صابرين السباعي أو كما ُيطلق عليها مني قوت فتاة صعيدية، 43 عاماً، عاندها الزمن بقسوة أيامه فتسلقت النخل لتضمن قوت يومها، هنا في قرية الحلة التابعة لمركز قوص جنوبي محافظة قنا، تخرج صابرين في كل صباح لتبحث عن رزقها بين أشجار النخيل وثماره تسعى لقوات يومها هي وأسرتها التي تتحمل مصاريف الإنفاق عليها، في رحلة يومية اعتادت عليها. لم تكتف قوت بالعمل في جني ثمار النخيل الذي يعد عملاً موسمياً غير دائم، بل امتهنت أيضًا أعمال شاقة لا يعمل بها سوى الرجال الشدائد، حيث تعمل في أعمال اليومية، كالعمل في الزراعات والعمل في البناء والعمل في مطاحن الغلال والمخابز وغيرها من الإعمال الشاقة. تقول صابرين السباعي، إنها تعمل في مهنة جني ثمار النخيل منذ أن كانت طفلة لم يتخطى عمرها ال 7 سنوات، تلعب مع الصغار في القرية وتتحداهم في طلوع النخيل حتى أن صارت شابة لم تنقطع عن ممارسة هوايتها المفضلة التي تحولت بعد ذلك إلى مصدر رزق لها تنفق منه علي نفسها وأسرتها التي تحملت أعباء إعاشتها. وأوضحت صابرين، أن نظرات الرجال لها وبعض أهالي القرية لم تكن عائقًا أمامها في تكملة عملها للإنفاق علي أسرتها، بل تحدت الجميع وعملت مثلما بعمل الرجال بل تفوقت عليهم في طلوع النخيل والثبات لساعات أعلى أشجار النخيل لجنيه في أوقات صعبة وشاقة. وتابعت مني قوت، لافتة أن عملها لسنوات في جني النخيل جعلها تتمتع بشهرة في القرية وخارجها لتصبح مرتبطة بأعمال مع أصحاب القرية الذين يفضلونها علي الكثير، كما تعمل خارج القرية وهذا ما يساعدها علي استكمال العمل والتمسك به، مضيفة أن في الأوقات الغير موسمية للنخيل تلجأ إلي العمل في أحد المخابز كعمل بديل لطلوع النخيل. واختتمت مني قوت حديثها بمطالبتها لمحافظ قنا ومديرية التضامن، بالتدخل لإعادة صرف معاش والدها، كي يساعدها على متاعب الحياة، خاصة مع تقدمها في العمر.