يطمح المسلم في الدنيا أن يكون من عباد الله المخلصين، وأهل الجنة لا يصلون إلى كل هذا النعيم في الآخرة حتى يتعبوا ويجتهدوا كثيرًا في الدنيا، فنعيم الجنة كبير وعظيم. وما هي صفات الجنة حتى يكون المسلم منها إلا إذا تحلى بصفاتها وهي : الصبر على الابتلاءات : فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من مُسلِميْنِ يُتَوفَّى لهم ثلاثةٌ منَ الوَلَدِ لم يَبلُغوا الحِنثَ، إلَّا أدخَلَه اللهُ الجَنَّةَ بفَضلِ رَحمَتِه للصِّبْيةِ". و ترك المراء وترك الكذب ولو كان مازحًا: فما هي صفات الجنة التي تجعل المسلم يترك الكذب حتى يكون من أصحابها. فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربَضِ الجنةِ وببيتٍ في وسطِ الجنةِ وببيتٍ في أعلَى الجنةِ لمن ترك المراءَ وإن كان مُحِقًّا وترك الكذبَ وإن كان مازحًا وحسُنَ خلقُه". افشاء السلام طريق المحبة: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم:"لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ". فحتى يعلم المسلم ماهي صفات الجنة لا بد من افشاءه السلام ولن تؤلف القلوب وتلين حتى يدرك أن نيل الدرجات في الجنة بحسن الأخلاق. مرافقة النبي عليه السلام في الجنة عندما يدرك المسلم ماهي صفات الجنة، تمنى مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى، ولن ينالها حتى يعلم الأمور المعينه للمرافقة بمتابعته صلى الله عليه وسلم فيما أمر، وطاعته، وترك ما نهى عنه، يقول الله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا }. ومن أظهر الأمور التي تعين على مرافقته كثرة الصلاة والسلام عليه، فمن أحب شيئا أكثر من ذكره، روى عَبْدُ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ القِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلاَةً".