أجمعت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس، على أن ملف التكليف برئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة، معطل بالكامل ولم يطرأ عليه أي خرق إيجابي يشي بأن الاستشارات النيابية الملزمة التي دعا إليها رئيس البلاد ميشال عون، قد تفضي إلى توافق على رئيس للوزراء وتكليفه تأليف الحكومة الجديدة. واعتبرت صحف (النهار والجمهورية ونداء الوطن والأخبار واللواء والشرق) أن تحديد رئيس الجمهورية، يوم الخميس، المقبل موعدًا لإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الوزراء الجديد، جاء بمنزلة رسالة بعث بها "عون" لتبرئة ذمة رئاسة الجمهورية من استهلاك عامل الإطالة والتعطيل، ورمي الكرة من الآن فصاعدا في مرمى الكتل النيابية والقوى السياسية في كل عرقلة وتأخير. وأكدت الصحف أن جميع الأجواء والمعطيات لا تزال تفيد أن الدعوة الرئاسية للاستشارات لم تشهد تفاهمات مسبقة، لا على اسم رئيس الوزراء المكلف ولا على شكل الحكومة، وأن كل فريق لا يزال على موقفه ولم يطرأ أي تقدم في هذا الملف حتى الآن، وأن "إرادة التفاهم" معدومة بين جميع الفرقاء السياسيين. وأشارت إلى أن شخصية رئيس الوزراء الجديدة ما زالت خارج دائرة التفاهم بين القوى والتيارات السياسية والكتل النيابية المنبثقة عنها، على نحو يوحي وكأن الملف الحكومي مطروح في معركة تصفية حسابات بين الأطراف المعنية بهذا الملف، ولكل طرف فيها حساباته ورهاناته، وعنوانها الظاهر تقاذف كرة المسئولية على حساب لبنان الذي يوشك هيكله على التداعي على رؤوس الجميع. وقالت الصحف إن خطوة الرئيس اللبناني تحمل رسالة ليس على المستوى الداخلي وحسب، وإنما إلى فرنسا صاحبة المبادرة لإنقاذ لبنان، معتبرة أن الدعوة للاستشارات تأتي بمثابة "رسالة حُسن نية عاجلة إلى باريس" لتأكيد أن رئاسة الجمهورية بمنأى عن أي تعطيل للحكومة وأن عون يطبق الدستور بالدعوة لإجراء الاستشارات النيابية في سبيل تشكيل حكومة جديدة، وأن الأمر أصبح الآن بيد الفرقاء السياسيين الآخرين. من ناحية أخرى، ألقت الصحف اللبنانية الضوء على حالة الانفلات الأمني الواسع وانتشار السلاح التي يشهدها البقاع لا سيما محافظة بعلبك الهرمل (شمالي شرق البلاد) وقيام عشائر مسلحة بعروض شبه عسكرية يحمل فيها المسلحون الأسلحة النارية الآلية الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية وتتحرك فيها قوافل آليات مسلحة تحمل صواريخ ثقيلة، وقيام تلك العشائر المسلحة بتصوير هذه المشاهد بصورة علنية في تحد سافر للدولة. وانتقدت الصحف غياب الدولة وبلوغ مظاهر التفلت الأمني وانتشار السلاح حدا غير مسبوق بلا رادع بين أيدي الخارجين عن القانون، مشددة على ضرورة أن تسارع الدولة اللبنانية إلى ضبط الوضع.