عندما قامت ثورة 25 يناير المجيدة لإسقاط نظام استبدادي فاسد حكم البلاد 30 عاما كاملة في ظل حالة طوارئ مستمرة. كان من أول أهدافها.. الحرية، والكرامة الإنسانية، والعدالة. في كل نواحي الحياة التي حرم منها الشعب.. والتي كانت دافعاً قوياً أشعل في صدور الشباب الحماس والجرأة. . للقيام بثورة شبابية بيضاء.. لا مثيل لها في العصر الحديث.. ولذلك وقف أمامها العالم كله منبهرا برقي المنهج.. وعقلانية التصرف.. ما أدي إلي إسقاط واحد من أعتي الأنظمة الاستبدادية في 18 يوماً فقط. فكانت ملحمة وطنية تلاحم فيها الشعب بكل فئاته، وساندها جيش مصر الوطن.. الذي عرف عنه علي مدي التاريخ الطويل أنه دائما مساند للشعب.. وحامٍ لسلامته وسلامة الوطن!! وعاشت مصر أبهج أيامها في الفترة الأولي بعد نجاح ثورتها.. وعادت الروح المصرية الأصيلة إلي أبنائها.. واستشعر الجميع بأن الوطن سرعان ما سيعود إلي مكانته التي يستحقها والتي يعلم العالم قدرها. وبروح السماحة.. والبهجة.. والأمل في مستقبل مضىء سادت البلاد.. كان في نفس الوقت هناك من يرسم ويخطط للاستيلاء وحصد نتائج الثورة.. عن طريق الاستحواذ علي كل مفاصل الدولة وسلطاتها من تشريعية، وتنفيذية، ومحاولة السيطرة علي السلطة القضائية بحجة تطهيرها.. ويا للعيب.. فالقضاء هو الذي جاء بجماعة الإخوان وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة إلي سدة الحكم!!! فعندما كان شباب الثوة والقوي الوطنية منشغلين بالمطالبة بحق الشهداء وأسرهم الذين كان لهم فضل انتشال الوطن من الخندق المظلم.. الذي عاش فيه أبناؤه ليعودوا إلي الحياة الكريمة ويستمتعوا بنورها. وبالمناسبة لم تكن المطالبة بحق الشهداء والمصابين ماديا كما يفهمه القائمون علي الحكم الآن.. بل كان في المرتبة الأولي التقدير لما ضحوا به من أرواح ودماء من أجلنا.. والاحترام للأسر التي أنجبتهم وربتهم ليكونوا أبطالاً في عمر الزهور. ففي نفس الوقت كان هناك من انشغل في حساباته لكيفية الحصول علي الأكثرية البرلمانية باستخدام كل الوسائل التي منها ويُهين الشعب المصري بتوزيع السكر والزيت والبطاطس.. وأيضا بإثارة الشائعات حول الثورة المضادة والفلول.. بالرغم أن قيادات لهم صرحوا بأنهم كانوا في تفاهم مع الحزب الوطني.. عندما كان! وعندما حصل التيار الديني الإسلامي علي الأكثرية البرلمانية لم يخرج عن مجلس الشعب قانون واحد يحقق العدالة الإنسانية بل انحصرت كل مناقشاتهم.. حول موضوعات.. جانبية ليس لها أولوية. وكان أهم ما انشغلوا هو الهجوم الشرس علي حكومة الجنزوري ليس لأسباب مقنعة.. بل كان الهدف والذي أفصحوا عنه هو تشكيل حكومة تخضع لاتجاهاتهم.. وجاءت حكومة قنديل بنسبة عالية من وزراء ليس لديهم الخبرة والكفاءة لتولي المناصب التي أسندت إليهم.. وها نحن في أزمات مستمرة جراء فشل الحكومة في قراراتها وإدارتها للأزمات.. التي تزداد اشتعالا ولا تحل.. ولذلك صنفت حكومة قنديل أنها أسوأ حكومة مرت علي مصر! أما الصدمة الحقيقية.. كانت من قبل الرئيس محمد مرسي.. فبمجرد تنصيبه لم يُنفذ أي من الوعود والعهود التي قدمها من قبل.. أمام الشعب المصري وليس فقط أمام النخبة التي طلبها واستعان بها. ثم جاء «الإعلان الدستوري» في 22 نوفمبر.. الذي كان بمثابة «الفرمانات» التي كان يصدرها الباب العالي والذي لا راد لقضائه. والشكر واجب.. للرئيس «مرسي» لأنه بهذا «الفرمان» وحد القوي الوطنية جميعها.. ونبه الشعب المصري إلي نية اختطاف الوطن! الكلمة الأخيرة وهنا أُذكر السيد رئيس الجمهورية محمد مرسي.. بالقول المأثور عن المفكر الإسلامي الكبير.. خالد محمد خالد.. حين قال.. في ربيع الديمقراطية يكون الحكم «سلطة» الشعب.. وفي لظي الاستبداد يصير الحكم «تسلطا» علي الشعب!!!