تحدت العادات والتقاليد في قريتها الكائنة بأقاصي الصعيد، عملت في مهنة "طلوع النخيل" أو "تلقيح النخيل" وهي مهنة لا يجيدها سوى الرجال نظرًا لاعتمادها على المهارة والقوة البدنية، لم تأبه لنظرات محيطيها، مُصرة على توفير نفقات معيشة أسرتها البسيطة وعلاج والدتها المريضة، لتضيف اسمها لسجل السيدات المكافحات والنماذج المشرفة. "منى السباعي" مقيمة بقرية "الحلة" بمركز قوص، جنوبقنا، 43عاماً، تعلمت مهنة "طلوع النخيل" منذ أن كان عمرها 7 سنوات، حتى احترفتها تمامًا، ودفعهتها ظروفها المادية إلى العمل بتلك المهنة لتوفير نفقات علاج والدتها المريضة وباقي أفراد أسرتها الفقيرة. "في إحدى مرات الطلوع سقطت بي شجرة النخيل وكان طولها أكثر من 30مترً، والحمد لله نجوت من الحادث بأعجوبة، ورغم ذلك ما زلت أواصل العمل لتلقيح النخيل وجني ثماره" قالتها "منى" مشيرة إلى أن عملها ينشط وقت طرح النخيل للتلقيح، حيث يطلبها الأهالي لإتمام عملية التلقيح حتى تثمر النخلة، ولفتت إلى أن عملها لا يقتصر على تلقيح النخيل فقط وإنما أيضًا لجني ثماره كل عام، ويتراوح أجرها بين 20 إلى 50 جنيهًا في اليوم الواحد. وأوضحت أنها واجهت صعوبات جمة على رأسها العادات والتقاليد التي تمنع المرأة من العمل في الأعمال الخطرة، وفي البداية عانت من تهكم وسخرية المواطنين حتى اكتسبت احترام الجميع، وطالبت "السباعي" المحافظ ومديرية التضامن بالتدخل لإعادة صرف معاش والدها، حتى يساعدها على الحياة، وخاصة مع تقدمها في السن لأنها ستضطر إلى التخلي عن تلك المهنة الصعبة المحاطة بالمخاطر.