الأحداث في محيط القصر الرئاسي من اعتداءات علي الشرعية التي أتي بها الرئيس المنتخب قائلاً نصاً: «لو تكررت أحداث الاتحادية سننزل بالملايين للدفاع عن الشرعية».. وادعي د. الكتاتني رداً علي ما أثاره بعض الصحفيين عن نزول الإخوان يوم الأربعاء الماضي والاعتداء علي المتظاهرين السلميين بقوله: «لا نعتدي علي أحد وكنا متظاهرين سلميين، ولن نتخلي عن الدفاع عن الشرعية مهما كانت الظروف والملابسات، ونحن مصرون علي أن يكون الاستفتاء في موعده».. مشيراً إلي أن زيارته لمكتب الإرشاد كانت لتفقد المكتب الذي اقتحمه البلطجية بالرغم من تواجد الشرطة. وإذن.. فإن تهديدات الدكتور الكتاتني رئيس حزب «الحرية والعدالة» الحاكم بالملايين التي يمكن أن تكون تحت إمرة الدكتور والقطب «الشاطر» في أي وقت يراه الرجلان مناسباً لإعطاء إشارة البدء لها بالنزول إلي الشوارع إذا ما ذهبت مظاهرات المعارضين إلي محيط قصر الاتحادية، وقد نشرت صحيفة الأهرام يوم السبت الماضي في صفحة الحوادث أن رجال الشرطة قد اقتربوا من سيارة ميكروباص تحمل عشرة أشخاص هرب منهم 6 أشخاص علي الفور بمجرد اقتراب سيارة الشرطة، وبقي الأربعة الذين لم يستطيعوا الهرب من السيارة، التي فتشها رجال الأمن ليجدوا فيها كميات من الأسلحة النارية والبيضاء وكمية من الطلقات، وكانوا يعتزمون - كما ذكرت الأهرام وطبقاً لاعترافات الأربعة الذين قبض عليهم - استخدامها في الاعتداء علي المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، وقدم المتهمون الأربعة بطاقات شخصية تفيد بانتمائهم إلي حزب «الحرية والعدالة»، وأن هناك تعليمات قد صدرت إليهم بعدم الذهاب إلي محيط قصر الاتحادية فأخذوا طريقهم إلي منازلهم بمدينة السلام ليقبض عليهم أثناء ذلك، وقد ربطت علي الفور بين هذا الخبر وتهديدات الشاطر والكتاتني بالمليونيات المذهلة، والاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون المعارضون عند محيط القصرالرئاسي، وقد جزعت بالفعل، فهل الأعضاء الذين قبض عليهم في السيارة ومعهم الأسلحة لهم ما يقابلهم من المسلحين ضمن المليونيات التي يهددون بها كل المعارضين!